(1)
كيمياء الغناء في السودان أظنها الوحيدة التي يصعب تحليل تراكيبها أو تحديد مقاديرها ومواصفاتها ومطلوياتها.. فهي لا تتعرف بكل القوانين او الافتراضات.. وثمة ما يدعو للتوقف والتأمل في تجارب بعض مبدعينا..
(2)
بعض تلك التجارب رغم فراغها ولكنها تجد حظها من التداول والحضور.. وهناك الكثير من الفنانين يجلسون في أماكن لا يستحقونها ولا تشابه فراغية طرحهم الغنائي والامثلة تتعد وتتشابك. وعلى النقيض نجد ان هناك تجارب غنائية اتسمت بالجدية والرقي في كل تفاصيلها وثناياها .. ولكنها لم تجد قبولها المطلق .. ويظل قبول تلك التجارب هو الطلسم الذي تتصاعب تفاسيره..
(3)
علي السقيد هو فنان بلا شك تتسم غنائيته بالجدية والمغايرة.. يتيمز بصوت على درجة عالية من التطريب والسلامة الأدائية، وعلي السقيد منذ بدايات ظهوره الباكرة أختط لنفسه طريقاً جديداً وغير مطروق استطاع به أن يؤسس لتجربته الغنائية ويجعلها تتسق مع رؤيته للحياة..
(4)
علي السقيد برغم غنائيته الجادة ولكنه لا يجد حظه من برامج رمضان حتى الآن، وبينما ينزوي هو بكل جمال تجربته وأغنياته تطل علينا يومياً منار صديق وصباح عبد الله وما شابههم من فنانين أنصاف مواهب لا يملك ربع ما يملك السقيد من تجربة غنائية يمكن وصفها بأنها مدهشة ومترعة بالجمال الدافق ولكن!!