عبدالله مسار يكتب : حكم وطرائف
سُئل حكيم مَن أفضل الناس للصحبة؟
قال من أخلاقه كريمة، ومجالسته غنيمة،
ونيته سليمة، ومُفارقته صعبة وأليمة، فهو كالمسك كلما مَرّ عليه الزمن زاده قيمة. أليف وولوف ومألوف
ورقيق ولطيف وشفيف وظريف.
ضاع حذاء طفل في البحر، فكتب الطفل على الشاطيء هذا البحر لص. وليس ببعيد منه كان رجلٌ صيّادٌ قد اصطاد الكثير من السمك فكتب على الشاطيء هذا البحر كريم.
وغرق شابٌ في البحر، فكتبت أمه على الشاطيء إن هذا البحر قاتلٌ.
ورجل عجوز اصطاد لؤلؤة من البحر فكتب على الشاطيء إن هذا البحر سخيٌّ.
ثم جاء الموج العالي فمسح كل ما كتب على الشاطيء. واستمرت الحياة.
لذلك لا يشغلن أحدكُم باله بكل ما يقوله الناس، فالكل يقول ما يصل لذهنه ويشاهده فقط.
أمسح الخطأ لتستمر الإخوة ولا تمسح الإخوة ليستمر الخطأ.
عندما تتعرّض للإساءة لا تُفكِّر في أقصى وأقوى رد. ولكن بل فكِّر وأجب باحسن ردٍّ.
عامل الناس بأخلاقك لا بأخلاقهم، ففي النهاية أخلاقك وأعمالك هي الوحيدة التي تُعمّر طويلاً من بعدك.
امرأة عجوز ضاع زوجها العجوز، وذهبت تشتكي للشرطة غيابه، فقالوا لها أوصفيه لنا حتى نتعرّف عليه ونعرفه.
فقالت أبيض وحلو ودلوعة وشعره ناعم وصوته خفيف وحنون. وإذا مشى قدل، وإذا تحدّث افصح،
ولدها معها قال ليها يا يمة دي ما أبوي، قالت ليه اسكت يلعن أبوك خليهم بدونا بدل فاقد.
رجل متزوج امرأة، 24 ساعة من خلوة إلى خلوة ومن مكان الى مكان ومن مسجد لآخر ومن مركز تحفيظ الى آخر، وهي مبشتنة بشتنة شديدة ومبهدلة وغبشة. يوم اتغاظ منها زوجها شديد، قال لها “إنتي في قرايتك كلها ما لاقتك سورة اسمها الدخان”.