بعد هطول الأمطار في الأيام الماضية، تجوّلت في محليات ولايات الخرطوم المُختلفة، حيث شهدت ووقفت على التدهور المُريع والمُخجل في العاصمة السودانية من حيث البنية التحتية والخدمات الأساسية. الخرطوم أصبحت كوشة للأوساخ ومرتعاً للذباب والبعوض، الطرق حدِّث ولا حرج، لا يُوجد إطلاقاً طريقٌ في عاصمتنا بلا حُفر أو مطبات ومجارٍ، حتى الطرق التي تقع في واجهات البلاد الرسمية كشارع المطار ونفق عفراء وشارع النيل وحتى الكوبري الجديد تنقر وتصدّع، كل المرافق الحكومية وأصابها التلف والخراب. والمُواطن أصبح صوته عالياً من إهمال حكومة ولاية الخرطوم لخدماتها الأساسية كالطرق والكهرباء والمياه.
ومن خلال تجوالي في كل مناحي العاصمة لم أصادف “بالغلط ساكت” عربات صيانة او آليات إصلاح الطرق، والحديث عن علامات المرور والإشارات أصبح ترفاً.
والٍ لا يستطيع توفير قلاب تراب أو فتح مجرى ماذا ينتظر منه السيد رئيس مجلس الوزراء عبد الله آدم حمدوك، وألا يكون رئيس الوزراء يعيش في برج عاجي ولا يدري ما الذي يدور في وطنه وعاصمة بلاده.!
العام الماضي، قوات الدعم السريع مشكورة قامت بالرش وتوفير الآليات، وساهمت مساهمة كبيرة في نظافة العاصمة ونعلم أن ذلك ليس من مهامها أو واجباتها، ولكن حُب الوطن والهمة والإخلاص والوفاء للوطن.
والشاهد في الأمر أنّ الذين يقفون الآن على رأس الولاية وخدماتها هُم دُون طموح مُواطني الولاية، وبعد هذا يمكن القول بالفم المليان الحزب الاتحادي فشل في اختيار والٍ لولاية كبيرة ومهمة ومحورية كولاية الخرطوم، فبالتالي فَقدَ فرصته والفرصة القادمة لحزب أكبر حجماً وأكثر مسؤوليةً.
وقد تعجّب المواطن عندما سمع بصرف المليارات لمواجهة آثار الخريف والمحصلة صفر كبير، تسقط الولاية في أول امتحان للخريف؟ أين ذهبت أموال الشعب؟ لا كوبري جديد ولا شارع زلط جديد ولا ترميم للقديم.. القصة أصبحت تتطلب تدخُّل البرهان وناس وجدي ومناع وما قلنا ود الفكي الشقيق. وولاية لا تهتم بصحة مواطنيها وربما يتلذّذ حكامها بتعذيبهم.!
وفي الدول المتقدمة والأحزاب المحترمة، الحاكم هو دائماً خادم للشعب وينظر إلى نواقصه ويسهر لراحته وأمنه واستقراره، لا تسمع بحادث نهب في العاصمة أو “تسعة طويلة وسواطير ونيقرز ..الخ”. الإهمال اصبح كبيراً، وتدني الخدمات صار أمرا لا يحتمل، والمطلوب بعد هذا تدخُّل رئيس مجلس السيادة ونائبه ومجلس الشركاء والحرية والتغيير ومُحاسبة الحزب الاتحادي الذي قدّم لنا والياً دُون طموحنا كسُكّان لولاية الخرطوم قبلة السودان وتاج عزّته وفخره.. وندعو والي الخرطوم قبيل إقالته بزيارة للمجاري والحُفر وخاصةً العمارات التي تُعتبر قلب البلد ومقر السفارات والمنظمات، والمجاري المفتوحة أغطيتها على الرصيف، “يعني ممكن عربية الوالي تقع في الخور طوالي وجيوش البعوض والذباب في قلب العاصمة.. أين فرق الرش والإدارات الصحية بالولاية والوحدات الهندسية بالمحليات والتخطيط العمراني..؟