فتح حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي؛ الباب واسعاً أمام العالم لدعم دارفور.
وقال مناوي لمنصة (الجزيرة السودان)، إنه يعد مسؤولاً عن المنكوبين في الإقليم، وأضاف: (العالم ينظر لدارفورما بطال نرحّب بيهم، نقول ليهم ما تجونا فاضين ساي، تعالوا بالقروش والبُقج، تعالوا بالقفة لأن الناس دايرين يأكلوا)!
وتابع: (أنا ذاتي مسؤول عن المنكوبين وبالتالي بشيل القفة وأقوم أشحد ليهم من العالم كلو سواء كان العالم العربي أو الإسلامي أو أفريقيا) وفق قوله!
وها هو مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور الذي تم تنصيبه قبل أيام؛ يطلق هذه التصريحات المهمة والصادقة و(البسيطة الكلمات والكبيرة المعاني والدلالات), بهدف استقطاب الدعم والمال والغذاء والدواء لدارفور، التي دمّرتها الحرب اللعينة طوال ثلاثين عاماً من عُمر النظام البائد الظالم والباطش، الذي عَاثَ فيها فساداً وإفساداً، وقضت الحرب على الأخضر واليابس، وشرّدت أهلها نازحين ولاجئين في دول الجوار!
إنّ دارفور تمثل اليوم أكبر كارثة إنسانية وأخلاقية في العالم!
وهي تحتاج للدعم والسند والمال من كل الأحرار والشرفاء في كل بقاع الأرض!
وتصريحات مناوي بأنه سوف (يشحد) ويمد (قَرعته)، للجميع من أجل دارفور، تُؤكِّد جديته وصدقه وطرقه لكل الأبواب من أجلها؛ علاوة على أنها تعكس حجم الكارثة والفاجعة التي يعيشها الإقليم المنكوب والمُدمّر والمُمزّق والمثخن بالجراحات والحرائق!
وحينما يقول حاكم دارفور ذلك لكل دول العالم، فإنه يتحتم ويستوجب علينا نحن السودانيين (أولاد البلد)، أولاً وطنياً وأخلاقياً ودينياً، أن ندعمها قبل الآخرين!
وجرح دارفور هو كلم الوطن وألمه؛ وإذا اشتكت دارفور تداعى لها سائر السودان بالسهر والحمى !
فدارفور اليوم لا توجد فيها أية مشروعات تنمية كبرى وحقيقية، وحكومة الإنقاذ الباطشة والظالمة طوال الثلاثين عاماً المنصرمة، لم تقم فيها أية مشروعات تنمية وإعمار حقيقية ومثمرة وهادفة، بل زرعت فيها الفتنة والموت والدمار!
وهي تحتاج الآن أولاً لتكاتف واتفاق كل أبنائها ووحدتهم, ونبذ خلافاتهم، والتسامي فوق الجراحات وتناسي المرارات والغبائن الكثيرة التي ولدتها الحرب وصنعتها الإنقاذ بعد أن زرعت بذور الفتنة والجهوية والعنصرية بين أهلها ودقت بينهم (عطر منشم)!
وتحتاج دارفور الآن الى الدعم والسند من كل الشعب السوداني في الشرق والغرب والشمال والجنوب؛ فهي جزء عزيز من الوطن, وقمين بها أن نسندها وندعمها!
وكما قال مناوي فإن كل العالم الحر والضمير الإنساني اليقظ بات يؤمن بقضية دارفور، ويستشعر الجرم الكبير والظلم الفادح الذي وقع عليها وعلى شعبها ومواطنيها!
وهذا يجعل كل الأبواب والقلوب مفتوحة ومتجاوبة لدعمها، فقط يستوجب على مناوي والحكومة السودانية استغلال هذه الفرصة الثمينة واهتبال هذه السانحة الغالية؛ ومُخاطبة الدول الكبرى مثل أمريكا وبريطانيا وفرنسا ودول العالم العربي والإسلامي وآسيا وأفريقيا، وكذلك مُخاطبة الصناديق المالية والمنظمات الإنسانية والجهات الداعمة؛ ووضع خُطة لجهة استقطاب الدعم، وتَوظيفه في مشروعات التنمية والإعمار والبنية التحتية وإعادة ما دمّرته الحرب!
وجلب الدعم لا يَكون قاصراً فقط على المال؛ فإذا وجدت جهات أو دول أو منظمات أو حتى أفراد، تستطيع أن تقيم وتُنفِّذ مشروعات تنمية وطرقا وجسورا ومطارات ومستشفيات وغيرها من المشروعات التي يحتاجها الإقليم؛ فيجب ان تفتح لها الأبواب وتحتضنها دارفور؛ لأنها تكون مكملة للدعم المالي، وربما تصبح ذات فائدة أكبروأثمر وأقيم!
ومناوي بصفته حاكماً لإقليم دارفور؛ فإنه يتقدّم الركب ويقود الجهود لجلب الدعم واستقطاب المشروعات التنموية، وهذه هي صفات القائد الناجح، الذي هو من طينة الشعب ويحس وجعهم وألمهم!
ولا ننسى الدور الكبيرالذي يقع على عاتق الرأسمالية من أبناء دارفور داخل وخارج السودان؛ فهم كثيرون وأصحاب إمكانيات ضخمة وعلاقات واسعة يمكن توظيفها واستثمارها من أجل نهضة وتقدُّم وسلام وتنمية الإقليم!
ومن هنا نحن نضم صوتنا الى صوت مناوي حاكم إقليم دارفور, ونناشد كل الأحرار في العالم وكل الشعب السوداني وكل ابناء دارفور، لدعمها ومساندتها؛ حتى تبرى من جراح الحرب، وتعود قوية شامخة تقدم الدعم للآخرين كما كانت في السابق ؛يكفي دارفورفخراً انها كانت تكسو الكعبة المشرفة ،و تطعم وتسقي حجاج بيت الله الحرام!
ونقول للعالم كما قال مناوي بوعي متقد وفهم متقدم وعبارات سودانية دارجة بسيطة وعميقة وكبيرة: (ما تجونا فاضين ساي، تعالوا بالقروش والبقج، تعالوا بالقفة لأن الناس دايرين يأكلوا)!
وسلمت يا وطني العزيز وشعبي الأصيل والكريم.