كلام في الفن
عبير علي:
أكن تقديراً خاصًا للفنانة الشابة عبير علي، فهي بتقديري من أجمل الأصوات النسائية التي ظهرت وشكلت حضوراً لافتاً بفضل ميولها للغناء الجاد والهادف الذي يخدم قضايا وحياة الناس، والجدية التي تتسم بها تجربة عبير علي جاءت من كونها فنانة مثقفة ومؤهلة أكاديمياً بدرجة رفيعة وهي حسب معلوماتي تخطط لنيل درجة الماجستير.. لكل تلك الأسباب تجدني معجباً بطرحها الغنائي وأقف مسانداً له لأنها أجبرتني على ذلك.
عبد القادر سالم:
عبد القادر سالم.. فنان نسيج وحده .. صاحب تجربة خاصة ولونية كانت جديدة على الغناء السوداني.. كان سفيراً حقيقياً لكردفان في الخرطوم.. قدم إيقاعات منطقته وأبرزها للعالم.. فهو رغم تقادم السنين لم يحد عن لونيته التي جاء بها.. لذلك أصبح رقماً فنياً من الصعب تجاوزه.. وعبد القادر سالم نموذج حقيقي للقائد الإنسان الذي يصلح لأي منصب يسند.. وعبد القادر سالم رجل صاحب قاعدة معرفية ضخمة تتيح له الإبداع في كل مكان وزمان.
محمد مركز:
محمد مركز.. فنان شامل يحتشد بالكثير من المواهب، فهو رسام وتشكيلي وهو يكتب الشعر وكذلك هو ملحن صاحب رؤية لحنية خاصة تفتقت عبر أغنية “زنوبة” الشهيرة.. وهو عرف بأنه صاحب لونية مختلفة لا تشبه السائد من الغناء .. ومحمد مركز عرف بأنه يكتب الأغاني التي تنقلك لبوادي كردفان الغرة .. ومن يعرفونه يشاهدونه في لوحاته الواقعية التي تعتلي ملامح الجدران فيها.. ولكن محمد مركز بعد أن عاد عبر أغنية (المدينة جوبا) التي يغنيها الفنان الشاب محمود عبد العزيز عاد مجدداً للاختفاء ولم نسمع له لا حس ولا خبر ولا أغنية جديدة.. فهل تاب من الغرام بعد زنوبة؟
أحمد شاويش:
حينما أعاين للمشهد الفني ولا أجد أحمد شاويش حضوراً.. أتحسر كثيراً على هذا الفنان المعتق الذي لا يدرك قيمة فنه العالية.. وبتقديري أن أحمد شاويش أهمل تجربته أيما إهمال ولم يسع لتطويرها أو تحريكها حتى تكون أكثر قدرة على المواكبة .. ولكنه انغمس في العمل الإذاعي وترك أغنياته تتناوشها رياح النسيان حتى كاد هو شخصياً أن يصبح نسياً منسياً.. أصحى يا فنان!!
أبوبكر سيد أحمد:
الفنان الشاب أبوبكر سيد أحمد بغير صوته الجميل يتكئ علي شكل تأليف موسيقي مشبع بالنغم السوداني بكل تلوينات السلم الخماسي الذي يصبح عنده مدرج موسيقي يستطيع أن يتحرك من خلاله علي كل الأشكال من (الغليظ) إلى (الحاد) وهذه هبات ربانية منحها الخالق عز وجل لأبوبكر لذلك اصبح صوته فيه الكثير من البراعة وليس صوتاً محدوداً يتحرك في مساحة ضيقة..