الغالي شقيفات يكتب : من شرفة الاحتفال
تم تنصيب مني اركو مناوي حاكماً لإقليم دارفور وسط حضور دولي ومحلي، شرفه رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وولاة ولايات دارفور، وتعهّد البرهان بتنفيذ بند الترتيبات الأمنية اعتباراً من تاريخه.
وشارك في التنصيب وفد تشادي رفيع، غير أن الاحتفال صاحبه إخفاق في التنظيم والإعداد، وظلت بعض الشخصيات الهامة وقوفاً لعدم وجود الكراسي الكافية، وبعضهم لسعتهم أشعة الشمس الحارقة، وربما السبب اللجنة المنظمة تَركت العمل لكوادر حركة التحرير وعدم مُشاركتهم للآخرين أصحاب الخبرة في الحشود والتنظيم، وركّز البرنامج والمتحدثون جلهم حديثهم في قضاياهم الخاصة وأهدافهم الاستراتيجية التي تهم فئات محددة من أهل دارفور دون غيرهم، وذلك واضح من الفُرص التي مُنحت للنازحين واللاجئين، وتركز حديثهم عن مرارات الماضي والمستوطنين الجدد، والوالي حتى في الترحيب أغفل جهات مهمة عن عمدٍ.
والآن الحركات المسلحة أصبحت دولة مطلوب منها التعامل مع شعبها بصورة واضحة والوقوف على مسافة واحدة.
صورة الاحتفال تتحدث عن أنها انتصارٌ لمجموعة محددة على حساب آخرين، وقد شارك مُعظم قادة أحزاب التوالي التي شاركت في حكومة النظام السابق كقيادات صف أول لدارفور وهو أمرٌ غير مُرحّبٍ به عند ثوار دارفور المدنيين، الذين يُصنِّفون أولئك جزءاً من نظام البشير المباد. وغياب الهودج البشرية في احتفالات تنصيب الحاكم تعني أن الولاية ليست بخير، وإن المطلوب عمل كبير وتنازلات أكبر وخطاب تصالحي تتبناه حركات الكفاح المسلح.
ولاحظت في الاحتفال غياب لافتات الترحيب من المحليات الشرقية لولاية شمال دارفور وريفي الفاشر الذي يُعاني الإهمال والتهميش، واللافت في الأمر مشاركة الشيخ موسى هلال رئيس مجلس الصحوة الثورى واللواء بخيت دبجو وبحر أبو قردة رئيس حزب العدالة وعبد الله مسار رئيس حزب الأمة الوطني واللواء صافي النور ومعظم قيادات الإدارات الأهلية.
وأهم قرار اتّخذه مناوي هو فتح تجارة الحدود مع الجنوب وتشاد وأفريقيا الوسطى وليبيا ومصر التي لها حدود مُشتركة مع دارفور وفق حدود ٥٦.
ونُلاحظ غياب بعض قيادات حركات دارفور عن التنصيب، وكذلك قيادات القوى السياسية، غاب عقار وحضر جلاب، غاب تِرِك وحضر مسار الشرق، غاب تحالف الشمال وحضر الجكومي، وغاب مبارك الفاضل وحضر إبراهيم الأمين.
دارفور في حوجة إلى بعضها أكثر من أي وقت مضى، ومع خالص التمنيات بالنجاح والتوفيق للقائد مني أركو مناوي في إدارة الإقليم.
وأخيراً، لا يزال السؤال قائماً، مَن الذي قام بالتنظيم؟ الحركة أم الولاية والّلا المجلس السيادي..؟