هناك الكثير من الشعراء العرب اشتهروا بشكل كبير جداً في العصر الجاهلي بالأشعار المميزة، فهم الذين تمكنوا ببراعة من كتابة الأبيات الشعرية الجميلة جداً، وكانت هناك الكثير من الشخصيات المميزة في العصر الجاهلي التي كانت تشتهر بقوة القبيلة الخاصة بها.
الشعر في ذاك العصر كان يمثل السلاح الذي يمكّن صاحبه من أن ينتصر على غيره من الأشخاص في الكثير من الأغراض المتنوعة، ومن أهم هذه الأغراض الغزل، والذي يعرف بالحب، والشوق، فكتب الكثير من الشعراء غزلاً في النساء، وجمالهن، ورقتهن، ووصفهن، حتى القدم كان هناك الأنواع من هذا الغزل منه الغزل الصريح، والغزل غير الصريح، والغزل الصريح هو الذي كان يقوم الشاعر بمدح الفتاة على الملأ مثل عنترة بن شداد، أما الغزل غير الصريح فكان لا يصرح الشاعر باسم الفتاة التي يتغزل بها.
وكتب الكثير من الشعراء في هذا النوع من الشعر في العصر الجاهلي، لأن الاشتياق ليس مجرد الكلمة التي ذكرها الحبيب، ولكنه يعاني الكثير من المشاعر، والأحاسيس المتنوعة التي تختبئ في داخل قلب الحبيب، وفي الكثير من الأحيان يكون الاشتياق من أصعب الأمور التي يمكنها أن تقتل صاحبها، فهي مثل السكين الباردة التي تتواجد في جرح الحبيب، وهذا الأمر جعل الكثير من الأشخاص يعيشون في حالة من الحزن، والأسى.
وهم دائماً في اشتياق إلى رؤية الحبيبة، وأن يظل بجانبها طوال الوقت، وهذا الأمر جعل الفراق يشعرهم بالملل، والصعوبة، والاشتياق، فلهذا غادر كثير من الشعراء هذا العالم، ولجأوا إلى الانفراد، والعزلة، والبكاء، والحزن، ولا فائدة من جميع هذه الأمور ربما دائماً يبقى الأمل في لقاء الأحبة، لأن الشوق دائماً يوجع، ويؤلم إلى درجات عالية جداً في الإنسان في هذه الحالة يعيش بالجسد فقط أما روحه فتكون مع الحبيبة، فهو يفكر فيها بشكل دائم، ويعيش على الذكرى معها.
والشعر الجاهلي يعتبر من أشهر أنواع الشعر الذي عبر عن الحب، والشوق من خلال القصائد الشعرية، الشعراء في عصر الجاهلية كانوا مثل غيرهم من الشعراء في العصور المتنوعة للشعر العربي جعلوا من الحب الموضوع الرئيسي الذي كتب عنه الكثير من الكلمات الجميلة، والأبيات الشعرية البارعة، وعبروا عن جميع ما في مشاعرهم على الورق.
لجأ الشعراء الجاهليون العرب في البكاء على الأطلال، وتكرر هذا المشهد كثيراً عند الكثير من الشعراء، وكان الشعراء يصورون المشاعر، والعواطف الصادقة، ويصفون المفاتن، والمحاسن، والجمال للمرأة.
ومن أبيات الشعر التي تعبر عن الحب في عصر الجاهلية، والتي من أهمها
يقول زهير بن أبي سلمى في إحدى قصائده :
صَحا القلبُ عن سلمى وقد كادَ لا يسلو وَأقْفَرَ من سَلمى التّعانيقُ فالثّقْلُ وقد كنتُ مِن سَلمَى سِنينَ ثمانيات على صيرِ أمرٍ ما يمرُّ، وما يحْلُو وكنتُ إذا ما جئتُ يومًا لحاجةٍ مضَتْ واجمة حاجةُ الغدِ ما تَخْلُو وكلُّ محبٍّ أعقبَ النأيُ لبَّهُ سلوَّ فؤادٍ ،غير لبِّكَ ما يسْلُو
ويقول عنترة بن شداد في حبه لعبلة :
يا طائرًا قد باتَ يندبُ إلفَهُ وينُوحُ وهْوَ مُولّهٌ حَيرانُ لو كنتَ مثلي ما لبثتَ ملوَّنا حَسنًا ولا مالتْ بكَ الأَغصانُ أين الخَليُّ القلْبِ ممَّنْ قلْبُهُ من حرِّ نيرانِ الجوى ملآنُ عِرْني جَناحَكَ واسْتعِرْ دمْعي الذي أفنْى ولا يفنى له جريانُ حتى أَطيرَ مُسائلًا عنْ عبْلةٍ إنْ كان يُمكنُ مثليَ الطَّيرانُ
ويقول النابغة الذبياني :
نبئتُ نعمان، على الهجرانِ، عاتبةٌ سَقيًا ورَعيًا لذاكَ العاتِبِ الزّارِي رأيتُ نعمًا وأصحابي على عجلٍ والعِيسُ، للبَينِ، قد شُدّتْ بأكوارِ بيضاءُ كالشّمسِ وافتْ يومَ أسعدِها
لم تُؤذِ أهلًا، ولم تُفحِشْ على جَارِ والطيبُ يزدادُ طيبًا أن يكونَ بها في جِيدِ واضِحةِ الخَدّينِ مِعطارِ
ويقول الأعشى في معلقته:
ودّعْ هريرةَ إنَّ الركبَ مرتحلُ وهلْ تطيقُ وداعًا أيُّها الرّجلُ
غَرّاءُ فَرْعَاءُ مَصْقُولٌ عَوَارِضُها تَمشِي الهوينى، كما يَمشِي الوَجي الوَحِلُ
كَأنّ مِشْيَتَهَا مِنْ بَيْتِ جارَتِهَا مرّ السّحابةِ، لا ريثٌ ولا عجلُ
تَسمَعُ للحَليِ وَسْوَاسًا إذا انصَرَفَتْ كمَا استَعَانَ برِيحٍ عشرك زَجِلُ