عبد الكريم الكابلي:
عبد الكريم الكابلي فنان أصيل ينقل بضعة من ذاته إلى الناس، وبعضاً من شجونه وشؤونه، سروره وأحزانه، حبه وامتعاضه، انطواؤه وانطلاقه في رداء شفيف من الفن الأصيل والإيحاء المبدع.. يؤدي الأغنيات بهدوء بعيداً عن الصخب.. يمنح الكلمة حقها ومستحقها من حيث الإطار اللحني وينطقها بمنتهى السلامة حيث تتميز مخارجه اللغوية بالسلامة وتختبئ في صوته قدرات هائلة على تصدير المعاني الشعرية.
محمد طه القدال:
يختلف الراحل القدال عن الذين نظموا الدوبيت السياسي، لأن أولئك نقدوا الواقع نقداً مباشراً وذكروا كثيراً من الشخصيات السياسية التي أوقعوا عليها نقدهم. ولكن القدال لم يكن ذا نقد مباشر، ومن ذلك (مسدار أبو السرة لليانكي) الذي تتضح فيه هذه الرمزية، فألفاظه وبناؤه جاءا بما يألفه الناس في الدوبيت السائر بينهم، ولكن المعاني الظاهرة في هذا المسدار تحمل مدرسة شعرية أخرى تقوم على الترميز وعدم المباشرة.
أسرار بابكر:
كانت أسرار بابكر بمثابة دفقة ضوء في نفق الغناء المعتم.. شكلت حضوراً بديعاً رغم قصر فترة تواجدها في الوسط الفني والغنائي تحديداً.. ولعل انسحاب أسرار بابكر جعلنا نتحسر كثيراً على فقدان فنانة فرضت وجودها وأصبحت (مدرسة أدائية).. وذلك بفضل قدراتها الصوتية الفذة والخارقة والتي صقلتها بالعلم من خلال كلية الموسيقى.. وهي نموذج باذخ لاشتراكية (الموهبة والعلم) فكان الناتج فنانة بكل ما تحمل الكلمة من مبنى ومعنى.
يوسف الموصلي:
أجد متعة خاصة في الجلوس المطول مع الموسيقار الكبير يوسف الموصلي.. وأستمتع جدًا بإدارة النقاشات معه.. فهو رجل موسوعي وصاحب فكر تقدمي في الحياة عموما والموسيقى على وجه الدقة والتحديد.. وألجأ له كثيرا حينما أريد الكتابة عن قضية تتطلب التخصصية.. فهو عالم بلا شك ويمثل بالنسبة لي مرجعية مهمة.
محمد أحمد عوض:
كانت ميزة محمد أحمد عوض دون غيره من فناني النمط الشعبي قدرته على استحدث جملة أساسية بحيث تصبح هي الفكرة المسيطرة على الأغنية وأقرب مثال لذلك أغنية (عشان ألقاك) التي تتسم بالتطوير في النمط السائد في الأغنية الشعبية كما أنها شعريًا تميزت بقوة المفردة والقدرة على الخيال الشعري الخلاق عند سيف الدين الدسوقي.