وقعت معركةٌ يوم الجمعة بين قوات الحركات المسلحة المُوقِّعة على اتفاق سلام جوبا ومواطنين بمنطقة كولقي 35 كيلو متراً جنوب الفاشر التابعة لمحلية طويلة بولاية شمال دارفور.
وتُفيد الأنباء الواردة من ولاية شمال دارفور أن الهجوم نفّذته قوات تجمع قوى التحرير التي يقودها الطاهر حجر عضو المجلس السيادي بأكثر من ثلاثين عربة مسلحة تسليحاً كاملاً وعرض سكان بادية كولقي التابعة لقبيلة الشطبة منذ عهد السلطان علي دينار، حيث كانت مربط إبل السلطان كما تقول الروايات وتمّ الهجوم صباحاً، وبعد دحر الهجوم الأول أعادت الحركات تنظيم صفوفها وهاجمت للمرة الثانية وهُزمت، وعلى إثر ذلك فقدت حركة الطاهر حجر عدداً من قواتها على رأسهم القائد الميداني نائب رئيس هيئة أركانها إبراهيم آدم رجب الذي يحمل رتبة العميد، وكذلك اللواء بلباس وآخرين غير الجرحى، وفقدت عدة سيارات كاملة التسليح يتردّد أن من بينها اثنتين مُدرّعتين ومُصفحتين من غنائم ليبيا، وعرضت صوراً لإبل تم قتلها بالرصاص.
وأدان مجلس الصحوة الثوري في بيان له، الهجوم على المدنيين العُزّل في ولاية شمال دارفور، محذراً من التمييز والفوضى، وناشد الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن للتدخل لحماية مواطني كولقي، كما أصدرت حركة الطاهر حجر بياناً نعت فيه عناصرها الذين قُتلوا في معركة كولقي ووصفتهم بشهداء السلام، وقد تم استنكار الهجوم على نطاق واسع من قِبل أهل دارفور، متهمين قوات الطاهر حجر بالاعتداء على المُواطنين الآمنين في فُرقانهم وَمُدنهم وقُراهم الآمنة وحواكيرهم التاريخية، وبهذا تُعتبر العملية مُهدِّداً أساسياً لاتفاق سلام جوبا والسلم الاجتماعي، وتُؤكِّد أن دارفور في حاجة ماسّة إلى السلم والمُصالحة الاجتماعية ومُعالجة آثار الحرب النفسية والاجتماعية والاقتصادية ثم تكملة السلام مع الأطراف غير المُوقِّعة على الاتفاق.
والمُلاحظ أنّ تجاوزات حركة تجمع قوى التحرير أصبحت كثيرة من فوضى نيالا، واعتقال الصحفي عبد المنعم مادبو، وشارع نيالا وزمزم، وصولاً الى أحداث كولقي الأخيرة، كل هذا مطلوبٌ ضبط هذه القوات وإدخالها في الترتيبات الأمنية والتسريح وإعادة الدمج (DDR) والقوى المشتركة المُزمع تكوينها يجب أن تُدرّب تدريباً عالياً ومهنياً خاصةً كيفية التعامُل مع المدنيين والتركيز في التحوُّل من حركة مسلحة إلى دولة وحكومة مسؤولة عن الشُّعوب ونضع قوانين صَارمة للتّعامُل مع المُتفلِّتين كما يفعل الدعم السريع مع منسوبيه، حيث يطبق فيهم القانون بصورة واضحة وصارمة، وعليه مطلوبٌ من القائد الطاهر حجر ضبط قواته واحترام القانون والآخر مهما اختلف معهم.
وفي شمال دارفور يجب أن لا يموت الناس في أرض لا ينتج مخمسها جوال عيش والبلد واسعة تحتاج إلى سكان أضعاف أضعافها، والأوطان تُبنى بالإنسان والقوى البشرية وليس بالإقصاء ورفض الآخر، وحسناً فعلت لجنة أمن ولاية شمال دارفور عندما قرّرت سحب كل القوات عدا المُشتركة وأعلنت الطوارئ، وهذا يُساهم في الاستقرار الأمني، كما أن ضبط التصريحات لوسائل الإعلام أيضاً يُساعد في تهدئة النفوس ويعكس برنامج الصلح بصورة مُوحّدة، وبعد تشكيل لجنة تقصي الحقائق والصور والفيديوهات من داخل الدامرة والدهس بالمُدرّعات، هل يُمكن أن نصدق أن القوة تعرّضت لكمين..؟ كلنا في انتظار تقرير اللجنة وتصريحات الطاهر حجر.