محمد البحاري يكتب :تباريح الهوى
أيام في أم الدنيا (2)
وقفت في المقال السابق مع إذاعة (وادى النيل) وبرنامج (شخصيات من وادي النيل) وتواردت كثير من الخواطر والمشاعر مع هذه الإذاعة التي كانت منبرا لكثير من المبدعين السودانيين، ولعبت أدواراً كثيرة، ولماذا تراجع دور هذه الإذاعة رغم الكفاءات الموجودة بها؟
تحدثت للأستاذة (منى النشار) عن مبادرتى لعودة (وحدة وادي النيل)، لكن هذه المرة من خلال الفنون بعيداً عن الأجندة والتكتيكات السياسية يلعب فيها الشعب الدور الأكبر والأساسي ترسيخاً لمعاني الوحدة، وأنها تخص الشعبين أكثر من تكتيكات السياسة والأرضية صالحة ومتاحة لوجود كثير من الروابط الثقافية والاجتماعية التي تجمع الشعبين..
من خلال زياتي وأنا بين يدي أحد الحلاقين المصريين رجل كبير في السن لكنه يحمل روح الشباب تحدث إلي بحب كبير عن حبه للسودان وشعب السودان وكيف أن هذا الحب بدأ في التراجع، باغته بالسؤَال مباشرة لماذا يابن النيل؟ من خلال رده عرفت أن هناك كثيرا من السودانيين يعيشون على الرصيف في مصر(لا شغل ولا مشغلة) مما انعكس سلباً على تصرفاتهم فى سبيل البحث عن السكن والأكل والشراب مما كان له الأثر السالب على مفهوم كثير من الإخوة المصريين وساهمت في ذلك سهولة الترحيل من السودان لمصر وبالعكس، وأكدت له أن الشعب السوداني شعب كريم وعفيف لا يمكن الحكم عليه من خلال بعض الظواهر التي يمكن أن توجد في أي شعب وما أن هممت بالخروج ناداني باللهجة المصرية تعال (بص) خارج الصالون فإذا بأحد الشباب السودانيين يستغل ظل أحد البنايات القريبة من الصالون سكناً له لم أستطع الرد عليه غير بكلمة ربنا يصلح الحال، لكنني غضبت لحظتها من الحكومة التي تقف مكتوفة الأيدي حيال هذه التصرفات التي تسيئ لسمعة الشعب السوداني المعروف بالشهامة والكرم على الأقل عليها أن تضع القوانين التي تحد من مثل هذه التصرفات التي تخصم كثيراً جدًا من الإيجابيات الكبيرة التي يحملها السودانيون بمصر الشقيقة..
أما الحديث عن الحركة الفنية للمبدعين السودانيين الموجودين هناك والزائرين، فهو حديث كثير منه الإيجابي الذي يدعم العلاقات وينمي في الإخوة المصريين المعرفة بالفن السوداني والثقافة السودانية، ولكنه يحتاج الدعم المعنوي والمادي حتى يصل لغاياته في التعريف بثقافة وفن الشعب السوداني، وكثير من الروابط الفنية وما هو دورها تجاه (وحدة وادي النيل) وهل هناك تنسيق بينها والسفارة السودانية ولديها قوانين تحكمها وأجندة تنفذها؟ كل هذه الأسئلة نحاول الرد عليها في المقال القادم..
نواصل