(1)
أصبح من العادي أن نقول بأن الهادي الجبل فنان مدرسة .. جملة أصبحت إعتيادية ولا تحمل جديداً .. ولكنها في ذات الوقت تكرس لمبدأ الحقوق التي أصبحت تضيع في هذا الزمن.. ونحن حينما نعيدها ونكررها لأن الأجهزة الإعلامية عيونها لا ترى.. آذانها لا تسمع.. معدو برامجها لا يدركون قيمته الفنية العالية.. هكذا يتم تجاهل فنان بقامة ووسامة الهادي حامد ود الجبل.. هذا الفنان الذي ظل يجد التجاهل من أجهزتنا الإعلامية في كل البرامج وحتى في الأيام العادية لا يجد الإنصاف والعدل في توزيع الفرص التي احتكرها البعض دون وجه حق.
(2)
في كل عام وفي كل يوم يغيب الهادي الجبل بفعل النظرة القاصرة لمجمل أجهزتنا الإعلامية التي لا ترى أبعد من الذين يجلسون في استقبالها لساعات طويلة طمعاً في الظهور.. وذات الأجهزة الإعلامية التي تبحث عن (الجاهز) تتجاوز فنانا بقيمة وقامة الهادي الجبل الذي يجلس بعيداً هناك في جبل أولياء في عزلة فرضت عليه ولم تكن اختياره.
(3)
يمثل الموسيقار الفنان الهادي الجبل بألحانه المتألقة بالزخرف المتقن عصراً مزدهراً في الموسيقى السودانية، استوعب فى ذاكرته كل فنون الغناء لمن سبقوه فيها. حفظها وغناها فاستوعبها، فانطلق من خلال فكر متميز يبدع لنا أجمل ألحانه المزينة بالمحسنات والزخارف المتميزة..
(4)
وكل ذلك نجمله في كونه صاحب موهبة أصيلة قلما يتكرر مثلها، موسيقي مجدد يبحث عن الجديد دائماً، وتفوق فى هذا الميدان على كثيرين وهو كذلك مطرب محبوب فاعتمد على نفسه فى غناء ألحانه ويرتكز الهادي حامد على ثقافة عالية في الموسيقى وهو واحد من أخطر رواة الغناء السوداني..
(5)
رغم أنه لا يظهر ذلك وذلك لطبيعته الساكنة والهادئة.. فهو لا يلجأ لأجهزة الإعلام للثرثرة والكلام غير المفيد ويذهب لأجل الغناء فقط.. ولا يوجد أي جهاز إعلامي حاول النبش في تفاصيل شخصيته.. ولكنه يظل فناناً عظيماً قدم فناً راقياً اعتمد على رقي الكلمة واللحن والأداء كما احترم الجذور الشعبية للفن
(6)
في زيارة له في جبل أولياء سألته عن مدرسته الفنية وكيف ينظر لها فقال (إذا استطاع الواحد أن يعمل مدرسة فهذا شيء جيد، فالمدرسة يجب أن يكون فيها ناس يستفيدون منها وأعتقد أن الفائدة الكبيرة بالنسبة لي أنني خلقت لنفسي مدرسة وأن التاريخ الفني سيشهد لي بذلك والمسؤولية صارت كبيرة بوجود هذه المدرسة ومطلوب مني جهد أكبر، وأنا مواصل بصورة قوية ومتطورة وأقوم بتجويد أعمالي أكثر ولكن مجالنا يحتاج إلى تضافر جهود أكثر وللإعلام دور كبير في ذلك.
(7)