كانت ولا تزال الخرطوم تعاني من التمدد نتيجة للهجرة إليها من الولايات، نسبة للصرعات القبلية وضعف الخدمات، الأمر الذي جعل هناك تفشياً لظاهرة السكن العشوائي الذي قصم ظهر العاصمة وجعلها في حالة تشويه دائم وضغط في الخدمات الى جانب بعض الظواهر السالبة من انعدام الأمن وانتشار الأوبئة وكلما اجهتدت حكومة الولاية في تخطيط السكن العشوائي ظهر سكن آخر، لنجد الحكومة والمواطن يدخلان في معاناة جديدة الأولى في التخطيط والثاني في البحث عن ملاذ آمن مكتمل.
مكب للنفايات
وتعتبر مدينة السلام وادي سوبا بمحلية شرق النيل عبارة عن مكب لنفايات المصانع والمحلية بدأ المواطنون يتوافدون إليها بعد ظهور جائحة كورونا وحالة التضخم التي وصل إليها الاقتصاد السوداني، وفشل المواطن في توفير أموال الإيجارات والتي ارتفعت بصورة كبيرة وأصبح لا يستطيع مواجهة تكاليف الحياة، وتقع المدينة جنوب مخطط العودة السكني.
وبحسب حديث المواطن أبو عبيدة أن هناك عددا من الإزالات التي قامت بها وزارة التخطيط العمراني حوالي تسع عملية إزالة، واعتبرها أبوعبيدة غير مقننة، ولم يتم فيها إبلاغ المواطن واستخدمت فيها الشرطة الضرب مما أدى الى إجهاض بعض الحوامل وكسر ساق امرأة وإصابة آخر في عينه وأخرى تشويه وجهها والكثير من الدمار في الماديات، بحسب حديثه.
وأضاف أن السكن يتم تشييده من مواد بسيطة رواكيب أغلبها والقليل من الطين اللبن، وكشف أن المنطقة تعاني من نقص في جميع الخدمات المتمثلة في المتاجر وخط المواصلات، وأضاف قائلاً: نحن نعلم أن بعض الخدمات لا تصل للسكن العشوائي مثل المياه والكهرباء ولكن نحتاج إلى خط للمواصلات وبئر للمياه وسوق صغير للمواد الغذائية.
وضع مزرٍ
وتخوف السكان من انتشار أمراض الخريف خاصة أن الوضع الصحي هش، وقال إنهم يعيشون وسط مكب للنفايات وأنهم مجبرون على العيش وسط تلك البيئة وانعدام الأمن لعدم امتلاكهم قطعا سكنية، وليست لديهم إمكانيات للسكن بالإيجار، وطالب المواطنون بمدينة السلام بضرورة النظر لقضيتهم وأن تجلس معهم الجهات المختصة ووضعهم في الصورة ما إذا كانت هناك إمكانية تسليمهم ومتى يتم ذلك، وما هي الآلية المتبعة لذلك.