وزارة الخارجية، هي وزارة سيادية تعنى بالعمل الخارجي وتمثيل السودان في الخارج في الإطار الدبلوماسي ولدى المنظمات الإقليمية والدولية، وهي تهتم بالنشاط الخارجي للدولة وتربط الدولة بنظيرتها في العالم، وأيضاً تتولى حتى المهام الإغاثية والتنموية، وتنسق العلاقات بين نظيرتها في داخل الوطن. وهو وزارة عَادةً يتم اختيار المُبرزين من أبناء السودان دون الوقوف عند اللون السياسي أو ولاء لنظام حاكم معين، لأن الدبلوماسي يمثل السودان ولا يمثل حزبا أو مجموعة أحزاب حاكمة.
في فترة ما بعد الاستقلال كان الاختيار لها يتم بطريقة قومية، ويتنافس أبناء السودان الراغبين جميعاً في العمل بها منافسة شريفة ويختار الكفء والمقتدر والمؤهل، ولكن هذا النظام تغيّر في مايو وفي الإنقاذ وصارت أغلب الوظائف للمحاسيب والأقارب والوساطات، بل صارت مكاناً ليستريح فيه فائض العمالة السياسي وبعض معاشيي كبار ضباط الجيش والقوات النظامية، ولذلك ضعف عطاؤها وقلّ منتوجها وأضعفت دور وموقع السودان في الخارج، بل من قلّة قُدراتهم أضاعوا للسودان فرصا كثيرة، بل دفّعوا السودان غرامات كثيرة في قضايا ليس السودان طرفاً فيها.
الآن جاءت الثورة ورفعت شعارات، من بينها مساواة المواطن السوداني في الحقوق والواجبات وخاصةً في تولي الوظيفة العامة طُرحت وظائف للخارجية تحدث عنها المقدمون إليها بلغط كثير، واطلت عليّ الرسالة ادناه لواحد من أبناء نيالا – جنوب دارفور، عليه انقل للقارئ السوداني الرسالة وأحيلها إلى السيد رئيس الوزراء والسيدة وزيرة الخارجية، وارفع الإشارة الحمراء إليهم بأن معظم الحروب والتمرد احد أسبابها عدم العدل في الوظيفة العامة.
إليكم الرسالة
قصتي مع وظائف وزارة الخارجية
بقلم: محمد إسماعيل محمد بريش
أنا محمد إسماعيل محمد بريش من أبناء مدينة نيالا بجنوب دارفور، كنت كغيري من أبناء هذا الوطن أحلم بعد الثورة بوطن تسوده قيم الحرية والعدالة والسلام إلى أن قرّرتَ تقديم أوراقي للتنافُس في وظائف المستشارين بوزارة الخارجية التي تم طرحها لأصحاب الخبرات من أبناء السودان، التمست في نفسي الكفاءة، حيث كنت اعمل منسقاً للمستوطنات البشرية الدرجة الخامسة في المجلس القومي للتنمية، وكذلك لديّ 15 عاما من الخبرة في مجال العمل مع المنظمات الدولية داخل وخارج الوطن، حيث عملت مع الأمم المتحدة في (ليبيا واليمن والصومال).
وكان واضحاً منذ لحظة التقديم للوظائف بأننا سوف نُخضع لعملية غربلة وتمحيص وتدقيق تتطلب خضوعنا لسلسلة من الاختبارات، تبدأ بالامتحان الإلكتروني، ثم التحريري بجامعة الخرطوم بالإضافة إلى الشفهي، شمّرت عن ساعد الجد وأعددت نفسي جيداً للتحدي عند خوضي لغمار الامتحانات بكل مراحلها كانت النتائج بالنسبة لي، إذ احرزت المركز الرابع عشر في الامتحان الإلكتروني ٤٠/٣٠ والثالث على مستوى المتنافسين في الامتحان التحريري بنسبة ٦٧ في المائة، مع النجاح في كل المواد الأربع، وكانت تجربة الامتحان الشفهي مرحلة المقابلة غريبة عليّ بعض الشيء، لانني اعتدت في المنافسات السابقة للحصول على الوظائف الخاصة بالأمم المتحدة والمنظمات على نوع آخر من المعاينات التي تعرف بالمُقابلات أو المعاينات (Interview) التي تقوم على الكفاءة والجدارة وتتم على مبدأ الحوار بين لجنة المقابلة والشخص المتقدم للوظيفة بغية اكتشاف المهارات والخبرات التي يملكها الشخص المتقدم للوظيفة، والى ايِّ مدىً يمكن له ان يسهم في تحقيق نتائج ومنجزات كبيرة في اطار المهام التي سيُوكّل له، ولم يكن الامر كذلك على الاطلاق، لقد كانت المقابلة لمدة سبع دقائق فقط وكانت بشكل عام أشبه بالسيرك، تتخلّلها مقاطعة دائمة ومتكررة من قبل أعضاء اللجنة، تم طرح خمسة أسئلة بالنسبة لي من قبل اللجنة وبحمد الله وتوفيقه تمكنت من الإجابة عليها بشكل أكثر من رائع، ولقد علمت لاحقاً بأنني احرزت ٨٠ في المائة.
المفاجأة الكبرى بالنسبة لي كانت لحظة اعلان النتيجة النهائية للمرشحين للوظائف، لقد خلت القائمة من اسمي رغم الكسب الذي حققته على مستوى كل الاختبارات، ودهشتي الكبرى كانت ان احتواء القائمة النهائية على اسماء كانت حصيلتها مُتدنية وأغلب اصحابها رسبوا في مادة أو مادتين من مواد الامتحان التحريري، بل منهم من هو راسبٌ في امتحان اللغة الانجليزية، على حسب علمي ان اللغة الانجليزية تعتبر من الركائز الأساسية التي يعتمد عليها العمل الدبلوماسي.
هذه هي رسالة الأخ بريش، وجهها للمسؤولين على رأسهم السيد رئيس الوزراء والدكتورة مريم وزيرة الخارجية.
وأنا هنا اُعيد توجيهها لهما للإجابة عليها عبر الوسائط الإعلامية لأنها تمثل رأياً عاماً.
وبعد الإجابة نُعلِّق على موضوع الوظيفة العامة وخاصة الوظائف الدسمة.