بهاءالدين قمرالدين يكتب: فأل الله ولا فألك.. يا وزير الطاقة والكهرباء!
أكّد وزير الطاقة والنفط جادين علي عبيد؛ استمرار قطوعات الكهرباء خلال الفترة المقبلة نتيجة لارتفاع الطلب على الكهرباء!
وقال الوزير جادين لـ(الصيحة) إنّ الحديث عن وقف برمجة القطوعات لا يتناسب مع المُعطيات في القطاع!
ونفى الحديث المُتداول في وسائل التواصل الاجتماعي عن وقف البرمجة؛ وأضاف (قد يحدث بعض التحسُّن في الإمداد الكهربائي نتيجةً لأسباب متعددة)؛ بيد انه قطع باستمرار القطوعات؛ واستدرك قائلاً: (ستكون القطوعات بصورة منخفضة وفي حدود)!
إنّ حديث وزير الطاقة والنفط جادين علي عبيد؛ مُحبطٌ وقاتلٌ ومُحزنٌ؛ ويُدخِل في نفوس الشعب اليأس والقنوط ويزيد من مواجعه وآلامه؛ التي لا تنتهي وتتجدد كل يوم؛ فالشعب يكتوي بنيران أسعار السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية التي تزداد كل يوم؛ ولا تزال صفوف الخبز تتمدّد أمام المخابز؛ تمدد و(توهط) واستيطان الحُزن في القلوب؛ كأنما وجع الوطن والناس في بلادنا؛ لن يتجمّد ولن يتبدّد ولن ينتهي؛ بل يتمدّد بل يتجدد!
وحديث جادين غير مُوفّق ويكشف عن (العقلية المعطوبة) والبصيرة المسدودة والمغلقة؛ التي تدير أمر العباد وشأن البلاد في عهد ثورة ديسمبر الظافرة والمجيدة؛ والتي كانت المعاناة وشظف وضِيق العيش أحد أسبابها؛ والتي دفعت الشعب السوداني للخروج إلى الشارع وللثورة في وجه النظام البائد وإسقاطه؛ أملاً وتطلعاً في حياة كريمة؛ توفر للمواطن (مقومات) وأساسيات العيش الكريم من ماء وكهرباء وعلاج وصحة ومأكل وغيرها؛ وليس تجويعاً وإفقاراً وانعدام كهرباء وماء كما هو حَاصِلٌ الآن!
وكان الأكرم والأجدر بالوزير جادين أن يستعصم بالصمت وليته سكت؛ بدلاً من حديثه المُخيِّب للآمال والمُثبط للهِمم!
وحديث جادين مُتهافتٌ ويُناقض بعضه بعضاً وينفيه؛ فهو أكد أن زيادة الطلب على الكهرباء؛ فرض القطوعات المبرمجة؛ بيد أن المنطق ينهض عكس ذلك؛ فزيادة الطلب على الكهرباء؛ يحتم ويفرض زيادة الإنتاج الكهربائي واستقرار الإمداد وتوقف القطوعات؛ وليس هذا المنطق (الجاديني) نسبةً لجادين؛ المغلوط والعليل والمُعتل !
إن الشعب السوداني بعد عامين من الثورة؛ كان يحلم باستقرار في الإمداد الكهربائي والمائي؛ وليس (التبشير) باستمرار القطوعات؛ كأنما الأصل هو استمرار القطوعات وليس استقرار الإمداد!
ونحن نسأل وزيرنا الهمام (جادين)؛ ما هي الحلول الجذرية لأزمة الكهرباء واستمرار القطوعات؛ التي تفتقت عنها (عبقريّتكم)؛ و(جادت) بها قريحتكم؛ ونفدتها وأنجزتها وفعلتها وزارتكم؛ لجهة حل أزمة الكهرباء في بلادنا نهائىاً؟! وأنت بصفتك المسؤول الأول عن الكهرباء والطاقة في بلادنا؟!
وهل التبشير باستمرار القطوعات المفتوحة هو الحل؟!
إن حديث الوزير جادين ينم عن ضعف (المخيلة الإبداعية) ونضوب وجفاف الفكر الخلاق؛ و(انطفاء) وإظلام العقل المتقد والمُتوهِّج والمُشتعل؛ الذي يبتكر الحلول لكل الأزمات والمشاكل؛ ويبشِّر المُواطن المفجوع والمكلوم بنهاية المعاناة والعذابات والقطوعات المُبرمجة وغير المُبرمجة للكهرباء والماء!
إنّ قطوعات الكهرباء وعدم استقرار الإمداد؛ عطّل عجلة الإنتاج والعمل والتنمية في بلادنا؛ وسبّب خسائر فادحة في القطاعات الإنتاجية؛ فالكهرباء هي الطاقة المُحرِّكة في المصانع والشركات والمدارس والجامعات وكل القطاعات العاملة والإنتاجية؛ كلها تعتمد على الكهرباء!
ونقول لوزير الطاقة (جادين)؛ أقدح ذهنك وأوقد عقلك؛ وابتكر لنا حلولاً علمية وعملية ناجعة تضع حدّاً لأزمة الكهرباء والقطوعات التي عذّبت الناس وأقعدت وعطّلت عجلة الإنتاج في بلادنا؛ حلولاً متقدمة مثل توليد الكهرباء من الطاقة النووية والذرية؛ أو الطاقة الشمسية؛ وغيرها من الابتكارات والحلول التي لا يحدها الخيال الخصب؛ والذي لولاه لما اكتشفت الكهرباء والمصباح الكهربائي؛ وغيرها من الفتوحات الإنسانية العظيمة والفُيُوضات العلميّة الكبيرة؛ التي وضعت حَدّاً لمعاناة البشرية وأخرجتها من ظلام الكهوف؛ وأنارت الكون بنور العلم والكهرباء؛ وجعلت الحياة هانئةً وسعيدة ومشرقة ومُضيئة!
ونحن الآن في القرن الحادي والعشرين؛ الذي فارق فيه العالم القطوعات الكهربائية منذ أمدٍ بعيدٍ؛ وأصبحت جُزءاً من التاريخ (المُظلم) وحياة أجدادنا القدماء وعُصُور الكهوف والظلام؛ لكن وزيرنا (جادين) (يجود) علينا اليوم بمزيد من القطوعات؛ ويُبشِّرنا باستمرار المعاناة والعذاب و(القرف).. ويا وزير الكهرباء لقد أرعبتنا وأحزنتنا وأبكيتنا!.. ونقول لك: قل خيراً أو اصمت؛ و(فأل الله ولا فألك)!
ولا حول ولا قوة إلا بالله!