ذرع الحوش جيئة وذهاباً ثم سأل…
لماذا قدم أكثر من 270 شهيداً أرواحهم
مهراً لثورة ديسمبر المجيدة…
رأى الثوار بأم عينيه برغم الكبت والإرهاب يهتفون…
يحلمون بوطن شامخ وطن عاتي…
في عيونهم ألق مهيب.. بقلوبهم عزم أكيد.. إرادتهم لا يفت لها عضد…
بأياديهم أعلام ترفرف بالعديل والزين
السؤال بعد أكثر من عامين ونصف ماذا حصدنا…
هل تحققت آمالنا بالحد الأدنى منها
الإجابة لا تحتاج لكثير عناء…
تفاقم أزمة الاقتصاد ونسمع عن قرب
تعافيه…
الأزمة ضاربة الأطناب بكل شيء…
ويسأل ونسأل.. من حقنا السؤال متى العبور والانتصار…
فالأزمة استحكمت حلقاتها…
والكل لاهٍ يغني على ليلاه…
الوزراء بأبراجهم العاجية يركبون بلا
خجل الصافنات الجياد…
والبطالة متنامية بشكل فظيع…
وارتفاع معدل الفقر بنسبة ٧٠%
كلما نظرنا حوالينا وضع لا يسر….
أزمات قد تقضي على الوطن إن لم
نستيقظ من أحلام زلوط…
الحكومة تحاول إبقاء السفينة طافية
قدر الإمكان…
بخطة مبهمة وغباش كثيف…
فالاقتصاد لا يبنى على المجهول..
لأنه لم يُفضِ لنتيجة إيجابية…
ضجر وإحباط ومجهول يتجهّمنا…
تنامي معدل تعاطي المخدرات ارتفاع للحالات النفسية…
تفاقم المشاكل الأمنية والسياسية…
كل ذلك يجول بعقله وخاطره من ثم
أدرك أن ليس له خاطر…
ذرع الحوش جيئة وذهاباً مراراً…
فجالت بعيون عقله المساهر أيام حالكات…
وأخريات قادمات أشد مضاضة من وقع الحسام المهند…
فالنيل الذي فاض ابتلع بعض شهداء
فض الأعتصام بفعل البعض…
البعض بحسب لجنة أديب ما زالوا
بظاهر الغيب البعيد…
والأمر لا يحتاج لزرقاء اليمامة…
ولا لكل ما يدور أو يدار من كلام…
حتماً الكلام (فيهو) كلام…
بدت خيبة على وجه الوطن بأسف
كسيف…
السؤال ألهذا قدم الشهداء أرواحهم…
من حصد ثمار دمائهم…
يتردد صدى السؤال هل فشلنا…
تارة أخرى جالت بخاطره بعض
أبيات معبرة…
(يفيض النيل نحيض نحنا)…
(يظل حال البلد واقف تقع محنة)…
ثار السؤال بذهنه بإلحاح…
الثابت النيل ابتلعهم فمن دفعهم
فيه يا للمحنة…
ودلف سؤال جوهري (من أهل البلد بالجد)…
هل هم من مضوا الى مليك مقتدر أم من تسنموا دست الحكم…
تصعب الإجابة في هكذا ظروف…
( الله غالب)