دكتور/ محمد الأمين عبد الرحمن علي/ الفاشر “أبو زكريا” يكتب :الرزيقات تراب الهين
الرزيقات هم من جهينة أولاد عطية، واسم جهينة مأخوذ من الجهن وهو غلظ الوجه، والرزيقات قبيلة ذات منعة وكثرة وقوة ومن شدة كثرة رجالها يسميهم الناس رزيق تراب الهين والهين ملء راحتي الكف من ذرات التراب كناية عن كثرتهم .
في العام ١٩٥٨ حط الزعيم الأزهري في ديار الرزيقات في ضاحية سبدو (SIBDO)القريبة من الضعين حيث أعد الناظر إبراهيم موسى مادبو استقبالاً غير مسبوق ومنقطع النظير يتقدم الزفة الناظر وبجواره زعيم البلاد إسماعيل الازهري، يلوحون بإيديهم لنحو (120) ألف فارس على ظهور الخيل و (100) ألف فارس على ظهور الهجن يتقدمهم النحاس والنقارة والحكامات والهداي، فالخيل مراحات والفرسان زرافات ووحدانا، وتكررت المشاهد نفسها مرة أخرى عام (1960) حيث ذهب رئيس البلاد آنذاك الفريق إبراهيم عبود وضيفه الكبير زعيم العرب جمال عبد الناصر إلى ديار الرزيقات، وأعد لهم الناظر إبراهيم موسى مادبو في ذات المكان (SIBDO) حفلاً قوامه (200) ألف فارس على ظهور الخيل و(100) ألف فارس على ظهور الهجن، والناظر إبراهيم يستقبل ضيوفه بسعادة بالغة هاشاً باشاً ويمد كفه بالسلام أهلا بالانصاري حبابكم يا الأنصار، كل الناس عند الناظر أنصار حتى عبود وعبد الناصر وهو التعبير الذي ينادي به الجميع، وصارت زفة سبدو التي استقبل فيها الرزيقات الرئيس عبود وضيفه جمال عبد الناصر محطة توقف عندها الزمن وظلت في الذاكرة وقيل يومها أن الرئيس عبد الناصر قد تأثر تأثرا شديداً حتى أدمعت عيناه وقال قولته المشهورة ودموعه تجري 🙁 يا أخي إبراهيم عبود هنا عندكم بقيت عزة العرب والسودان عنده هذا المخزون سيكون مفخرتنا نحن ديار العرب كلها).
ويقال إن لبن الأبل والأبقار فاض عن الحاجة حتى شربت منه الخيل بدل الماء واكتفى منه القاصي والداني من أهل دارفور وكانوا حضورا في هذه الزفة التاريخية كل وجهاء وزعماء دارفور آنذاك من الفور والزغاوة والمساليت والملك رحيمة الله محمود وعدد مقدر من الشراتي والملوك والنظار اجتمعوا في مشهد يبين ترابط أهل السودان والالتفاف حول من يقود رئاسة الدولة في صورة عكست للعالم آنذاك تلاحم الشعب السوداني الأصيل والكرم والجود ولو كان حاتم الطائي بينهم لتضاءل دوره ولما اشتهر بالكرم دونهم، ولتدم أيها الوطن.