محررة الصيحة: طلبوا مني دفع مبلغ 85 ألف جنيه لتوفير شهادة تطعيم معتمدة
وزارة الصحة: نمتلك أجهزة تبريد مركزية وليس هناك تلاعب في الكروت
خبير: لا نمتلك آليات حفظ اللقاح المستخدم لأكثر من (6) أشهر
مواطنون: لا نثق في طريقة حفظ اللقاح وهناك سوق سوداء للشهادات
صورة ضبابية بمنظار عدد مقدر من سكان السودان بعد وصول لقاح كورونا بالإصرار على عدم التطعيم لأنه أولاً يسبب الضرر أكثر من النفع، وثانياً بسبب عدم ثقتهم في مواعين حفظه وتخزينه وفق إفاداتهم لـ (الصيحة) ولهذا لجأ كثيرون إلى ممارسات سالبة بشراء كروت التطعيم ضد كورونا دون أن يخضعوا للتطعيم .. يكملون عملياتهم بعيدًا عن عيون الجهات المسؤولة..
“الصيحة” كانت هناك بين طالبي كروت التطعيم واستوثقت وأجابت على مخاوف كثيرين بأن اللقاحات تعاني من سوء تخزين..
تحقيق: أم بلة النور
منذ انتشار جائحة كورونا، بدأ العلماء في البحث عن طرق للوقاية والعلاج منها، دون أن يصل العالم الى أي نوع من العلاج الناجع لها, سواء الوقاية منها من خلال الاهتمام بالتباعد الاجتماعي والتعقيم ، إلى أن تم اكتشاف لحقاح لكرونا للحد من انتشاره وتقليل نسبة الوفيات، والوقاية منه، إلا أن هناك العديد من الآثار الجانبية له، رغم إثبات فعاليته بحسب النتائج الإيجابية والتجارب السريرية التي أجريت في العديد من الدول.
تعامل بحذر
رغم أهمية اللقاح وإثبات فعاليته، إلا أن المواطن السوداني تعامل بحذر كبير جداً مع حملة التطعيم التي انتشرت في كافة ولايات السودان، وادعوا أنه ضار ويسبب العديد من الأمراض استنادا على الشائعات التي أطلقها بعض منهم عند وصول اللقاح للبلاد منهم من يرى أنه فاسد نتيجة لانعدام المبردات وثلاجات الحفظ فضلًا عن انقطاع التيار الكهربائي عن مواعين حفظ اللقاحات واستشهد عدد من المواطنين بانقطاع الكهرباء عن ثلاجات حفظ الموتى الأمر الذي جعلهم متخوفين من تلف اللقاح نتيجة لتلك البرمجة، إذ أصبح المسافرون للخارج هم أكثر الفئات التي تتلقى اللقاح لدواعي السفر، التي تفرضها الدول في كافة المعابر، ولا يتم الدخول إلا بعد إبراز شهادة تثبت تلقي الجرعتين على أن تكون الشهادة موثقة من قبل وزارة الصحة في جميع الدول، لذلك نجده أصبح حصراً على فئة محددة، مع إحجام بقية الفئات في ظل ضعف حملات التوعية بأهمية تلقي اللقاح.
حالات تزوير
ولأهمية شهادة التطعيم للفئات التي ترغب في السفر خارج البلاد، انتشرت ظاهرة تزوير كروت لقاح كورونا بعد دفع مبالغ مالية، وهناك بعض الوكالات تتولى توفير الكرت وتوثيقه بالقمسيون الطبي، للمسافرين، وأرجع مواطنون تحدثوا لـ (الصيحة) اللجوء لتلك الظاهرة نسبة للمعاناة التي يجدونها بالقمسيون الطبي لتوثيق الكروت والمعاملة اللا إنسانية التي يجدونها من العاملين به، وفي حديث لأحد المسافرين للخارج والذي أكد للصيحة أنه تلقى الجرعة الأولى من اللقاح، إلا أن الجرعة الثانية كانت في فترة زمنية بعيدة جداً ولم يسعفه الوقت لانتظارها نسبة لارتباطه بتاريخ محدد للسفر، ولجأ الى أحد العاملين، وقام باستخراج كرت تلقي اللقاح موثقاً بالقمسيون الطبي بتكلفة بلغت 25 ألف جنيه.
وفي تجربة شخصية للصيحة قامت بالاتصال على أحد العاملين بمركز مخصص للتطعيم لمعرفة إمكانية توفير كرت موثق يفيد بتلقي لقاح كورونا، وكانت النتيجة أن طلب منا دفع مبلغ 85 ألف جنيه لتوفير الشهادة، مؤكدًا دخول الكرت والأرقام المتسلسلة الموجودة عليه ضمن بيانات وزارة الصحة، تحققت الصيحة من قضية التلاعب في قضية تلقي اللقاح وتسريب شهادته للسوق السوداء.
نقاط مخيفة
وذهب رئيس جمعية تعزيز الصحة السودانية مصعب برير في حديثه للصيحة، بقوله: موجة كرونا هذه الموجة تتميز ببعض النقاط المخيفة، وتحتاج الى تدابير ومعالجة القصور في التدابير السابقة ومراجعة الإجراءات الاحترازية وحظر القادمين من الدول الموبوءة، وشدد على ضرورة دعم ولايتي كسلا والقضارف واعتبرهما ولايات أكثر هشاشة وتحتاجان الى إسناد نوعي، وأشار إلى أهمية تلقي اللقاح وضرورة توعية المواطنين بأهميته، وقال برير إن ما يتم جمعه الآن من معلومات ليس كافياً ولا تعكس الواقع الحقيقي لذلك من وضع نظام الترصد المرضي لتحديد الأماكن الأكثر انتشاراً للمرض، وتوجيه الإمكانيات من اللقاحات والمعقمات وكافة أدوات الاحترازات الصحية، واعتبر هذا النظام نظاماً ناجعًا لتحديد الحالات المؤكدة والمشتبهة، وبحسب خبرته في مجال تعزيز الصحة قال إن نظام حفظ اللقاحات يتم بصورة سليمة جداً تحت رعاية منظمة الصحة العالمية.
ملاءمة الأجواء
وأوضح الخبير مصعب الحاج أن اللقاح المستخدم الآن يتميز بأنه مناسب مع درجات الحرارة المستخدمة للحفظ والتخزين من قبل الجهات الحكومية المختصة لأنه يحتاج لدرجة حرارة ما بين 2 إلى 8 درجه مئوية، للحفظ لمدة أسبوع كأقصى فترة، ويمكن تخزينه في درجة حرارة الثلاجة، لذلك يسهل حفظه في كافة ولايات السودان، إلا أنه عاد وقال إنه في حالة حفظه لفترة طويله لأكثر من خمسة أشهر يحتاج الى تبريد عميق يصل إلى درجة سالب 70 تحت الصفر.
تبريد فائق
وكشف برير أن اللقاح الأمريكي الذي تمت إجازته مؤخرًا يحتاج الى درجة تبريد فائقة ما بين سالب 15 الى سالب 25 تحت الصفر، الأمر الذي يجعله يحتاج إلى غرف تبريد مركزية ذات مواصفات دقيقة جداً ولا تتوفر في الثلاجات العادية، وليست هناك معلومات كافية عن ذلك اللقاح وإمكانية وصوله السودان.
وضع مطمئن
فيما طمأنت مديرة إدارة سلسلة التبريد المركزي بوزارة الصحة دكتورة سميرة محمد عثمان أن الحفظ يتم حسب المعايير الدولية، ويتم عزل الستائر مجمدة بصورة سليمة وظروف مناسبة بالبيئة السودانية تم وضعها من قبل إدارة الصيدلة والسموم ويتم حفظه في درجة حرارة ما بين 2 الى 8 درجات مئوية، وكشفت عن وجود مراكز للتبريد المركزي مزودة بمولدات تحت رقابة كبيرة جدا عبر نظام الورديات، حتي تتم مراقبته بصورة دقيقة، واستبعدت وجود أي لقاح أو كروت تلقي اللقاح خارج منظومة وزارة الصحة وأرجعت ذلك لحرص الوزارة على تزويد المراكز باللقاح والشهادات بصورة يومية (رزق اليوم باليوم)، منعاً لأي تلاعب ويتم التسليم والتسلم عبر تقارير يومية مختومة، بالإضافه الى مراجعة استمارات الإشراف عبر فنيي تقانة المعلومات .
لجنة خاصة
وكشفت سميرة عن وجود لجان خاصة للتخلص من متبقي اللقاحات بعد فتحها واستخدامها حسب الكمية والآلية المتفق عليها بكل لجان الولايات.