تتناقل الوسائط والمنصات الإعلاميه وتسبق الحدث بإرهاصات تدفع عند تعيين الولاة الجدد. النيل الأبيض دون سائر الولايات بها ثقل سياسي متفهم جدًا وهناك قواعد جماهيرية لأحزاب ذات تاريخ ناصع بالولاية منذ القدم، مع وجود مكونات سياسية أخرى لم يكن لها وجود إلا بعد قيام هذه الثورة التي أظهرت وأبانت وجودها ولها مشاركات في الشأن السياسي القائم الآن.
بالعودة لموضوع تعيين والٍ لولاية تتباين بها ألوان الطيف السياسي وبعد الذي تم خلال الفترة الانتقالية التي مضى منها الكثير. الآن الحكومة لها شركاء وهناك اتفاقيات وقعت وبها محاصصات. ربما لا يكون الوالي الحالي رجلاً للمرحلة القادمة. وليس هناك ما يدفع بإعادة تعيينه لإكمال المسيرة التي لم تنطلق بعد.. النيل الأبيض في عهد هذا الوالي تراجعت للوراء في كل الخدمات التي تخدم المواطن. هناك شبكات لطرق داخلية لم يتم رصف متر واحد فيها وحتى الشركات التي كانت تعمل حزمت أمتعتها وغادرت، ولم نشهد افتتاح أي مرفق جديد من بنات أفكار هذه الحكومة التي غيبت عن عمد جيشاً من الجهاز التنفيذي الذي خدم هذه الولاية في ظل عدم وجود حكومة وجهاز تشريعي.
من المفترض أن يكون الوالي ليس له انتماء سياسي وهو يدير ولاية لا يمر شهر إلا وهناك إعفاءات لمدير إدارة وتعيين آخرين أقل درجة وكفاءة من المغضوب عليها، المديرون التنفيذيون نموذج يعلم الوالي بأن هناك أكثر من (20) ضابطا إدارياً بالدرجة بدون أعباء ويتقاضون مرتباتهم دون مقابل للعمل مع بعض المخصصات لفترة تعدت العام كان الأحرى والأجدى إعادتهم للوزارة الاتحادية بدل الوضع الذي هم عليه الآن.
النيل الأبيض تعد الولاية الأولى من حيث الإعفاءات والتعيين (البديل) الذين جل ما يحملونه من خبرات الانتماء لحزب معين مع المحاصصة وتغطية ذلك الأمر. إذا من الله علينا بوالٍ غير الذي يحكم الآن سوف يأتي بجيش من زمرته أيضًا ليقود الولاية التي تشوهت فيها حظوظ الخدمة المدنية بهذه التخبطات التنفيذية. لديك ديوان لشؤون الخدمة وآخر للحكم المحلي وهم أعلم وأدرى بمقدرات الموظفين المطلوبين للوظائف، إن هذا التخبط مرده التدخلات الحزبية التي تريد ان تستأثر بكل الوظائف القيادية لمقبل الأيام . إن الحكم أمانة ويوم القيامة خزي وندامة، وقليل من يؤده، وهو يخاف السؤال يوم القيامة.. طاقم المكتب حاجة تخزي من يرضون وترضون عليه تسمحون له بالدخول وحكاية خلي طلبك بنرد عليك (مكنة قديمة للذي يفهم) الولاية تحتاج لوالٍ بمواصفات معينة. شجاع ومقدام ولا يذل كبيرًا أو يحقر صغيراً، والٍ يكون تواجده بالولاية أكثر من وجوده بالمركز والٍ يضع خططاً طموحة مع أركان حكومته وفق معطيات الولاية وما تعجز عنه الذهاب للمركز، والٍ يسعد بتقديم الخدمات لمواطن ولايته. لكن لعنة وغضب من الله قد حلت بهذه الولاية بتعطيل المشاريع التي كانت تمضي . لو أكمل الوالي الطريق القومي داخل حاضرة الولاية لقلنا ما قصّر. منذ قدوم الوالي الحالي لم يضف لحاضرة الولاية طوبة لأي مشروع قديم أو وضع طوبة لصرح جديد . ولاية بها اكبر معسكرات لاجئين من دولة الجنوب الذين استقطعت لهم مساحة من أراضي الولاية لو استغل وجود هذه المنظمات العاملة في هذه الولاية لتنفيذ مشروعات خدمية مقابل هذا الوجود الأجنبي الذي يشارك مواطن الولاية نصيبها من الاحتياجات الضرورية والكثير من اللاجئين يقطنون الآن بالمدن الرئيسة دون رقيب أو حسيب، وفي أمن وأمان عكس ما يحدث من قتل ونهب للمواطنين السودانيين بدولة جنوب السودان والخروقات الأمنية بالمناطق الحدودية بمحلية السلام. هذه كوراث حدثت، وإن تمت إعادة تعيين هذا الوالي مرة أخرى لمواصلة مسيرة الكوارث والتمكين نقول حسبنا الله ونعم الوكيل.