ياسر زين العابدين المحامي يكتب : ديوان المراجع القومي فوق صفيح ساخن!!!
- من (2)
عندما كتبت عن ديوان المراجع العام مناصراً لم يساورني شك إطلاقاً…
ما خالط تفكيري ظن سوى أنه سد منيع ذو شرف باذخ…
لم يخالجني شعورٌ أنه سيخذلنا يوماً
ما…
عاصرت عن كثب قدرته على التصدي
للفساد وسرقة المال العام…
عرفت عن قُرب نزاهة ووفاء عامليه
للوطن…
حملوا همّه.. علُّوا رايته.. دفعوا عنه الأذى الجسيم…
كل الخفايا والخطايا والرزايا كشفت عبره…
ما كان ذو لون أو طعم أو تشتم فيه
رائحة السياسة…
قيادته ملتزمة بنص المادة /٢/٣٣/ب/
التي حرمتها…
تماهت مع المادة (٣٠) من المعيار العالمي…
ما دعمت خط الأجندة الحزبية أو تصفية الحسابات…
استمر الديوان مُستقلاً عن السياسة
بكل لؤمها وقذاراتها ومُؤامراتها…
صار صخرة تتكسّر دونها النصال…
لم يكُ غريباً أو مُريباً تصنيفه عالمياً
بصفة الاستقلالية…
ليس الاستغلالية لمن في عيونه رَمدٌ وفي أذنيه وَقرٌ…
فأصبح على ذروة سنام الدول العربية
قاطبة…
إنه نقطة الضوء التي في آخر النفق..
عبره تحقق (العبور) و(الانتصار)…
كان الأجدر بالجهاز التنفيذي تكريم
هذه المؤسسة…
لأنها وجه الوطن الذي شع برقاً وسنا…
وروحه التي تنبض بالحياة…
وشعاعه الذي يكشف حلكة الظلمة…
التصنيف لم يأتِ خبط عشواء…
بل بأدق الخُطُوط والتفاصيل في
الأفعال لا الأقوال…
بجهد بُذل وعرق سُكب وحزم وعزم
لا يلين…
قيادته يلزم العض عليها بالنواجز
ودعمها…
بتطبيق القانون عليها روحاً ونصاً في الاختيار والاعفاء…
فالعدالة أحد شعارات الثورة…
لا تهدموا صرحاً تم بناؤه بعرق وكد وسهر ودم ودموع…
لا تسقطوا راية رفرفرت عالية في سماء العالمية…
لم يُصنّف الديوان قط تحت دائرة الخيبة والسقوط المذل…
لم يُسيّس، ما زال مهنياً محضاً لا يقبل القسمة على اثنين وينتمي للوطن…
إنه آخر القلاع الصامدة لا تهدموه…
فإن فعلتم لن تزل أقدامكم أمام رب عزيز مقتدر حتى تسألون…
وقتها السؤال سيكون عن النقير وعن القطمير…
إنّه فعل لو تدركون عظيم…