فريق(م) عابدين الطاهر يكتب : كيف قتل خوجلي عثمان ولماذا وأين القاتل الآن.. (1)
في أمسية حزينة من أمسيات شهر نوفمبر 94 تسلل القاتل الى داخل دار الفنانين بأمدرمان وسأل عن بعض الفنانين كما حملت الروايات وأشار له أحد الحاضرين داخل الدار على الفنان خوجلي الذي دخل قبل لحظات من قدوم هذا المتسلل الى داخل الدار وكعادته التي عرف بها الراحل رحب بالقاتل مبدياً مساعدته للوصول لمن يريد من الفنانين الذين يسأل عنهم قائلاً مرحب بيك..
وتقدم نحوه مشهراً سكينة كان يخبئها في ملابسه وسدد له طعنة في صدره وسأله خوجلي قائلاً (ليييه ياخ) واستدار ليبتعد عنه ولكنه لحق به وسدد له طعنة أخرى في ظهره وكان الفنان عبد القادر سالم قريباً فهرول نحو القاتل ليمنعه من تسديد المزيد من الطعنات لخوجلي في موقف رجولي سجله له التاريخ وقام الجاني بالاعتداء علي عبد القادر سالم تاركا خوجلي مضرجًا في دمائه.
وواصل الاعتداء علي الفنان عبد القادر سالم مسبباً له جروحاً عميقة في كلتا يديه وعندها انتبه بقية الحاضرين داخل الدار وبدأوا في مقاومة الجاني مستخدمين كراسي الدار مما أجبره على الهروب حيث تمكن من تسلق حائط الدار الشمالي خارجاً للميدان الشمالي ولحق به البعض خارج الدار ومن بينهم الفنان وليد زاكي الدين وآخرون وتمكنوا من القبض عليه ونزع السكين التي كان يحملها
وقام البعض بمحاولة إسعاف خوجلي وعبد القادر وأحد العازفين الذي أصيب أيضاً وفارق خوجلي الحياه عند وصوله المستشفى، وتم إسعاف الفنان عبد القادر سالم والعازف المصاب وبوصول الشرطة تم استلام الجاني حيث وضع بحراسة القسم الجنوبي أمدرمان.. كل هذه التفاصيل عرفتها مؤخراً..
خوجلي عثمان كان صديقاً قبل أن يكون بمثابة العم، وقد اعتدت ومعي ابن عمي المرحوم اللواء الركن جمال محمد أن نحضر إليه بدار الفنانين في الأمسيات ويخرج معنا لنقضي بعض الوقت مع بعضنا ثم نقوم بتوصيله لمكان حفله، حيث يكون قد سبقته فرقته الفنية إليه، وفي تلك الليلة، ليلة الفاجعة والمأساة رغم أننا كان من المفترض أن نأتي إليه إلا أن الأقدار شاءت أن نلغي ما اتفقنا عليه ليحدث الذي حدث..
الراحل خوجلي عثمان ابن عم الوالد، وهو أصغر أبناء جدنا عتمان وكنا نقول خوجلي ود جدي عتمان هكذا وكان جدنا عتمان رحمه الله يناديه باسم (البلولة).. عصر ذلك اليوم وحسب اتفاقنا السابق ذهبت الى ابن عمي المرحوم اللواء جمال بمنزلهم بشمبات الأراضي لنواصل مشوارنا للعم خوجلي كما اعتدناـ ولكنه اعتذر بسبب بعض الظروف الخاصة به وقررنا إلغاء الذهاب لدار الفنانين، وهكذا كان ترتيب الأقدار وعدت إلى المنزل بعد المغرب..
وأنا بالمنزل رن الهاتف وكان المتحدث في الطرف الآخر زميلنا عزالدين عبد المحمود وكان المناوب برئاسة الشرطة، حيث يعرف بمسمى الضابط العظيم، وهي المناوبة التي يتلقى فيها المناوب كل الأحداث التي تقع في كل انحاء البلاد، وكان يتحدث بتحفظ وقال لي (يا سيد عابدين في واحد دخل نادي الفنانين واعتدى على خوجلي وسدد له عدة طعنات وهو الآن بالمستشفي) والطريقة التي حدثني بها جعلتني أبادر بسؤاله.. هسه خوجلي حي واللا اتوفى؟ وبعد تردد أفادني قائلاً… خوجلي اتوفى البركة فيكم..
وضعت سماعة الهاتف ومن شدة المفاجأة جلست على أقرب كرسي وظللت أردد .. لا حول ولا قوة إلا بالله… لا حول ولا قوة إلا بالله.. أخبرت من حولي بالنبأ وخرجت مباشرة وتوجهت من الصافية إلى شمبات حيث منزل عمي وأخبرته بالفاجعة ثم توجهت إلى منزل عمتنا شقيقته والتي هي زوجة عمنا عبد القادر الشايب وعلمت أنهم قد وصلهم النبأ عبر صديق عمره العازف دفع السيد وخرجت من هناك الى مستشفى أمدرمان..
أواصل بإذنه تعالى