مصطفى سيد أحمد.. حكايات لا تنتهي.. تجربة لا تعرف التثاؤب.. كل تفاصيل حياته وأغنياته ما زالت حتى اليوم مثيرة وخطيرة وتحمل في جوفها تفاصيل الخلود والبقاء لهذا الفنان.. أغنية الشجن الأليم أو (عارفني منك) واحدة من الأغنيات الفارعة في تجربة ود سيد أحمد .. فما هي قصتها التي أنتجتها وجعلتها واحدة من المنحوتات الوجدانية.
ويحكي الموسيقار محمد سراج الدين: أذكر أنني وجدت نص أغنية الشجن الأليم منشوراً في جريدة الصحافة حينما كان يرأس تحريرها الراحل عبد الرحمن مختار.. وهي منشورة باسم الشاعر صلاح حاج سعيد ورغم أننا كنا نسكن منطقة الخرطوم جنوب، ولكننا لم نكن نتعارف ولم نلتق مطلقاً.. وحينما اطلعت على القصيدة في المنزل قمت فوراً بتلحين المقطع الأول.. وبعد ذلك سافرت في رحلة فنية مع محمد ميرغني وسيد خليفة إلى أثينا ويوغسلافيا..
في أثناء تلك الرحلة قمت بتكملة لحن أغنية الشجن الأليم .. ومحمد ميرغني كان له رغبة بأن يغنيها وأنا كنت لحظتها أقوم بتحفيظها لمصطفى سيد أحمد.. والذي اكتملت بها قناعاتي كفنان سيكون له تأثير ووجود.. لذلك أردت أن أخوض عبر صوته غمار منافسات مهرجان الثقافة.. وقبل ذلك ذهبنا للشاعر صلاح حاج سعيد في منزله عرفناه بأنفسنا وطلب أن يسمع لحن الأغنية.. فوافق بعدها وسمح لنا بالمشاركة بها في المهرجان..
نص الأغنية:
عارفني منك…
لا الزمن بقدر يحول قلبي عنك
لا المسافة ولا الخيال يشغلنى منك
عارفني منك..
تحرمني منك…
المواعيد لا بتجيب منك تودي
لا الشجن قادر يشيلنى عليك أعدي
لا التحايا ولا المشاعر الحية فى جوه الحنايا
لا رسالة تجيني منك
لا خبر طمني عنك
وأنت سايق فيني ظنك
رغم إنك.. أنت عارف إنو منك
لا الزمن بقدر يحول قلبي عنك
لا المسافة ولا الخياال يشغلني منك
عارفني منك…
ببقى بعدك في الأسى
وتبقى أنت الظالم القاسي الناسي
وغصب عني أزيح ظنوني
وأقول عليك أنت المسامح فوق شجوني
أعيش زمان بالفرقة جارح فوق شجوني
في احتمالى وبالي إنك
انت سايق فيني ظنك
رغم إنك.. انت عارف انو منك
لا الزمن يقدر يحول قلبي عنك
لا المسافة ولا الخيال يشغلني منك
عارفني منك