محمد عثمان الرضي يكتب : السودان وقطر أزلية العلاقة وصدق النوايا الخالصة
ظلت العلاقات السودانية القطرية من أميز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ولم تتأثر بتقلبات الأجواء السياسية التي تحدث بين الحين والآخر، وذلك وفقاً للظروف السياسية التي تتطلبها المراحل المتعددة.
لعبت دولة قطر دوراً قوياً وفاعلاً ومؤثراً جداً في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وذلك من خلال تبني مواقف سياسية داعمة للسودان في مختلف المحافل الإقليمية والدولية والعالمية ما أسهم في توطيد وترسيخ العلاقة بين الدوحة والخرطوم.
قطر الدولة العربية الوحيدة التي احتضنت المفاوضات بين الحكومة السابقة وحركات دارفور المسلحة، ونتج من ذلك توقيع اتفاق الدوحة بين الطرفين، واستطاعت قطر الإيفاء الكامل بالتزاماتها المالية تجاه إعادة تنمية وإعمار دارفور، وذلك من خلال إنشاء المرافق الصحية والتعليمية والإيوائية لمعسكرات النازحين.
ويسقدر حجم الاستثمارات القطرية في السودان بحوالي 3.8 ملياردولار، وذلك وفقًا للإحصائيات الصادرة من وزارة الاستثمار السودانية، حيث تحتل قطر المرتبة الخامسة بين الدول المستثمرة في السودان.
حجم التبادل التجاري بين قطر والسودان في عام 2017 بلغ 39 مليوناً ثم قفز إلى 119 مليون دولار في عام 2018 إلا أنه تراجع في عام 2020 إلى 32 مليون دولار وذلك نسبة لتفشي مرض الكورونا.
زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى قطر في 8 أبريل عام 2021 كانت ناجحة وأسهمت وبصورة كبيرة في دفع العلاقات الثنائية بين البلدين إلى الأمام، وفي ذات الإطار أعقبتها زيارة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري للخرطوم والذي كان من شأنها تمتين وتوطيد العلاقة والدفع بها إلى آفاق أوسع.
ترأس دولة قطر الدورة الحالية لجامعة الدول العربية وقطعًا ذلك سيصب في مصلحة السودان في حشد التأييد الإقليمي والدولي، ومن شأنه تسهيل الدعم السياسي والاقتصادي والأمني للسودان، وأحوج ما يكون لذلك في, هذه الظروف الاقتصادية الحرجة التي يمر بها السودان.
تبذل دولة قطر قصارى جهدها من أجل إيجاد معالجات مُرضية بين الخرطوم والقاهرة وأديس أبابا في ملف سد النهضة وعُقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لتحديد موقف واضح تجاه القضية، وأصدرت من خلاله بياناً تطالب من خلاله بضرورة التزام إثيوبيا بتوقيع اتفاق قانوني ملزم لكل الأطراف في ملء وتشغيل سد النهضة.
جمعية قطر الخيرية والهلال الأحمر القطري من أميز المنظمات التي تعمل في النشاط الإنساني، وذلك بالتنسيق مع المنظمات النظيرة في السودان، ويتم إنفاذ المشروعات التنموية في المناطق المتأثرة بالحروب والنزاعات.
لم تحشر دولة قطر أنفها في الشؤون الداخلية للسودان كما تفعل بعض الدول العربية الأخرى، وظل سفير دولة قطر بالخرطوم يعمل بصمت ودون ضوضاء بعيداً عن عدسات الكاميرات في رسم خارطة طريق واضحة المعالم في كيفية التعامل مع التحول السياسي الجديد في السودان خلال الفترة القادمة.
قطر من الداعمين الأساسيين لاتفاق جوبا للسلام الموقع بين الحكومة الانتقاليه والجبهة الثورية في شهر أكتوبر الماضي، إضافة إلى دعم المفاوضات بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو، فكل هذه المواقف الإيجابية في دفع مسيرة السلام في السودان تقوي وتمتن شكل العلاقات الثنائية بين البلدين.