لا يعرف أحد على وجه اليقين من وراء أسباب الفتن في أحداث ثغرنا الحبيب وما المستفيد من نزيف الدم في الأشهر الحرم التي كان يمنع فيها الاحتراب والقتل وإراقة الدماء حتى أهل الجاهليه. لعن الله من أيقظ الفتنة وهي نائمة.. يرى بعض المحللين والمهتمين بقضايا الوطن أن فتنة بورتسودان تحركها أيادٍ خارجية القصد منها فصل الشرق عن بقية الوطن طمعاً في الميناء والمكاسب السياحية. ولو صحت هذه الرواية أو ضعفت أقول لأهلنا في بورتسودان لا تتبعوا خطوات الشيطان حكموا صوت العقل وأنتم تعلمون.
عواقب الفتن التي حدثت قبل سنوات بين القبائل الشهيرة كانت خير شاهد، خسائر في الأرواح والممتلكات.. وحرق المنازل، خسائر لا تعوض.. ولا تنجرفوا وراء كل ناعق يحرضكم على الفتنة ويتاجر بقضاياكم من أجل الوصول للحكم. النبي صلى الله عليه وسلم حذرنا في أكثر من حديث يخبرنا وهو الصادق المصدوق قال.. “لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مسلم بغير حق”. رواه مسلم، وفي رواية للنسائي “لزوال الكعبة حجراً حجراً خير عند الله من قتل مسلم”.. وأخبرنا صلى الله عليه وسلم.. كيف نتعامل مع الفتن إذا أدركناها لكي ننجو من عذاب النار.. قال تكون فتنة كرياح الصيف النائم فيها خير من اليقظ.. والقاعد فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير
من الساعي، أي المتسرع المهرول.
من يستشرف لها تستشرفه. ومن وجد منها ملجأ أو معاذا فليستعذ به. انتهي.. رواه البخاري. فلذلك من هذه المساحة نناشد الإدارات الأهلية.. ورجال الدين والدعاة وأئمة المساجد في العاصمة والولايات بضرورة تكثيف برامج الندوات والمحاضرات التوعوية وتخصيص الحديث في خطبة الجمعة القادمة إن شاء الله عن خطورة الفتن القبلية والاقتتال والتفجيرات وإراقة الدماء.
نصيحة للأخ الناظر ترك.. اقول للأخ الناظر ترك وضع السودان الآن أشبه بجسد خالد بن الوليد أي عضو فيه ينزف والمواطن الآن في معاناة لا يعلم بها إلا الله، المطلوب منكم كقيادات أهلية وكلمتكم مسموعة وأكثر نفيرا.. في هذه الظروف الحرجة ينبغي لكم مساندة حكومة الفترة الانتقالية حتى نصل لصناديق الاقتراع بعدها الحشاش يملأ شبكته كما يقول المثل.. أقول هذا الكلام والله يشهد ليست لدي أي مصلحة من الحكومة أو أي أحد.. ولكن نصيحة مشفق لكم أنتم أهلنا في الشرق الحبيب أهل المواقف التاريخية والبطولات.. منذ عهد عثمان دقنة. الذي نشاهده في مواقع التواصل الاجتماعي لا يشبه مدينة بورتسودان بلد الأمان مدينة الجمبري وعروس البحر. بورتسودان كانت مدينة الجمال والنزهة.
أختم هذه المساحة بنصيحة للأخ الناظر ترك.. أقول القيادي والعالم مصلح وليس مفتن عبارات التهديد والوعيد التي نسمعها ونشاهده منكم لا يشبهكم أنتم كقيادات، طالبوا بحقوقكم بأسلوب يشبه مكانتكم عند أهل الشرق. والله الموفق