قام الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع، رئيس وفد الحكومة لسلام جوبا ومعه لفيفٌ من المسؤولين بزيارة إلى ولاية غرب دارفور وعاصمتها الجنينة لحضور حفل تنصيب السيد خميس أبكر والياً لولاية غرب دارفور.
وخاطب السيد الفريق محمد حمدان دقلو، لقاءً جماهيرياً على خلفية هذه المناسبة، وتحدث في قضايا أساسية منها أن البلاد تمر بمرحلة مفصلية وهي تعج بمشاكل مختلفة سياسية واقتصادية وامنية واجتماعية، وان الفترة الانتقالية لكي تستقر وتمر بأمان الى منتهاها لا بد من الوفاق الوطني وجمع الصف السوداني، ولا بد لمبادرة رئيس الوزراء ان تحقق هذا الإجماع، لأن مشاكل البلاد اكبر من ان تحلها مجموعة صغيرة، كما ان التوافق والاجماع يقودان الى استقرار الحكم، والطريق للانتخابات لا يتم الا عبر الوفاق الوطني، وحال إن الإجماع الوطني لن يتم، علينا ان نذهب الى الانتخابات حتى تأتي حكومة منتخبة ومفوضة من الشعب، بدل التفويض الثوري غير المحسوب ودقيق.
ثانياً، ركّز على الأمن وبسط هيبة الدولة، وتحدث بوضوح ان الدولة قادرة على حفظ وبسط الامن، وحذّر الذين يسعون الى الانفراط الأمني، وقال كفى الإقليم حرباً، ويجب أن يُستفاد من عملية السلام استقراراً وتنمية وخدمات.
كذلك أكد نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع، أن الدبابير التي يركِّبها البعض خارج الترتيبات الأمنية هي خدعة وهي مواسير لا قيمة منها، لأنها عبارة عن رتب وهمية ليس لها أساس، وقال أنا من الحركات المسلحة ومع عمل الترتيبات الأمنية التي تحدد القوات من الجماعة حتى اللواء وفق القانون.
أيضاً تحدث عن أن البعض يركِّب درجة الركن وهي شهادة وعلم وليس أمراً عشوائياً.
كما تحدث عن رفض البعض للانتخابات لأنهم أقلية وضع اليد هذا أفيد وأنفع لهم.
أعتقد أن الفريق أول محمد حمدان دقلو وضع النقاط على الحروف في كل المجالات، وخَاصّةً استقرار الفترة الانتقالية، وَدَعَا شُركاء الفترة الانتقالية بأنّ النجاح وحل المشاكل كلها مرهونٌ بجمع الصف والوفاق الوطني، أي حديث آخر ضرب من ضروب الخيال ومزيد من المشاكل.
القضية في السودان سياسية نتجت عنها أمراض أخرى، أهمها المعاش والخدمات، والطريق لحل هذه المشاكل يمر عبر الاتفاق على وفاق وطني وتبني مشروع وطني يقوم على التراضي الوطني، يتفق عليه أهل السودان دون إقصاءٍ أو عزلٍ، وان الفترة الانتقالية فترة مؤقتة وهي طريق للدولة الديمقراطية وتعالج قضايا مُحَدّدة وليست باباً مفتوحاً على مصراعيه.
كان السيد الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع، واضحاً وشفّافاً كعادته، ولامست كلماته مطلوبات المرحلة الانتقالية وتنفيذ اتفاقية السلام في جوبا، بل كان يخاطب عامة أهل السودان خارج “قحت”، ويؤكد ان الشعب هو صاحب الحق، بل حرّض الشعب بأن يأخذ حقه وإذا لم يفعل ذلك لا يلومن إلا نفسه.
“حميدتي” رجل يتحدّث في القضايا السودانية بعفوية وبوضوح، ويتحدّث حديث العارف لحال البلاد والعباد، بل مدرك المخاطر والعقبات التي تواجه السودان وبطريقة سهلة.
أعتقد أن حديث “حميدتي” في الجنينة له ما بعده، وقطعاً يحتاج ان تفكر فيه الحاضنة السياسية للحكومة وكذلك الدكتور حمدوك مرات ومرات ليتحقق الاستقرار الأمني والاقتصادي، بل يحتاج الأمر من الدكتور حمدوك لتفعيل مبادرة جمع الصف التي أطلقها قبل شهور، وأن يعلم أن سنده الشعب لأنه لا حزب له وليس له دور بعد الفترة الانتقالية، وسيكون بطلاً لو استطاع أن يقود السودان الى فترة مستقرة، بل يسجل ذلك له في التاريخ الحديث.
شُكراً “حميدتي”، تحدثت فأبنت وشخّصت الوضع وقدمت الحلول.
الآن الكرة في ملعب حمدوك وكذلك الحرية والتغيير، مطلوب منهم النظر إلى الوطن لا مصالحهم ومصالح أحزابهم، وقديماً قيل (الدائرة كله يفقده كله) وقيل الاستعجال إلى الغنى فقر.
أرجو أن يُفكِّر الأخ د. حمدوك والحرية والتغيير بعقله لا بعاطفته.