الجنينة ــ فاطمة علي
قال النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي”، إن البلاد تعيش فترة مفصلية من تاريخها، تُواجه خلالها تحديات عظيمة في الأمن والاقتصاد والسياسة والمجتمع، ولا يمكن تجاوز هذه التحديات إلا بدراسة أسبابها ووضع المُعالجات الحقيقية لها، وهذا يتطلّب توافقاً وإجماعاً وطنياً نتجاوز به الاحتقان السِّياسي والضائقة الاقتصادية والغُبن الاجتماعي والانفلات الأمني، وأكد عزم الدولة على حسم كافة مظاهر التفلُّت عبر آليات الدولة وسيادة حكم القانون.
ورحّب “حميدتي” لدى مخاطبته، مراسم تنصيب والي ولاية غرب دارفور الجنرال خميس عبد الله أبكر بمدينة الجنينة أمس، بمبادرة رئيس الوزراء، ودعا إلى استيعاب جميع المُبادرات الوطنية التي تهدف إلى الحل لاستكمال أهداف المرحلة الانتقالية، والخُرُوج من الأزمة الراهنة حفاظاً على استقرار البلاد، وأضاف أن تدشين مسيرة والي غرب دارفور للتأكيد بالعمل لا بالقول، وإن تنفيذ اتفاق السلام يمضي ليؤكد جدية الدولة والأطراف المُوقِّعة على السلام، في تنفيذ الاتفاق لضرب المثل في الالتزام بالعهود والمواثيق، مضيفاً أنّ الوقوف اليوم في هذه المناسبة يحمل دلالات التعافي من عدة زوايا، أولها تحول دارفور بولاياتها الخمس إلى إقليم واحد موحد يُجسِّد تماسُك المُجتمع ويُجدِّد العزيمة لإعادة دارفور إلى سيرتها الأولى، وثانيها تعيين مني أركو مناوي ليقود مسيرته نحو السلام والأمن والتعايُش والتنمية والنهضة، وثالثها تعيين واليي شمال وغرب دارفور ليسهما مع ولاة الولايات الأخرى في ترسيخ السلام وزيادة الإنتاج والاستقرار، وأكد “حميدتي” أن الأمن يُشكِّل بأبعاده المُختلفة محوراً أساسياً لحكومة الفترة الانتقالية، لافتاً إلى تشكيل قوات حماية المدنيين في دارفور، من القوات النظامية وقوات حركات الكفاح المُسلّح لحفظ الأمن في الإقليم بعد خروج قوات يوناميد، لافتاً إلى أن ذلك يفرض مسؤولية كبيرة على القوات النظامية للتصدي لأشكال العُنف كافة الناتجة عن الصراعات القبلية وتأمين عودة النازحين واللاجئين إلى قُراهم، وفتح المسارات، وتأمين المواسم الزراعية، والقضاء على مظاهر التفلُّت، وشَدّدَ على ضرورة التحلي بالشجاعة والإرادة لمُحاربة كل أشكال العنصرية والجهوية والقبلية والاحتكام للقانون وآليات العدالة للأعراف السودانية لمُعالجة المشكلات التي تواجهنا، ودعا “حميدتي” والي ولاية غرب دارفور إلى أهمية مُعالجة آثار الأحداث المُؤسفة، والعمل على توسيع المشاركة والشورى بين مُكوِّنات الولاية، وتعزيز دور الإدارة الأهلية ومنظمات المجتمع المدني والتنسيق المشترك لإزالة كل التشوُّهات الناتجة عن العُنف الاجتماعى، والنعرات القبلية والعُنصرية عبر إجراء إصلاحات لتعزيز سيادة حكم القانون والتوسُّع في إنشاء آليات العدالة، والاستمرار في عمليات جمع السلاح ومحاربة الظواهر السالبة، وأكد أن اتفاق السلام خاطب جُذُور الأزمة، ووضع الحلول لها في قسمة السُّلطة والثروة والموارد، والأراضي والحواكير، والتعويضات وجبر الضرر، وعودة النازحين واللاجئين، واستقرار الرُّحّل، مضيفاً “نأمل أن ينضم إلى ركب السلام عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور وآخرون ما زالوا يحملون السلاح من أبناء هذه الولاية”، وشدد على ضرورة منع ارتداء الكدمول، وحذر من الرتب الوهمية التي تمنح لبعض الأفراد، وقال “لا تُمنح الرتب إلا بعد استيفاء الترتيبات الأمنية “، واصفاً منح الرتب “بسوق المواسير”، داعياً إلى حماية العاملين في مجالات التنمية والطرق، وقال “كلامي إذا ما سمعتوهو الدواء موجود”، ورحب بوفد دولة الإمارات برئاسة المدير العام لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية محمد حاجي الخوري الذين قدموا للسودان ورافقوا الوفد إلى مدينة الجنينة للوقوف مع أهلهم في دارفور، وأعلن “حميدتي” عن تشييد 12 طريقا جديدا تربط ولايات درافور بالطرق القومية بتمويل من الشيخ محمد بن زايد.