بهاءالدين قمرالدين يكتب : وما أدراك ما الجنينة!؟
نفرد هذه المساحة اليوم للزميلة فاطمة علي سعيد، الصحفية النابهة والمجتهدة، صاحبة القلم (السنين)، تعكس لنا واقع الحال اليوم في ولاية غرب دارفور بصدق وشفافية كما عهدناها دوماً، فمرحباً بها وبقلمها الصادق!
وجد تقرير أوردته عن حال وضع ولاية غرب دارفور انتقاداً كبيراً من أمانة الحكومة.
صحيحٌ الجنينة ليست بخير، بشهادة من زارها قبل أن يتولى الوالي السابق أمر ولايتها، فكانت مثالاً للتعايش السلمي، وكانت أبوابها مفتوحة لكل من أتى زائراً أو مقيماً في كل الأوقات.
لكن من يخافون على مواقعهم هم من يرجفون ويخافون وترتعد فرائصهم لعكس الواقع المزري الذي يعيشه النازحون بالولاية، والقلم الصحفي خلق ووُجد من أجل نقل الحقيقة وعكس الواقع، وليس تزييفها وتعتيمها، ونحن في حكومة الثورة التي جعلت حرية الصحافة والتعبير بشفافية وواقعية، ففي السابق كان يعمل النظام البائد على تدليس وطمس الحقيقة.
والصحفي هو ضمير أمته ولسان حال الناس, والصدق هو مداد قلمه ولحمته وسداه.
وكل شيء منتقد هو الحقيقة، ومس أس المشكلة، وللأمانة والتاريخ الوالي السابق كان ضعيفاً في اتخاذ القرارات، وبحسب ما ذكر مواطنون لـ”الصيحة”!
إن ما شهدته الجنينة خلال توليه الولاية لم تشهده دارفور عامة منذ اندلاع الحرب، ما شهدته الجنينة من أيام وليال وُصفت بالقاسية على حد تعبير سكانها، من قتل ونهب وتشريد ونزوح، ودمار شامل في الممتلكات والأرواح، حتى وصف البعض ما حدث بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي، ومن هنا يجب على لجنة إزالة التمكين تفعيل لجانها للعمل من أجل فضح المُرجفين بهذه الولاية الغنية بالموارد وأهلها المسالمين الطيبين!
أود أن أوجِّه رسالة إلى الوالي الجديد خميس عبد الله أبكر وأقول له إذا لم تعمل على فرض هيبة الدولة بالقانون ومُحاسبة كل من اجرم، أجزم لك ستكون مثل من سبقوك، لكن ما يُعزِّز الثقة فيك أنك سوف تنجح في الإدارة والعبور بهذه الولاية إلى بر الأمان والسلام هو تفاؤل أهل الجنينة وترحيبهم بقدومك وتسلمك أمر ولايتها!
أوصيك بعدم المُجاملة في اتخاذ القرارات، بجانب وضع عودة النازحين إلى قراهم في سلم الأولويات؛ علاوة على بسط الأمن من أولى الأولويات، حتى يتنزل السلام الذي وقّعتموه على ارض الواقع ويصبح ملموساً ومحسوساً ومعاشاً، فضلاً عن ضرورة العمل على الاستفادة من الكوادر الشبابية المؤهلة بالولاية، خاصة لجان المقاومة، بجانب قبول أية مبادرة للتعايش السلمي ورتق النسيج الاجتماعي، وتساهم في الاستفادة من إدارة موارد الولاية التي تُواجه أطماعاً خارجية تريد نهب خيراتها وسرقة ثرواتها.
وأيضاً كذلك يجب تشديد القرارات القانون لمنع التفلتات الأمنية بجمع السلاح من أيدي المواطنين، عدا الجهات المختصة، والإسراع في نشر القوات المشتركة لحفظ الأمن، وانفاذ بند الترتيبات الأمنية وبناء جيش قومي موحد، فَضْلاً عن تفعيل دور القوات المشتركة بين الحدود السودانية التشادية، وتأمين الموسم الزراعي وتحديد المسارات للرعاة والمزارعين منعاً لوقوع الاحتكاكات خلال موسم الخريف، وكذلك يجب استعجال لجان التحقيق في الأحداث التي وقعت، ورفد النيابات بوكلاء نيابة، وتأهيل وتدريب الكوادر الطبية والاهتمام بالوضع الصحي والبيئي؛ هذا بعض ما تحتاجه ولاية غرب دارفور، التي هي فعلاً ليست بخير الآن, وستكون بخير قريباً بإذن الله.
وسلمت يا وطني العزيز
فاطمة على السعيد
من مدينة الجنينة داراندوكا ولاية غرب دارفور.