في معسكر زمزم.. رياضيون يحلمون بالعودة إلى الديار
الفاشر: محمد زكريا
سنوات النزوح التي عاشها “عمر عبد الله عثمان” “25” عاماً والنازح بمخيم زمزم 15 كلم جنوب مدينة الفاشر كبرى مدن إقليم دارفور غربي السودان لم تمنعه من ممارسة هوايته المفضلة لعبة كرة القدم بالمعسكر.. إذ يحلم عبد الله الذي التقاه المحرر في وقت سابق من اليوم (أمس) بالعودة إلى قريته الأصلية ”كورما” والتي نزح منها مع أسرته عقب اشتداد القتال هناك في العام 2003م.
يقول عبد الله في حديثه: مارست رياضة كرة القدم منذ بواكير طفولتي بهذا المخيم الذي ترعرعت فيه ويحدوني الأمل هذه الأيام أن أكون أحد كبار لاعبي كرة القدم في البلاد..
ولفت عبد الله النظر إلى أن قلة الإمكانيات هي من أكبر التحديات التي تواجه الشباب وهواة لعبة كرة القدم بالمعسكر، مطالباً والي الولاية الجنرال نمر محمد عبد الرحمن بتسجيل زيارة خاطفة الى المعسكر والوقوف على أحوال الراياضيين هناك كما دعا الجميع للعمل لتوفير متطلبات لعبة كرة القدم، مشيراً لأن أغلبية شباب المعسكر هم من هواة اللعبة وأن المعسكر يضم العديد من شعارات الأندية الرياضية العالمية التي يرتديها هواة كرة القدم.
وكانت الصرعات المسلحة التي اندلعت بدارفور في العام 2003 أدت الى تشرد أعداد كبيرة من قراهم الأصلية إلى مخيمات للنزوح ولكن سليمان الذي التقيته وهو يجلس في أحد جنبات الميدان المخصص للعبة الكرة لا يرغب في العودة الى الديار بخلاف زميله عبد الله الذي يحلم بالعودة الى القرية كورما يقول سليمان: نشأت بالمعسكر ولا أعرف شيئاً عن قريتي وقد ارتبطت حياتي بهذا المعسكر ولهذا السبب أحلم بأن يتم إعادة تخطيط هذا المخيم وتخصيص منزل يأوي أسرتي المكونة من سبعة أفراد، خمسة أبناء وشقيقتان.
وكانت الحكومة السودانية وقعت في أكتوبر من العام الماضي مع معظم حركات الكفاح المسلح اتفاق سلام جوبا مما أسهم في إحداث هدوء نسبي في ولايات دارفور الخمس والبالغ مساحتها نحو ربع مساحة السودان.
أمل متجدد
النازحون في المخيمات يحلمون بالعودة إلى مناطقهم الأصلية بغرض زراعتها خلال خريف كل عام ولكنهم يتخوفون من اعتداءات المليشيات المسلحة عليهم أما حركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاقية ”جوبا“ تراهن على حكومة الفترة الانتقالية بضرورة إنفاذ بند الترتيبات الأمنية الذي لم يكتمل بعد، وذلك للحد من اعتداءات المسلحين.
مراقبون
ووفقا لمراقبين فإنهم يتوقعون أن تزداد وتيرة الاعتداءات المسلحة على المزارعين هذا العام بسبب الفراغ الأمني وانتهاء ولاية بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي يوناميد بدارفور بجانب ضعف الامكانيات اللوجستية من والمتمثلة في سيارات وإمكانيات أخرى للسلطات الحكومية في مختلف المحليات علاوة على تأخير نزع السلاح وانفاذ بند الترتيبات الأمنية.
للسلطات رأي
وكان والي شمال دارفور الجنرال نمر محمد عبد الرحمن أعلن في وقت سابق حزمة من الإجراءات العاجلة التي تتخذها حكومته لبسط هيبة الدولة والحد من التفلتات الأمنية بجانب حماية الموسم الزراعي، وقال إن حكومته بصدد إجراء إصلاحات لمعالجة القصور في الوضع العام وذلك بسيادة حكم القانون وحماية المدنيين عقب إنهاء مهام بعثة يوناميد بدارفور وشدد على أنه لا حصانة لأي شخص أو جهة وأن السلطات ستتعامل بحسم مع كل من يهدد سلامة المواطنين.