قيل لأحد العلماء، الأغنياء أفضل أم العلماء؟ قال العلماء، قيل له فما بال العلماء يأتون أبواب الأغنياء أكثر مِمّا يأتي الأغنياء أبواب العلماء. قال لمعرفة العلماء بفضل المال، وجهل الأغنياء بحق العلم ولأهمية العلم صار فريضة على كل مسلم ومسلمة.
من لطائف الأدب العربي أنّ لهارون الرشيد جارية اسمها خالصة كان يحبها وهي جميلة جداً، نادى الشاعر أبو نواس إلى ديوانه ليلقي عليه بعض الشعر، وألقى أبو نواس الشعر ولَم يلتفت إليه الخليفة، وغضب أبو نواس لأنه أدرك أن الخليفة مشغول بخالصة وهداها عقداً ثميناً، وانصرف أبو نواس وكتب على باب غرفة خالصة بيت الشعر:
لقد ضاع شعري على بابكم
كما ضاع عقد على خالصة
ولما رأت خالصة على بابها بيت الشعر غضبت واشتكت للخليفة، فاستدعى الشاعر أبو نواس غاضباً ليُعاقبه، ولكن أبو نواس مر على غرفة خالصة وقام بمسح تجويف العين من كلمة ضاع فأصبح البيت
لقد ضاء شعري على بابكم
كما ضاء عقد على خالصة
فضحك الخليفة وأمر له بهدية.
ومن لطائف الأدب العربي، أن الشاعر إدريس جماع، فَقَدَ عقله ودخل مستشفى التجاني الماحي وأراد أهله علاجه في لندن وفِي الطريق إلى المطار نظر امرأة وأطال النظر فيها وزوجها يُحاول يمنعه فأنشد يقول:
أعلى الجمال تغار منا
ماذا عليك إذا نظرنا
هي نظرة تنسي الوقار
وتسعد الروح المعنّى
دنياي أنت وفرحتي
ومنى الفؤاد إذا تمنّى
أنت السماء بدت لنا
واستعصمت بالبعد عنا
وقال العقاد من قائل هذه الأبيات؟ قيل له شاعر سوداني أُصيب بالجنون، قال فعلاً قائل هذه الأبيات مكانه مُستشفى الجنون (لأنّ هذا الكلام لا يقوله عاقلٌ)!
ولما ذُهب به إلى لندن للعلاج، أُعجب بممرضته وأطال النظر فيها فلبست نظارة سوداء، وعندما جاءته نظر إليها وأنشد:
(والسيف في الغمد لا نخشى مضاربه
وسيف عينيك في الحالين بتار)
وعندما ترجم للممرضة بكت وصنف أبلغ بيت في شعر الغزل في العصر الحديث.
وهو صاحب الأبيات الشهيرة التي يقول فيها:
إنّ حظي كدقيق فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة يوم ريح أجمعوه
عظم الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه
إن من أشقاه ربي كيف انتم تسعدوه
إن لغة العرب ثرّة، بها دررٌ وعيون الأدب، فهي جمال في جمال وغنية بالبدايع والمُحسّنات، لذلك نزل بها أعظم وأقدس كتاب (القرآن الكريم).