الحلنقي:
ذات مرة جلست مع أستاذي الراحل سعد الدين حينما كنا نجلس ذات يوم في مكتبه بصحيفة الصحافة.. وحاولنا لحظتها أن نحسب عدد الفنانين الذين تغنى لهم شاعرنا الكبير إسحق الحلنقي.. ولكن أستاذي سعد الدين قال لي من الأفضل أن نحسب عدد الفنانين الذين لم يتغنوا بأشعار الحلنقي.. وهذا الموقف وحده يؤشر على أن الغالبية العظمى من فناني هذا البلد قطفوا جميعهم من (بستان الحلنقي) النضير الذي لم يذبل حتى اليوم، بل ظل ينتج ويلقي بثماره الجميلة.
عبد العزيز داؤد:
ورغم رحيله قبل أعوام عديدة خلت، لكنه مازال يشكل حضوراً طاغياً ونكاد لا نحس بغيابه إلا روحاً وجسداً.. وسر هذا الحضور الدائم لا يمكن تفسيره على أوجه كثيرة.. وصوته المشحون بالتطريب يكاد يكون سبباً كافياً لخلوده وتمدده على مساحة كبيرة من الوجدان والذهن.. وكلنا مازلنا نهيم ونغرق في بحر أغنياته وتجلياته..
ندى القلعة:
راهن الساحة الفنية يقول بأن ندى القلعة بدأت أسهمها في الانخفاض.. ولم تعد كما كانت أيام الشباب.. وهذا هو حكم الزمن القسري.. يفرض تفاصيله مهما حاولنا أن نهرب منها.. أصبحت ندى القلعة خارج دائرة التنافس.. ومع أن المنافسة غائبة أصلاً ولكنها تعلم جيداً بأنها أصبحت خارج شبكة الحضور والتواصل مثلها وسميرة دنيا.
عقد الجلاد:
وكما يقال بأن الأشخاص زائلون وتبقى الأفكار.. وعقد الجلاد واحدة من الأفكار التي لا ينبغي لها أن ترتبط بشخص واحد، سواء كان عثمان النو أو طارق جويلي أو شمت أو شريف أو أي فرد من أفراد المجموعة الذين ارتبطوا بها ارتباطاً كاثوليكياً لا يقبل الفكاك.. وتلك هي حقيقة الحياة التي لا تقبل الهروب.. لأن كل شيء يرتبط بالأشخاص فهو زائل.
سميرة دنيا:
لم أكن مخطئاً أبداً حينما وصفت الفنانة سميرة بأنها صاحبة صوت بارد لا يشبه المزاج السوداني الساخن.. وها هي الأيام تثبت صدق حديثي حينما انسحبت من الساحة الفنية ولم تترك أي أثر واضح.. تلاشت لأنها لم تقدم ولا أغنية واحدة بمواصفات جديدة.. كل أغنياتها واختياراتها تقليدية.. فمن البديهي أن نقول بأن (قطارها فات وغنايا مات.. وشبع موت)!!