كاظم النو يكتب.. النقد الدولي والإعفاء من الديون
23 مليار دولار يتم إعفاؤها فوراً من ديون السودان البالغة 60 ملياراً بموجب تقرير ضم السودان لـــ37 دولة ضمن مبادرة الدول الفقيرة المثقلة بالديون والآلية التي يحدد بها البنك الدولي الديون، هي الصفات التي تؤهل البلد الفقير للدخول في مبادرة الدول المثقلة بالديون وبالتدريج، وفق المبادرة، يصل أعفاء السودان لــ 50 مليون دولار الذي بالتالي يسقط من السودان 90% من ديونه، ولا بد أن لتلك الآلية وسائلها التي تجمع بها المعلومات وتحللها حتى التوصل لمدى التزام الدولة المرصودة باتباع النظام العالمي في السياسات العامة المعلنة المرتبطة بحقوق الإنسان واتباع اقتصاد السوق، والتخلي عن نظام الريع الذي يبدد الديون في دعم المستهلكات المؤدية لعجز الدولة عن أداء التزاماتها المالية تجاه الجهات الدائنة، وتدني فرص التنمية المؤدية لتحسين الدخل الإجمالي بزيادة الصادرات وتحسين البنى التحتية من نقل وسرعة تخليص للبضائع في الميناء بتطويرها، مع إدخال نظم المعاملات المالية المتبعة بتخفيف أساليب الحمائية بفرض النظم المتبعة لنظام الجمارك والضرائب العالية على السلع المستوردة مع إبراز الشفافية المالية في موازنات الدولة ومعاملاتها الخارجية والداخلية، وأي إخلال لاحق بما عملت به الدولة الفقيرة في المستقبل تتم إعادة قرار حظر التعامل معها، ومن ضمن ذلك العودة لأساليب الحمائية العمل على رفع الضرائب على المستورد ودعم السلع المحلية.
أما السلع الضرورية فيمكن التخلي عن دعمها بالتدريج حتى يكتمل نظام التعامل السوقي القائم على العرض والطلب، ولتنفيذ كل ذلك، لا بد من إنتاج سلع نقدية قادرة على المنافسة العالمية، وتلك تحتاج خطوات بعيدة وقريبة المدى، ومنها تحسين التعليم ليواكب آخر ما توصلت له التطبيقات العلمية في التصنيع والإدارة ومع تأهيل الأيدي العاملة وفق النظم الحديثة في الإنتاج لرفع كفاءة الإنتاجية وتطويرها وحسب المثل أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي، أما التهويمات الفلسفية المبعدة من المعرفة وتطبيقاتها سوف تؤدي لمضيعة الزمن، لأن الصراع حول المعنويات أخذ منا زمناً هائلاً، ظللنا رهائن الحسيات بعد أن تخلينا عن معالجتها، وخلصنا جهدنا في صراع حول معنويات فرضتها أيدولوجيات صدى التزامها خراب لما نمتلك وتضييع فرص الحصول على الجديد المبتكر، ومن المهم أن ندرك أن معنويات من سادة العالم ليست بالشيء المثالي، لأنه من المفترض أن نأخذ ما توصل إليه هؤلاء في الجانب الحسي من بناء وتطوير بمطلوبات الحياة دون أخذ المعنوي المرتبط بإرث إنساني تاريخي له ظروفه الخاصة وأن نعمد لجعلها تعاليم عالمية، وهذا الفرز يحتاج لإدارة واعية وقوية في وطنيتها.