جاء في الأخبار أنّ ما يسمى بالمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، قد قرر فتح الطريق القومي الذي يربط ميناء بورتسودان بالمدن الأخرى والعاصمة القومية الخرطوم أمام حركة المرور اعتباراً من أمس الأول، وبرّر المجلس الخطوة بأنها جاءت نتيجة للمُناشدات التي أطلقها البعض ومنها مجلس شركاء الانتقالية.
وشرق السودان كغيره من بقاع السودان، يُعاني من نقصٍ في كافة الخدمات وتمثيل ضعيف في السُّلطة، ودفع ثمن الحروبات السودانية الداخلية منذ الاستقلال، مُروراً بالتجمُّع وحروب الإنقاذ الجهادية، كما ظل مواطن الشرق يُعاني من الفقر وأمراضه والعطش، ولا تزال مشكلة مياه بورتسودان، وجزء من أرضه العزيزة ضمّها الاحتلال المصري كحلايب وشلاتين وأبو رماد ونصيبهم من ذهب أرياب لم يكن واضحاً ولم ينعكس تنموياً، خاصةً الخدمات الاجتماعية والطرق الداخلية الرابطة بين المحليات.
والآن مواطن شرق السودان يحتاج إلى التنمية والخدمات أكثر من حاجته للتمثيل السياسي في الوزارات ومجلس السيادة، ودونكم الآن في دارفور كم عضو مجلس سيادة؟ ماذا قدموا لدارفور؟ مناصب فقط.. ومع التقدير لجُهُود وقف نزيف الدم والحُرُوب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق.
والمُتابع لتصريحات الناظر تِرِك ودفاعه عن بعض رموز النظام السابق كمحمد طاهر أيلا يُفسّر أنّ الرجل واحدٌ من رموز النظام السابق، وهو فعلاً قد شارك في مؤسسات النظام البائد، إلا أنّ تصريحه الأخير يُعد إيجابياً خَاصّةً تجاه لجنة إزالة التمكين واسترداد الأموال المنهوبة، ودعوته مُلاحقة المُفسدين ووقوفه مع الثورة، وقال إنه لا يملك “كُشكاً” حتى يخاف المُحاسبة.
وحسناً فعلت قوات الدعم السريع عندما قالت إنها لا تتهاون في أمن الوطن وقطع الطريق وتهديد المصالح الاقتصادية.
والتهديدات التي يطلقها بعض منسوبي الشرق من حينٍ لآخر، بقطع الطريق القومي لها آثارٌ اقتصاديّةٌ وسياسيّةٌ واجتماعيّةٌ، وتُؤثِّر أيضاً في استقرار الجبهة الداخلية وتماسُكها، وفيه تغلب المصالح الجهوية على مصلحة الأمن الوطني ويزيد من نفوذ جماعات الضغط على الحكومة الانتقالية.
وعليه، نُطالب الحكومة بعدم التفريط في أمن الطريق القومي ” الخرطوم – بورتسودان”، فهو خطٌ أحمر، لأنّ له بُعداً اقتصادياً للأمن الوطني القومي، وتتأثّر به الحياة اليومية في كافة أرجاء الوطن من سواكن إلى الجنينة وتنتج خسائر يصعب تعويضها في القريب العاجل.
والسودان الآن يستفيد من موانئه عدد من الدول التي تُعاني من عدم وجود موانئ بحرية بها، ويجب على المُطالبين بقضايا الشرق عدم المساس بالطريق القومي وأمن البحر الأحمر، لأنّها تمثل حياة الشعب السوداني.
واليوم كل عناصر الأمن القومي موجودة في البحر الأحمر كالحدود والاقتصاد, الموارد, الطاقة والبيئة.. وبالتهاون الحكومي والتفريط في أمن الشرق سوف تدفع الحكومة ثمناً كبيراً وينعكس على هيبة الدولة وأمنها واستقرارها، ويُشكِّل خطراً على حياة السُّكّان، وتزيد مُعدّلات البطالة والفقر والمرض، وإغلاق الطريق هو انتهاكٌ لحقوق بقية أهل السودان في التمتُّع بالحقوق الأساسية للعيش الكريم.
وعليه، مطلوبٌ من الرئيس البرهان إرسال رسالة واضحة لقاطعي الطريق أن أمن الوطن فوق الجميع.