الغالي شقيفات يكتب : الخارجية الأمريكية والدعم السريع
يُعتبر السودان معبرًا ومصدرًا للمهاجرين غير النظاميين، أغلبهم من دول القرن الأفريقي، حيث يتم نقلهم إلى دول أخرى مثل إسرائيل، عبر صحراء سيناء المصرية، وكذلك إلى السواحل الأوروبية بعد تهريبهم إلى ليبيا. ويكافح السودان الظاهرة التي تضاعفت معدلاتها في السنوات الأخيرة، وتقودها عصابات منظمة، على حدوده الشرقية مع إثيوبيا وإريتريا، ويمتد نطاق نشاطها إلى الحدود الشمالية الغربية مع ليبيا.
وقد أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أن السودان ترقى إلى مستوى أفضل في جهود محاربة الإتجار بالبشر وحذف اسمه من قائمة الدول المُتورِّطة في تجنيد الأطفال.
ووفقاً لتنوير صحفي من الخارجية الأمريكية، فقد تَمّ تصنيف عدد من الحكومات ورفع ترتيبها إلى المستوى الثاني بسبب تواصل جهودها في مكافحة الإتجار بالبشر، ومن ضمن هذه الدول السودان، وأكد ذلك السفير نور الدين ساتي، سفير السودان في واشنطن.
وقد قامت قوات الدعم السريع بإحباط عشرات المُحاولات لتجار البشر، وألقت القبض على عدد كبير من المُهرِّبين، ونشرت ذلك في وسائل الإعلام المختلفة. وكان الاتحاد الأوروبي قد أشاد بجهودهم في مكافحة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عبر ليبيا، وقد قدم لهم الدعم الفني والمالي وهي جهود كبيرة جعلت لقوات الدعم السريع مهاماً خارج الحدود.
وكان تقرير صادر من السفارة الأمريكية في عام ٢٠١٠ قد وصف السودان بأنه الأسوأ في تجارة البشر والمخدرات، وقدمت قوات الدعم السريع مئات الشهداء والجرحى في سبيل مكافحة الهجرة غير الشرعية في صحراء ليبيا، وخسرت الكثير من الآليات في مُطاردة المُهرّبين آخرها في شهر يونيو الماضي. وتعلم السفارة الأمريكية في الخرطوم بذلك وكل المنظمات الغربية العاملة في مكافحة الهجرة تعلم جهود الدعم السريع في مكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر والإرهاب والجرائم العابرة للحدود.
وكان الاتحاد الأوروبي، عقد اتفاقاً مع قوات الدعم السريع في مكافحة الهجرة إلى أوروبا، وقد قامت القوات بدورها في أكمل وجه، ووجدت إشادة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية إلى أن تُوِّج اليوم بإشادة وزارة الخارجية الأمريكية بدور السودان في مكافحة الإتجار بالبشر، التي أصبحت قضية أمنية عالمية وتدر حوالى مائة وخمسين مليار دولار سنوياً، وهي تجارة رائجة ورابحة في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها دول جنوب الصحراء والحروبات في القرن الأفريقي، خاصةً حرب التغراي.
فلذلك، على الدول الغربية دعم السودان، لأنه دولة عبور إلى أوروبا واسرائيل، كما عليها تأهيل وتدريب قوات الدعم السريع وتزويدها بالمعدات وكل الدعم اللوجستي، لمُكافحة الهجرة غير الشرعية والإرهابيين وتجار البشر والسلاح حتى يعم الأمن والسلام الصحراء الكبرى وساحل البحر الأبيض المتوسط، وتكون أوروبا آمنة من تدفُّق المُهاجرين غير الشرعيين وصيانة أمنها القومي.