تقرير- مريم أبشر
مع اقتراب الموعد الذي اعتمدته الحكومة الأثيوبية لمرحلة الملء الثانى وازدياد مساحة تمترسها في مواقفها الرافضة للانتظار لحين التوقيع على اتفاق يحفظ حقوق شركائها في مياه نهر النيل السودان ومصر، تزداد مساحة التخوف من أن تمضى أديس في خطوتها ضاربة بعرض الحائط كل اللوائح والقوانين المنظمة لملفات التشارك المائي، في هذا الاثناء ولأن السودان أكثر الدول الثلاث تأثراً بالآثار السالبة لتخزين المياه دون التوصل لاتفاق يحفظ الحقوق فى المياه وتبادل المعلومات شرعت الحكومة وظل اعتمادها للملف كملف استراتيجى في طلب عقد جلسة خاصة لمجلس الأمن واستعجلت وزيرة الخارجية السودانية الدكتورة مريم الصادق، مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة في أقرب وقت ممكن لبحث تطورات الخلاف حول سد النهضة الإثيوبي “وأثره على سلامة وأمن الملايين” من الذين يعيشون على ضفاف النيل الأزرق والنيل الرئيسى في السودان ومصر وإثيوبيا وأوضح المتحدث الرسمي باسم الحكومة في ملف السد، عمر الفاروق سيد كامل، أن وزيرة الخارجية دعت في رسالة بعثت بها، لرئيس مجلس الأمن إلى “حث كل الأطراف على الالتزام بتعهداتها بموجب القانون الدولي والامتناع عن اتخاذ أي إجراءات أحادية الجانب، ودعوة إثيوبيا وبالتحديد للكف عن الملء الأحادي لسد النهضة، الأمر الذي يفاقم النزاع ويشكل تهديداً للأمن والسلم الإقليمي والدولي، وناشدت الرسالة المجلس وكل الأطراف “البحث عن وساطة أو أي وسائل سلمية أخرى مناسبة لفض النزاعات لحل القضايا العالقة المتبقية في مفاوضات السد، كما دعت الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وكل المنظمات الدولية والإقليمية للمساعدة في دفع المفاوضات ببذل مساعيها الحميدة وجهودها للوساطة لحل هذا النزاع .
وأعربت وزيرة الخارجية في رسالتها عن “قلق السودان البالغ وأسفه” لمضي إثيوبيا قدماً في الملء الأحادي الجانب لسد النهضة للمرة الثانية “معرضة حياة الملايين من السودانيين وسلامتهم وسبل عيشهم لمخاطر جسيمة”.
وسردت الرسالة بالتفصيل الجهود الحثيثة والمخلصة التي بذلها السودان للتوصل لاتفاق قانوني ملزم عبر عملية التفاوض التي يرعاها الاتحاد الأفريقي خلال عام كامل، وكيف وصلت هذه المساعي لطريق مسدود بسبب تعنت إثيوبيا لافتقارها للإرادة السياسية الضرورية للتوصل لاتفاق يخاطب مصالح ومخاوف كل الأطراف.
التدويل :
مراقبون يعتقدون أن تقدم السودان بطلب لمجلس الأمن ليتقدم بمبادرة بعقد جلسة له خاصه بسد النهضة، هي محاولة لتدويل الملف وإخراجه من النطاق الإقليمي الأفريقي تحت مظلة الاتحاد الأفريقي، غير أن من المؤكد أن سلسلة جولات التفاوض التي قادها الاتحاد الأفريقى بين الأطراف ذات المصلحة من الدول الثلاث كانت تتم أيضاً بمراقبة ورعاية من الأمم المتحدة وبعض الدول ذات الاهتمام بالملف.
تحدٍّ أثيوبي :
تعهد وزير المياه والري الإثيوبي، سيشلي بقلي، بتحقيق انتصار جديد في مشروع سد النهضة.
وتعهد بقلي، في تصريحات للتلفزيون الرسمي، بمواصلة الانتصارات في المشروعات القومية ومنها سد النهضة، بعد الانتصار الذي تحقق بإجراء الانتخابات.
وأوضح أن العمل في سد النهضة قطع شوطاً كبيراً ويسير بشكل متسارع لإكمال عملية البناء التي تتطلبها عملية الملء الثاني، مضيفاً “تجاوزنا مستوى الارتفاع الذي يمكن من توليد الطاقة وهو 573 متراً فيما تنصب الجهود لبلوغ مستوى 595 متراً من مستوى ارتفاع البناء المطلوب لحجز المياه المقررة للملء الثاني”.
وأكد الوزير الإثيوبي المضي قدماً في عملية البناء والتعبئة الثانية، وقال: نقبل على عملية الملء الثاني لسد النهضة بطريقة عادلة.
وأضاف أن إثيوبيا تنشد دائماً التعاون مع دولتي المصب ولا تسعى للإضرار بهما، مضيفاً أن بلاده لا تفكر بعقلية الاحتكار لكننا نرفض مساعي دولتي المصب بجعل النيل ملكية خاصة. ومن المقرر أن تبدأ أديس أبابا عملية الملء الثاني للسد، في 22 يوليو القادم، بما يعادل 13.5 مليار متر مكعب من مياه نهر النيل ليصبح حجم المياه المتجمعة أمام السد 18.5 مليار متر مكعب .
فشل جهود
وفي أبريل المنصرم فشلت الجولة الأخيرة من المفاوضات التي توسط فيها الاتحاد الأفريقي، في إحراز تقدم، مع إصرار الجانب الإثيوبي على الملء الثاني في الموعد المقرر بالتزامن مع موسم سقوط الأمطار. ودعت مصر والسودان بتشكيل رباعية دولية، يقودها الاتحاد الأفريقي، ويشارك فيها الاتحاد الأوربى والولايات المتحده، تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية باعتبارها الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي وأن تكون مفاوضات جادة تفضي لنتائج عملية، غير أن تهرب أديس ومحاولاتها التمترس حول مواقفها أفشل كل التحركات.
حياتنا أهم :
الخبير الدبلوماسي السفير الرشيد أبو شامه قال لـ(الصيحة)، إن مصير سد النهضة مرتبط بحياة الملايين من أبناء الشعب، ويعتقد في حديثه أنه ليس هنالك ما يمنع إن سعى السودان لطلب جلسة خاصة من مجلس الأمن الدولي لملف سد النهضة وتدويل القضية، ويرى أن ترتيب مجلس الأمن الدولي لعقد هذه الجلسة يعد مفيداً للسودان ومصر باعتباره يشكل ضغطًا على أديس أبابا، وأضاف أبو شامة بقوله: لا أتوقع أن يصدر المجلس بيان إدانة لأثيوبيا لجهة أن هنالك دولاً تقف إلى جانب أديس أبابا أبرزها روسيا وإيران والإمارات وربما اسرائيل، غير أن عقد الجلسة في حد ذاته يمثل ضغطاً دوليًا على أديس أبابا قبيل اعتزامها الملء الثاني للسد.
حفظ السلم:
المتحدث الرسمي باسم سد النهضة بوزارة الخارجية الوزير المفوض عمر الفاروق سيد كامل، نفى لـ(الصيحة)، أن يكون طلب السودان بعقد جلسة لمجلس الأمن حول سد النهضة تدويلاً، وقال إن الطلب جاء تحت الفصل السادس لمجلس الأمن الخاص بحفظ وصون السلم والأمن الدوليين عبر حل النزاعات بالطرق السلمية، وزاد: باعتبار أن ملف سد النهضة يمكن أن يؤدي إلى عدم استقرار الإقليم إن لم يحل عبر الطرق السلمية.