تقريرــ عبد الله عبد الرحيم
لا زال أمر إكمال إنفاذ بند الترتيبات الأمنية يشكل هاجساً لدى الحركات المسلحة، الموقعة على السلام بعاصمة دولة الجنوب جوبا، في وقت راجت فيه بعض التلميحات والأقاويل من أن تلكؤاً ربما مقصود من قبل الجيش وجهات أخرى معنية وذات صلة بالأمر، تخطط لعدم إكمال وإنفاذ بند الترتيبات الأمنية، للحيلولة دون دمج قوات الحركات المسلحة في الجيش القومي وفق اتفاقية السلام التي نصت على جيش موحد للسودان، بهدف إعاقة جهود السلام، ربما هذه المتداولات المختلفة هي التي دفعت رئيس الجبهة الثورية د. الهادي إدريس مؤخراً للقاء رئيس البعثة الأممية بالسودان لبحث هذه الجوانب ووضع المجتمع الدولي عبر منصته العريضة الأمم المتحدة على مجريات الأوضاع وحقائقها على الأرض في السودان، بيد أن العقدة تكمن بحسب ناقدين سياسيين داخلياً وليست خارجياً لأن من وقعوا السلام هم من يرون بعض شركائهم لا يريدون إنفاذه بالاعتراض والتماطل على إنفاذ هذا البند المهم (الترتيبات الأمنية) فهل الخطوات اللاحقة ستكون أكثر إقناعاً لهؤلاء أم أنها ستضغط على الطرف الآخر ليبدي الجدية المطلوبة حيال هذا الأمر؟
إدريس وفولكر:
بحث عضو مجلس السيادة، الهادي إدريس مؤخراً بالخرطوم مع رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية “يونيتامس” فولكر بيرتس، سير تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان، ومراحل تشكيل آليات تنفيذه الواردة في نص الاتفاق، بجانب سير تنفيذ الترتيبات الأمنية وتشكيل القوة المشتركة، فيما أكد الهادي إدريس أن الحكومة الانتقالية بكافة هياكلها تعمل بتناغم تام وفقاً لرؤى وبرامج ثورة ديسمبر. وقال مقرر المجلس القيادي للجبهة الثورية، محمد زكريا فرج الله، إن الجانبين اتفقا على ضرورة استمرار اللقاءات لمتابعة سير تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان.
خلافات العسكر:
وكان نائب رئيس حزب الأمة القومي د. إبراهيم الأمين قد قال في تصريحات له حول الأمر نفسه، إن الخلافات بين العسكر تؤخر عملية الانتقال الديمقراطي في السودان. وأوضح الأمين في حديث لقناة العربية أن اتفاقيات السلام في جوبا الأولى لم يتم تنفيذ ترتيباتها الأمنية، مضيفاً أن جوبا الثانية تجري وسط خلافات عسكرية. وشن الأمين هجوماً على مجلس شركاء الفترة الانتقالية واصفاً إياه بالبدعة وأنه “حل محل مؤسسات الدولة”. وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان “يونيتامس” فولكر بيرتس، حذر من عدم الإيفاء بجوانب حرجة في اتفاق السلام أبرزها التَرتيبات الأمنية وإنشاء لِجان وَقف إطلاق النار وأخرى أمنية. وأبدى فولكر في إفادة قدمها أمام مجلس الأمن الدولي أمس الاول قلقه المُتزايِد من التَقَدُّم المَحدود في تَنفيذ اتفاق جوبا السلام، رغم إحراز تَقَدُّم في بَعض المَجالات مِثل إطلاق الاستعدادات الفنِّية لِمُؤتَمر الحَوكَمة والتَحضير لإنشاء آلية المُراقَبة والتَقييم لاتفاق جوبا للسلام.
تقدم محدود:
وكان رئيس بعثة الأمم المتحدة بالسودان “يونيتامس” فولكر بيرتس، حذر من عدم الإيفاء بجوانب حرجة في اتفاق السلام أبرزها التَرتيبات الأمنية وإنشاء لِجان وَقف إطلاق النار وأخرى أمنية. وأبدى فولكر في إفادة قدمها أمام مجلس الأمن الدولي مؤخراً، قلقه المُتزايِد من التَقَدُّم المَحدود في تَنفيذ اتفاق جوبا السلام، رغم إحراز تَقَدُّم في بَعض المَجالات مِثل إطلاق الاستعدادات الفنِّية لِمُؤتَمر الحَوكَمة والتَحضير لإنشاء آلية المُراقَبة والتَقييم لاتفاق جوبا للسلام. ونبه إلى التأخير في إنشاء قوة حِماية مُشتَرَكة وغِياب قُوَّات مُسَلَّحة مُتكامِلة ومُوّحَّدة، وجَيش واحِد له تأثير مُباشِر على حِماية المَدَنيين والاستقرار العام. وذكّر رئيس مجلس الأمن بإحاطته في أبريل الماضي بعدَ تَجَدُّد الاشتباكات القبلية في دارفور والتي خَلَّفَت 144 قَتيلا ونازِحين جُدُد يُقَدَّر عَدَدُهُم بِنحو 65,000. وأضاف أنه رداً على هذه الأحداث المأساوية، قررت الحكومة تنفيذ ثمانية إجراءات أمنية مهمة تشمل إنشاء ونشر قوات الأمن المشتركة؛ تفعيل ترتيبات أمنية انتقالية ولجان وقف إطلاق النار ذات الصلة؛ إدارة الأسلحة؛ والإغاثة الإنسانية.
دور اليونتاميس:
وفيما عينت الحركات المسلحة ممثليها في لجان وقف إطلاق النار وحددت أفرادا لقوات الأمن المشتركة، رغم تعثر عمليات الانتشار، وعزا د. أبوبكر آدم المختص في الشأن الدارفوري والمحلل السياسي لـ(الصيحة) التأخير إلى نقص الموارد والدعم المادي الدولي لهذه القُوات المشتركة، بما في ذلك الدعم للإسكان والمعدات، مبدياً خوفه وقلقه على أنَّ بِدون الإسراع بِإنشاء هذه القوات المُشتَرَكة، وَتَنفيذ خُطَّة السودان الوَطنية لِحماية المَدَنيين، وإنفاذ بند الترتيبات الأمنية، المهم جداً في هذه الأوقات الحرجة التي تمر بها البلاد، يُمكِن أن تَتَكَرَّر الأزمة السودانية السابقة مجدداً. وأشار إلى أن التزام بِعثة “يونيتامس” و جَاهِزيتها لِلمُساعدة في هذا الأمر من شأنه أن يعجل بإنفاذ بند الترتيبات الأمنية الذي يواجه صعوبات جمة هذه الأيام. وأبدى دعم “يونيتامس” وفريق الأمم المتحدة القُطري لخُطة الحكومة لِحماية المَدَنيين مع التَركيز على الوِقاية وتَمكين بيئة واقية بما يَشمَل تَعزيز القَضاء باعتباره من أولَويات الأمم المُتحدة.
ضرورات ولكن:
ويجمع عديد من المراقبين على أن عملية السلام التي تنهي الحروب في مناطق النزاعات حققت نجاحات لكنها غير كافية لتحقيق الاستقرار السياسي خلال الفترة الانتقالية، حيث قال القيادي بالجبهة الثورية إسماعيل أبو لـ(الصيحة) إن هناك جهات لا زالت تعمل في الخفاء لعرقلة تنفيذ اتفاقية السلام لأنها تعتبر أن التنفيذ سيكون خصماً على امتيازاتها التاريخية والمستأثرة بفضل ثورة ديسمبر. وأردف: إلا أن اتفاقية السلام أصبحت جزءاً من دستور الفترة الإنتقالية، ولا أحد يستطيع رفضها أو عرقلة اكتمالها، وفي ذلك يستوي الكل لا الحكومة ولا الجبهة الثورية نفسها قادرون على فعل ذلك، وأردف؛ وإلا فسوف نقف في وجه كل من يريد عرقلتها. وقال: الجبهة الثورية شريكة في الثورة لها ما لها وعليها ما عليها. ومؤخرا التأم اجتماع للمجلس الرئاسي للجبهة الثورية أمن على ضرورة تنفيذ نصوص برتكول المشاركة في الخدمة المدنية وقد تم تشكيل لجنة للتواصل مع الجهات ذات الصلة في الجهاز التنفيذي وديوان شؤون الخدمة لمتابعة هذا الأمر، ضرورة الإسراع بتشكيل الهياكل العليا لتنفيذ اتفاق السلام ممثلة في لجنة التقييم والمراقبة، واللجنة العليا لمتابعة تنفيذ اتفاق السلام، واللجان العليا لمتابعة تنفيذ الاتفاق على مستوى المسارات وقف الاجتماع على آخر التطورات في ملف تشكيل المجلس التشريعي وحث الاجتماع اللجنة المعنية بمتابعة هذا الملف مع الحرية والتغيير على تسريع وتيرة العمل حتى يرى المجلس التشريعي النور في اقرب وقت.