بهاءالدين قمرالدين يكتب.. إعدام (أب جيقة) ولكن أين الآخرون؟!
قضت المحكمة أمس باعدام متعاون مع جهاز المخابرات العامة، متورط في قتل متظاهر، وهو أول حكم قضائي يصدر في البلاد لمرتكب جرائم ضد الإنسانية!
وادانت المحكمة، المدان اشرف الطيب عبد المطلب الشهير بـ(اب جيقة) لاصابته وقتله للمتظاهر حسن محمد عمر بطلق ناري أثناء مشاركته في احتجاجات ومظاهرات 25 ديسمبر 2018م، الزمت ادخاله المستشفى التي فاضت فيها روحه في 12 يناير 2019م.
وقال قاضي محكمة الاستئناف الصادق ابكر في ختام جلسات المحاكمة للمدان اشرف الطيب عبد المطلب أمس (اصدر عليك حكماً بالإعدام شنقاً حتى الموت قصاصاً وتعزيراً)!
وأشار القاضي إلى أن الحكم القضائي صدر لمخالفته المادة (130) من القانون الجنائي وهي القتل العمد مقروءة مع المادة (186) من ذات القانون المتعلقة بالجرائم ضد الإنسانية.
وطالب القاضي برفع أوراق الدعوى إلى المحكمة العليا للتأييد، وهي تعد آخر مرحلة من مراحل التقاضي في السودان.
وشهدت جلسة الحكم أسرة القتيل التي خيّرها القاضي بين العفو أو القصاص، فاختارت الأخير، اضافة الى النائب العام المكلف مبارك محمود وعدد كبير من رفاق القتيل.
وقالت النيابة العامة في خطبة الادعاء التي قدمتها الى المحكمة في 30 يناير 2021م؛ إن اشرف الطيب عبد المطلب كان يعمل متعاقدا مع جهاز المخابرات العامة براتب شهري قدره (10) آلاف جنيه، وفي 28 مارس الفائت؛ قال القاضي الصادق ابكر انه وجه تهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية الى (اب جيقة)، باعتبار ان استهداف المتظاهرين السلميين العزل في مواكب التعبير عن الرإي، يعد هجوماً موجهاً ضد المدنيين.
بداية نحن نهنيء اسرة الشهيد حسن محمد عمر، على صدور حكم الاعدام المنصف والعادل ضد القاتل المجرم اشرف الطيب عبد المطلب الشهير بـ(اب جيقة)، الذي قام بقتله بطلق ناري من بندقية (كلاشنكوف) اثناء مشاركته في احتجاجات ومظاهرات 25 ديسمبر 2018م.
وهو اول حكم قضائي يصدر في السودان لمرتكب جرائم ضد الانسانية!
ونهنيء اسرة الشهيد وكل الشعب السوداني وكل الاحرار في العالم، على هذا الحكم الباذخ والشامخ؛ الذي نزل بردا وسلاما على الوطن وكل الشعب، واطفأ و(برد) نيران (حشا) الامهات، ووجع بنات البلد العزيزات الكريمات وابهج كل الكنداكات والثوار والابطال!
ولقد كانت الجريمة بشعة وموجعة وشاهدها كل العالم ووثقت لها الكاميرات ووسائل التواصل الاجتماعي، وارتكبها المجرم (اب جيقة) بدم بارد وبحقد كبير وغل دفين ضد شاب ثائر اعزل خرج شاهرا سلاح السلمية والحرية؛ من اجل شعبه وناسه ووطنه، الذي لاقى وعاش كل ألوان وصنوف الظلم من حكومة الانقاذ الباطشة والظالمة، طوال ثلاثين عاما حكمونا بالمدفع والنار والدبابة، وكلاب الامن المأجورين مثل المجرم والسفاح (اب جيقة) وغيره!
ونحيي ايضا المحكمة الموقرة وقاضي محكمة الاستئناف الصادق ابكر، هذا القاضي العادل والمحترم وود البلد الاصيل والسوداني النبيل، فقد انصف الحق واسعد الثوار والكنداكات وادخل الفرحة في البيوت الباكية، القلوب الحزينة، التي سكنها الحزن وفارقتها الافراح والابتسامات منذ مقتل الشهيد البطل حسن محمد عمر الى يوم النطق بالحكم، وهو يوم مشهود وعظيم من ايام الشعب السوداني، بل هو عيد الوطن ويوم فرحته الكبرى!
والمجرم (اب جيقة) كان قاتلا مأجورا وكلبا عقورا من كلاب امن البشير؛ التي نهشت قلوب وارواح وجسد الشعب والسودان النبيل، وكرعت وشربت دمه واكلت لحمه، بحقد وغل وغبن ليس له ما يبرره إطلاقاً!
وبعد صدور حكم الاعدام في حقه، نقول ونسأل المجرم (أب جيقة)، ترى ماذا استفدت من قتل الشهيد البطل حسن محمد عمر!؟ وهل أغنتك (الملاليم) التي قبضتها من (اسيادك) الذين امروك باطلاق النار على الثوار والكنداكات ابناء وبنات السودان الشرفاء الشجعان!؟
وهل سيشفع لك المجرم عمر حسن البشير يوم تقف امام المولى عز وجل (حافيا عاريا) بلا سلاح وبلا رتبة وبلا سلطة، وماذا ستقول لخالقك مبررا قتل الشهيد!؟
وكيف هو شعورك الآن بعد ان صدر ضدك حكم الاعدام!؟
لقد قتلت برصاصات الغدر والغل الشهيد حسن محمد عمر، بيد انه باق وحي في القلوب ولن تموت ذكراه، فهو زيت قنديل الثورة الوهاج، وما انت الا كلب معقور مأجور؛ ستذهب الى الخالق الديان وتلاقيه باثمك ودم الشهيد؛ وتتبوأ مقعدك في النار، لانك قتلت النفس التي حرم الله إلا بالحق.
انت لم تقتل الشهيد، بل هو الذي نصب لك حبل المشنقة وجره حول رقبتك واحكم ربطه في عنقك، وعلقك فوق المقصلة خسيسا حقيرا؛ فانظر اليه هو اليوم في عرصات الجنان ضاحكا مستبشرا سعيدا؛ وانت في الدرك الاسفل من النيران تعيسا قاطنا ذليلا!
وبذات القدر نتمنى ان تتابع الاجهزة العدلية في بلادنا عملها، وتقوم بالقاء القبض على بقية (كلاب) البشير الآخرين الذين قاموا بقتل المتظاهرين والثوار، وكانوا ملثمين ومتخفين مثل النساء خلف البراقع و(الطرح)، ويخفون وجوههم خوفا ورعبا، وكانوا قتلة مأجورين ومرتزفة؛ يقتلون ابناء الشعب الحر والاصيل مقابل (حفنة) ملاليم؛ لا تساوي قطرة من دم الثوار والشهداء الابرار!
لذلك نطالب بإلقاء القبض عليهم الآن وتقديمهم للمحاكمة قصاصا للشهداء والجرحى والمصابين والمفقودين!
ونطالب بمحاسبة كل من كان ينتمي للنظام البائد قتل الشعب وولغ في دمه، وهم معروفون للجميع وموجودون في الاحياء والحلال والفرقان والمدن؛ يجب القاء القبض عليهم اليوم وضربهم بيد من حديد واعدامهم في الميادين العامة نهارا جهارا!
ونتمنى ان يسمع الشعب قريبا اخبارا سعيدة ومفرحة بتطبيق وتنفيذ احكام الاعدام على قتلة الشهيد المعلم احمد الخير، ايقونة ثورة ديسمبر الظافرة والمجيدة، لان كل الشعب السوداني ينتظر على احر من الجمر ذلك اليوم السعيد والذي سوف يكون عيدا وطنيا مثل اعياد الاستقلال وذكرى وعيد ثورة ديسمبر الباذخة!
وسلمت يا وطني العزيز وشعبي الأصيل!