كلام في الفن
نختلف أو نتفق:
أغنية (نختلف أو نتفق) التي كتبها الشاعر الجميل سعد الدين إبراهيم، وهي أغنية سكب فيها كل مقدراته الكتابية المدهشة وخبراته الحياتية وقدم وصفة نادرة من الشعر الاجتماعي الذي يتحسس أوجاع وإشكالات المحبين ولعلها تصلح لأن تكون وثيقة سلام بينهم.. ووضع لها الراحل محمد وردي لحناً بديعاً وعبقرياً ساهم في إبراز معاني الأغنية.
منال بدر الدين:
منال بدر الدين لم تختلف عن كل الذين ذهبوا عن عقد الجلاد ثم حاولوا بناء تجاربهم الشخصية بعيداً عنها ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً ولم يجدوا ذاتهم بعد رحيلهم عن الفرقة.. والأمثلة كثيرة.. وتظل منال بدر الدين نموذجاً ماثلاً أمامنا لذلك الفشل في بناء شخصية منفصلة.. وذلك التوهان وعدم القدرة على ترسيخ التجربة في وجدان المستمع يرجع في الأول لغياب النظرة الإستراتيجية.
أنس العاقب:
الدكتور أنس العاقب قدم أغنيات كبيرة وتظل أغنية ليل الشجن واحدة من أروع الأغنيات السودانية التي مازالت حتى الآن بنفس ألقها القديم ولم تسقط جماليتها رغم تقادم السنين.. وليس ليل الشجن وحدها فهناك روح معاك عمر الهنا.. ذلك هو أنس العاقب الملحن والأكاديمي الرفيع.
قايد الأسطول:
أغنية قائد الأسطول من الأغاني السودانية الراسخة.. فهي نقشت لنفسها حضوراً عبر كل الأزمنة فأصبحت أغنية حديثة كما هي من درر الحقيبة في ذلك العصر الوسيم.. اكتسبت الأغنية حضورها البديع حينما تغنى بها الراحل مصطفى سيد أحمد، وكان يرددها في جلسات الاستماع التي اشتهر بها كما تغنى بها أيضاً الفنان الراحل محمود عبد العزيز.
صلاح مصطفى:
صلاح مصطفى نموذج حي وماثل وباذخ على قيمة الفنان الإنسانية والحياتية والفنية.. إنه فنان من كوكب آخر.. فهو ملحن يمنح المفردة الشعرية حقها ومستحقها ويحشدها بالموسيقى المدهشة المتجاوزة لحال السائد من الألحان الفطيرة حتى من بعض كبار الفنانين الذين جايلوا صلاح مصطفى أو جاءوا من بعده.