عبدالله مسار يكتب.. مبادرة حمدوك الوطنية (٣)
قلنا في مقالينا (١) و(٢) حول مبادرة الدكتور حمدوك حول الوفاق الوطني، ان الدكتور حمدوك دعانا لاجتماع معه في مجلس الوزراء وابلغنا انه بصدد اطلاق مبادرة وفاق وطني، وان المبادرة جامعة وشاملة وهي نتاج تجربته خلال العامين ونصف في الحكم وهي نتاج فشل حاضنته السياسية وكثرة خلافاتها وقلة وضعف سندها الجماهيري والشعبي.
واعلن الدكتور حمدوك، مبادرته مكتوبة ومخاطبة في المؤتمر الصحفي، وقلنا اختلف المكتوب مع المعلن شفاهة، وقلنا ان يد الرقيب ورجال الكيد والحيل السياسية تدخلوا وحولوا المبادرة بدلاً لجمع الصف الوطني عامة جعلوها لاصلاح وتوحيد قحت وهكذا ولدت ميتة وفي جوفها الخلافات، وبالرغم ذلك تلقفتها القوى السياسية ونظرت فيها وطالبت دولة رئيس الوزراء برأي واضح حول الوفاق الوطني لانه المخرج الوحيد لازمة البلاد الحالية ولا مخرج د. حمدوك نفسه إلا بالوفاق الوطني، وبغيره عليه الاستعداد للرحيل لان ازمات البلاد لا تحتمل المناورة او الفهلوة والاستهبال السياسي، لان الازمة استحكمت والحبل خنق عنقه وعنق حكومته وحاضنته، ولذلك يجب ان تكون هذه المبادرة للوفاق السياسي الوطني الشامل، ويجب ان تكون واضحة وشاملة كل القوى السياسية والمجتمعية ومنظمات المجتمع والادارة الاهلية والطرق الصوفية وتكون لها لجنة قومية تضم الجميع وتكون آليات تنفيذها من كل القوى السياسية والمجتمعية وتنظر في الوضع العام في السودان وكافة القضايا.
1/ قضية الحكم وآلياته بما في ذلك تكوين مجلس وزراء تكنوقراط يكون لديه سند جماهيري وشعبي وقبول عام ويشمل تمثيل كل اقاليم السودان، وكذلك تكوين المجلس التشريعي ومجلس سيادة عسكري ويحبذ ان تخرج كل القوى السياسية من آليات ادارة الفترة الانتقالية والكل يستعد لانتخابات عدا الحركات الموقعة والتي توقع على السلام.
2/ تنظر في الوثيقة الدستورية بالالغاء أو التعديل.
3/ تنظر في القوانين كلها التي الغيت والموجودة بما في ذلك قانون النظام العام بالتعديل أو الالغاء.
4/ علاقة الأجهزة مع بعضها البعض.
5/ نتفق على مشروع وطني للفترة الانتقالية وبرنامج عملي اهم حاجة فيه معالجة الازمة الاقتصادية وازمة المعاش.
6/ علاقات خارجية واضحة تخدم مصالح السودان.
7/ تكوين مفوضيات مهمة واهمها مفوضية الفساد وتكون شفافة ونزيهة ومن فحول رجال القانون والاقتصاد والمحاسبة والمراجع العام، وتنظر في كل قضايا الفساد من الاستقلال وحتى هذه الثورة، لان الفساد في السودان مؤسسي وقديم ومتوارث جيلاً بعد جيل، وحكومة خلف حكومة. وبالتركيز على فساد الإنقاذ.
عليه، اعتقد ان قضية الوفاق الوطني والإجماع الوطني لا تقبل التفريط ولا الاستهبال ولا التكتيك وشغل الدغمسة والنجاضة السياسية، لان حال السودان الآن لا يقبل المناورة (امسك لي واقطع لك)، ولان الحكومة الحالية لا سند لها في الشارع السوداني، واحزاب رجال اصطفاف حول رئيس الوزراء خاليي الوفاض من بنك الجماهير والثوار ولجان المقاومة، وحتى ابوهم الكبير الحزب الشيوعي (اتخارج بدري)، وكذلك تجمع المهنيين صانع الثورة انقسم والجزء المفيد فيه ذهبوا، بل خرجوا من الحياة السياسية، وحزب الامة القومي وحركات الكفاح المسلح وبعض الاتحاديين كلهم يتململون ورافعين الكرت الاصفر وقريباً الكرت الاحمر.
لذلك قضية المصالحة الوطنية والوفاق الوطني قضية استراتيجية، وعلى رئيس الوزراء ان يعض عليها بالنواجذ وان يذهب فيها بقوة لانه لا خيار له بدونها ولا الوطن.
الشارع السوداني الآن محتقن عيدان كبريت وجاهز لثورة اخرى، لانها هي الطريق الشرعي للتغيير، وهو نفس الطريق الذي جاء به د. حمدوك والحكام الذين معه الآن ولانهم لم يعالجوا المشاكل التي قامت ثورة ديسمبر من اجلها، بل تضاعفت المعاناة آلاف المرات، وشماعة الفلول والكيزان والدولة العميقة صارت كاسدة وبايرة لا طلب ولا سوق سياسي لها وحتي ولو ناس قحت عاوزين يبيعوها للشعب بالاجل أو الكسر، ولذلك موضوع الوفاق الوطني هو الحل، وعلى د. حمدوك ان لا يتردد والتردد هذا هو الذي قاد الرئيس البشير إلى كوبر.
الاخ حمدوك سنده الشعب والخارج، واذا فقد الشعب الخارج لا يفيده، والشعب السوداني عصي على ان يدجل.
الحاضنة السياسية التي حوله الآن ليس لها رصيد في بنك الجماهير وهي معتمدة عليه وعلى البرهان وحميدتي وكلهم بعيدون عنها، واعتقد هم مع الشعب وهم عارفين ان الحاضنة السياسية الآن متكئة عليهم وهي عاملة شاطرة، عاوزين يتمكنوا ومن بعد يقلبوا لهم ظهر المجن، وخاصة حميدتي هم عاوزين يقطعوا به فرقة، ولكن حميدتي بدوي والبدوي ينوم عين مفتحة وعين نائمة وهم يستعملون نفس النظرية مع الفريق اول البرهان.
إذن على، د. حمدوك الذهاب بالوفاق الوطني حتى نهاية المشوار وسيجد سندا وعضدا من كل الشعب السوداني وفي الوفاق مخارجة له وللوطن.
أخي حمدوك أنت ابن ريف وبادية التردد ليس ديدنك (مع أو ضد) (أبيض الأسود) المحطة المغبشة دا شغل ناس البندر.
إذن اعزم وتوكل قبل الفأس يقع على الرأس.
نصيحة اخيرة من شخص واحد وأربعين سنة في مضبات السياسة السودانية.
الحل في الوفاق الوطني وهو فرصة اخيرة ونهائية لاستقرار الفترة الانتقالية لنصل الى الديمقراطية، وخاصة ان الحرب في السودان من عام ١٩٥٥م وحتى الآن بسبب الاستهبال السياسي والنجاضة الزيادة شارعين في الخرطوم ما يحكمن السودان واياك ودولة الظلم واحتكار القرار، وسع الماعون الوطني تسلم ويسلم الوطن.
أخيراً نحن معك سنداً وعضداً في الوفاق الوطني الحقيقي الجامع الشامل وضدك لو حدت عنه، وهو فرصة الوطن الاخيرة قبل الانهيار.