القضارف: فاطمة علي سعيد
اختتم الأسبوع الماضي رئيس التحالف السوداني عضو مجلس شركاء الفترة الانتقالية خميس عبد الله أبكر، زيارته إلى ولايات الجزيزة وسنار والقضارف رافقه وفد رفيع المستوى من قيادات حركته السياسية والعسكرية وعدد من الإعلاميين امتدت خمسة أيام، مبشراً بالسلام وطاف من خلال زيارته قرى ومناطق لم يزرها مسؤول حكومي منذ حكم الراحل المشير جعفر نميري .
ووجدت الزيارة ترحاباً واستقبالًا حاشدًا من مواطني سنار والقضارف وخاطب خميس الجماهير مبشرًا بما تم الاتفاق عليه بجوبا في مفاوضات استمرت عاماً ونصف العام بتوقيع اتفاق خاطب جذور الأزمة السودانية وقضايا المناطق التي شهدت نزاعات وحروباً فقدت فيها أرواح أبرياء ونزحت أسر ولجأت الى دول الجوار.
وفي ولاية الجزيرة أكد الوالي عبدالله الكنين خلال استقباله رئيس التحالف السوداني الجنرال خميس عبد الله أن هناك (30) ألف نازح من أهل دارفور يريدون العودة إلى مناطقهم مستبشرين خيراً بعد السلام، مشترطين عودتهم بتوفر الأمن والتنمية، وبولاية سنار كان القدح المعلى للاستقبال منذ دخول الوفد الولاية بالزغاريد ولافتات الترحيب وأخرى تحمل شعارات السلام وبميدان الحرية اصطف المواطنون في جموع رسمية وشعبية حاشدة ووسط استعراض رقصات تراثية استقبالاً للسلام ورمزاً للتعايش السلمي بين مكونات إنسان سنار .
أكد والي سنار الماحي سليمان أن حكومة الولاية تسعى بكل طاقتها لإنفاذ اتفاق سلام جوبا لجعله واقعاً ملموساً.
وأضاف أن الاتفاق يمثل فرصة تاريخية لإيقاف جدلية الاحتراب التي رافقت الدولة السودانية منذ تأسيسها، مضيفاً بأنه يجب العمل حالياً مع كل شركاء السلام لتحويل اتفاق سلام جوبا من اتفاق سياسي فوقي لعملية كلية في المجتمع السوداني والذي يعاني من اختلال في بنية شكلت أساساً صلباً للصراعات بين المكونات الاجتماعية في بعضها تارة وبين مكونات الهامش ومؤسسة الدولة تارة أخرى .
وأعرب الماحي عن أمله في انضمام كل من الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بقيادة الرفيق عبد العزيز الحلو وحركة وجيش تحرير السودان بقيادة الرفيق عبد الواحد محمد نور لإكمال عملية السلام الشامل وذلك من أجل بناء واقع جديد في الدولة السودانية والالتفات إلى التنمية والنهوض بالوطن .
واتجه الوفد صوب منطقة كركوج والتي تقع جنوب سنار حيث استقبلنا أهالي كركوج “بالنوبة” وحفاوة الكرم والاستقبال، وتخللت الزيارة كلمات ترحيب بالسلام من مؤسس الطرق الصوفية الطريقة التجانية الشيخ شرف الدين محد شرف الدين التجاني، والذي أكد وقوفهم مع السلام مطالبين بالعدل للوصول لديمقراطية حقيقية، وقال: لولا القرآن لضاع السودان، وأكد أن الطرق الصوفية تجمع الناس مضيفاً أن السودان يحتاج تسامحاً ووحدة الصف وإرساء قيم التواصل في أي مكان، مؤكداً عدم تحزب أو انتماء الطرق الصوفية لتنظيم سياسي ولكن ينتمون إلى وحدة الناس بالدعوات، وأضاف أن السودان تأخر كثيراً بسبب الخلافات التي لا معنى لها سياسية او تنظيمية حتى وصل مرحلة لا تطاق، وزاد: لذلك رسالتنا التسامح.
وامتدت الزيارة إلى منطقة مايرنو مبشرة الأهالي بالسلام، وطاف خميس على وضع طلاب الخلاوي بسنار ووقف على خلاوي الشيخ الصايم ديمة ومن ثم اتجهنا صوب منزل المك ناصر مملكة الفونج والتي تأسست عام 1504 وكانت تعرف أيضا بمملكة الفونج والسلطنة الزرقاء وكان لقب السنانير يطلق على رعاياها. وتعتبر مملكة سنار أول دولة عربية إسلامية قامت بالسودان بعد انتشار الإسلام واللغة العربية نتيجة لتزايد الوجود العربي والتصاهر بين العرب والنوبة، وفي صالون المك شكلت لوحة ضمت 72 حاكماً للمملكة، وقال حفيد المملكة المك عدلان إن توقيع السلام فرصة تاريخية، مؤكدًا أن الثورة كانت درساً للعالم بالسلمية من أجل غايات وأهداف لا يمكن التنازل أو الرجوع عنها ، مثمنا الجهود التي بذلت استجابة لنداء الوطن.
وفي ولاية القضارف استقبل مواطنو الولاية الوفد، ورحب والي القضارف سليمان علي بالزيارة واعتبرها مهمة لكونها تعتبر الأولى للولاية، مؤكداً أن الولاية تمثل السودان بكل مكوناته.
ووسط حشد جماهيري بميدان التضامن خاطب خميس الحشود مبشراً بالسلام مؤكداً أن التغيير المنشود تغييرالمفاهيم وليس الأشخاص، مطالباً بضروة تحقيق العدالة، مشيداً بدور المرأة في
تحقيق التغيير من خلال مشاركتها الواسعة.
من جانبه أكد ممثل الإدارة الأهلية بولاية القضارف الناظر عوض الكريم زايد الانسجام التام لأهل الولاية ومجتمعها والكل يتنادى لذلك .
وشكا زايد من انعدام الجازولين للزراعة وأضاف إن لم يكن هناك إنتاج لا يوجد استقرار، مشيراً إلى أنه يمثل أحد معيقات الموسم الزراعي متخوفاً من فشله. مطالباً الولاية الاهتمام بالزراعة وقضايا المجتمع.
واختتم خميس زيارته بمحلية بندغيو والتي تبعد مسافة 170 كيلو متر جنوب القضارف.