آمال عِراض وملفات ساخنة في انتظار والي النيل الأزرق
الدمازين: محمد عبد الله الشيخ
حالة من الترقب والانتظار عاشتها ولاية النيل الأزرق مثل غيرها من ولايات السودان في انتظار تعيين الولاة المدنيين خلفاً للعسكريين الذين تولوا مقاليد الحكم عقب اندلاع الثورة وانتهى الأمر في ولاية النيل الأزرق بتعيين المرحوم الأستاذ عبد الرحمن نور الدائم الذي وفقت في اختياره الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية وحاز على رضا وقبول مكونات مجتمع الولاية لما عرف عن الرجل من تواضع وأدب واحترام للناس وصدقَ ووفاء بما وعد لدى استلامه مقاليد حكم الولاية بإن يقف في مسافة متساوية من جميع مكونات الولاية دون الانحياز لحزب او جهة أو قبيلة وتأكيده على إيلاء السلام اهتمامه وحرصه على وحدة جماهير الولاية والعمل على التنمية وبذل جهده ما استطاع وحاز على احترام وتقدير كبير، وقد كان رحمه الله سعيدًا بتوقيع اتفاق السلام رغم علمه بأنه سوف يفقد منصبه بعد أن نصت اتفاقية سلام جوبا بين الحركة الشعبية جناح عقار والحكومة الانتقالية بأيلولة المنصب إلى الحركة الشعبية.
وبوفاة الأستاذ نور الدائم كلف الأستاذ جمال عبد الهادي أمين عام الحكومة بتسيير دفة الأمور في انتظار تعيين الوالي، ومضت الأمور بتأجيل العديد من الملفات والقضايا التي يستوجب إنجازها والٍ كامل الصلاحيات والتفويض ومسنود من قبل الحكومة الاتحادية والحاضنة السياسية بالولاية لينتهي الترقب والجدل بتعيين الفريق أحمد العمدة بادي قائد الفرقة العاشرة للحركة الشعبية جناح ملك عقار، وأحد أبرز قادتها الميدانيين والذي تقول سيرته الذاتيه إنه من مواليد مدينة باو 1970 حيث درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية ثم انضم للحركة الشعبية في العام 1989 ودرس العلوم السياسية بإحدى الجامعات الكينية ثم نال درجة الماجستير في العلاقات الدولية، وقد أحدث تعيينه حراكاً سياسياً كبيراً وأملاً في حسم العديد من القضايا المعلقة والملفات الساخنة وكان للصيحة هذه الحقيبة من الاستطلاعات
الأستاذ حذيفة عبد العزيز الشريف رئيس لجنة الإصلاح والتواصل والمواساة برعاية الإدارة الأهلية، يرى أن الوالي أحمد العمدة تنتظره العديد من الملفات التي تحتاج للحسم في هذه المرحلة الحساسة من عمر الولاية، وأن الفريق أحمد العمدة حاز على إجماع كبير من أهل الولاية، ونحن نبارك هذا التعيين وندعو كافة مكونات المجتمع بأن تلتف حول الوالي حفاظاً على سلامة المجتمع الذي عرف عنه حبه للسلام والتكافل. ويرى الأستاذ حذيفة أن السلام يعتبر من أكثر الملفات حساسية، ويتوقف عليه رتق النسيج الاجتماعي، ومن ثم المضي نحو التنمية والاهتمام بالبنيات التحتية والطرق والخدمات كمياه الشرب والصحة والتعليم، إضافة إلى الاهتمام بالزراعة كنشاط اقتصادي هام ومورد أساسي للولاية، علاوة على الاهتمام بمعاش الناس في ظل ما يعانيه المواطن من غلاء.
الأستاذ علي عبد الرحمن شكينيبة يقول، إن على الوالي الاهتمام بصحة البيئة وتوعية المواطن بحقوقه وواجباته والاهتمام بالمرأة والعمل على تطويرها ونعلم أن الوالي لا يملك عصا موسى ولكن عليه أن يعمل بقدر الإمكان لتخفيف المعاناة عن كل الناس دون التقيد بالانتماء للحزب أو الجهة او القبيلة كما عليه الاهتمام بالخدمات كالطرق والصحة ومياه الشرب والتعليم وخاصة الطريق القومي الخرطوم الدمازين مع إيلاء الأولوية لحاضرة الولاية في النظافة وإصحاح البيئة والاستفادة من الرياضة وتسخير جهود الرياضيين كمنبر للسلام. ودعا علي المواطنين إلى الوقوف خلف الوالي وإسناده على شاكلة ما حدث في عديد من الدول التي نهضت بوقفة شعوبها ودعمهم متمنياً له التوفيق والسداد.
الأستاذ محمد عمر إبراهيم عضو تنسيقية الحرية والتغيير يرى أن الوالي جاء في ظروف سياسية معقدة جداً أولها التدهور الذي حدث في الولاية بالنواحي السياسية والإدارية نتيجة الفراغ الذي استمر ستة أشهر وما حدث من تدهور في كل المناحي على مستوى أداء الوزارات حيث لم يحرز أي تقدم في أي قطاع من القطاعات الخدمية كالصحة والتعليم والمياه، حيث عانت الولاية من نقص كبير في الإمداد الكهربائي وتدهور في البنية التحتية ومصارف المياه مما أدى لتدهور بيئي في بداية الخريف الذي يتوقع أن يشهد أمطاراً فوق المعدل وعلى المستوى السياسي فإن أكبر التحديات التي تواجه الوالي كيفية ترتيب العمل مع الشركاء في ظل عدم تقدم ملحوظ في المفاوضات الجارية مع الجناح الآخر حيث يفترض تسريع التفاوض لاستكمال عملية السلام والأمل على إنجاز ما بعد انتهاء الحرب، والتحدي الأكبر هو كيف تتحول الحركة الشعبية شمال إلى حزب سياسي مدني يمارس العملية السياسية ويتخلى عن العمل العسكري كوسيلة للنضال اقتضته ظروف ضد النظام السابق، وعلى الوالي كقائد للولاية العمل على هذا التحول كما عليه الاستفادة من علاقاته باستقطاب الدعم للولاية والتي تعاني شحاً في الموارد واعتمدت ميزانيتها بشكل كامل على المنح الاتحادية لتصريف الأعمال والتنمية لذا لابد عليه من استقطاب دعم لتلافي عجز الميزانية والمضي في اتجاه التنمية والإعمار لما دمرته الحرب وبناء السلام خاصة وأنه لا توجد وعود واضحة من المانحين لدعم اتفاقية السلام بالنيل الأزرق .
غيث بابو إسماعيل ناشط سياسي :
في تقديري أن الوالي جاء في الوقت المناسب، حيث عانت الولاية وعاشت ظروفاً حرجة وهنالك ملفات شائكة تحتاج للحسم مثلاً الموسم الزراعي والمزارعين تواجههم مشاكل كثيرة بعد أن دخل الموسم الزراعي في جانب التمويل وتباطؤ وزارة الزراعة بالولاية والفوضى العارمة التي تحتاج لوالٍ حقيقي قادر على معالجتها وتذليل الصعاب التي تواجه المزارعين والعمل على إنجاح الموسم الزراعي، أما التحدي الثاني فهو العمل على استكمال عملية السلام وإحداث تأثير على الطرف الآخر وتعتبر الظروف مواتية لتحقيق السلام بالولاية كما انه يجب على الوالي الاستفادة من الفرص التي أتاحتها اتفاقية سلام جوبا وإنزال بنودها إلى أرض الواقع، وعلى الوالي العمل على رفع المعاناة عن المواطن الذي يعيش ظروفا اقتصادية صعبة ويعاني من ضوائق معيشية كبيرة
سيكون له أثر إيجابي في النواحي الاقتصادية والمعيشية .