بستان الحلنقي
البلابل:
لا أعلم شيئاً عن اليد الخفية التي أسدلت ستائر من النسيان على المثلث الذهبى للبلابل، وذلك بحرماننا من إطلالتهن البهية من خلال شاشة التلفزيون السوداني، ولكن الذي أعلمه أن شمس الأغانى الملكية الألوان قد أعلنت عن غروبها بعد صمت البلابل، ترى ما هي الجريمة التي ارتكبها الشعب السوداني الأصيل حتى يحكم عليه بالحرمان من أغاريد البلابل من الأغنية اللؤلؤة والنغمة المتوهجة والحضور البهيج، تُرى من أمر الشمعة أن تدفن والوردة أن تقبر والأغنية المحرضة على ارتياد السماء الجمالي ان توضع في الحبس الجبري.
أجاثا كريستي:
لم تتمكن أعظم مؤلفة للقصة البوليسية في العالم «أجاثا كريستى» من استكمال دراستها الجامعية لم يكن لديها الرغبة في مواصلة التعليم بل كانت أغلى أمانيها تتمثل في زواجها من رجل طيب يتقاسم معها الحياة عند كوخ صغير يقع عند أقدام البحر، سألت عليها والدتها يوماً فوجدتها تتمشى حول حديقة المنزل فقالت لها لا يمكن أن تظل حياتك مقسمة بين وسادة تنامين علىها أو حديقة تتمشين بين أزهارها الذابلة ثم نصحتها قائلة: قومي بفعل شيء تساعدين به نفسك حتى ولو كان ذلك كتابة إحدى الروايات البوليسية، كتبت اجاثا قصتها الأولى فلم تلق نجاحاً ثم كتبت قصتها الثانية فلقيت نفس المصير أما قصتها الثالثة«مصيدة الفئران» فلقد أحدثت دوياً هائلاً في المجتمع البريطاني، ثم تواصلت نجاحاتها إلى درجة جعلتها المرأة المتوجة على كتابة الرواية البوليسية.
مستر أوشان:
*قال المستر«أوشان» وهو أستاذ سابق في كلية الموسيقي والدراما إن الطالب الكوري يمكن أن يرسب في عدد من العلوم ولكنه يجد فرصة إلى الانتقال إلى صف دراسي أعلى، أما الطالب الذي يرسب في مادة الموسيقى فإنه لن يحصل على فرصة الانتقال إلى صفٍ أعلى إلا إذا نجح فيها، وأشار «اوشان» إلى أن أي منزل في كوريا لا توجد بين أحضانه آلة للبيانو لا يعد صاحبه إنساناً، وأضاف أن رقة الأنغام الموسيقية لها قدرة هائلة على غسل المشاعر الإنسانية من الكره والبغضاء، وقال إن الذي يؤكد ذلك خلو السجون الكورية من النزلاء، وذلك لأنهم شعب يتنفس موسيقى.
جمال عبد الناصر:
كان الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر» يتعمد الوصول إلى المسرح الذي تغني على خشبته عبقرية الغناء العربي «أم كلثوم» قبل وصولها إليه حتى يكون في مقدمة المستقبلين لها حيث إنه كان يضعها على عينيه منذ أن كان مجرد ملازم صغير في الجيش المصري، ويقال إن ضابطاً مصرياً تعرض لها بكلمة آذت مشاعرها فقام الرئيس الراحل باستدعائه قائلاً له إن الذي يجرح هذه الفنانة العظيمة يكون كمن أهان كل الشعب المصرى في عزته وكرامته، ويروى أن «أم كلثوم» تبرعت بالكثير من مجوهراتها دعماً للمجهود الحربي أثناء انتكاسة حرب «67» كما أكد الكثيرون أن حزناً غامضاً استولى على مشاعرها بعد تلك الحرب المنكوبة، ظل هذا الحزن ملازماً لأنفاسها إلى أن غابت كوكب الشرق فترمل الطرب الأصيل من بعدها صار مجرد ضربات على طبل نحاسى فارغ.
مارلين مونرو:
حين همس «روبرت كنيدي» في أُذن شقيقه الرئيس «جون كنيدي» قائلاً: وجدنا «مارلين مونرو» منتحرةً في غرفتها هذا الصباح.. رد عليه «كنيدي»: لقد قتلت شيئاً جميلاً في نفسي.. وقال: إن حبها لي هو الذي قتلها.. ثم نظر بعيداً وهو يقول: ليتني كنت مزارعاً بسيطاً في إحدى الولايات الأمريكية من أن أكون رئيساً يعرض أحبابه للهلاك.. والمعروف أن العلاقة الحميمة بين الرئيس «كنيدي» والممثلة الأمريكية «مارلين مونرو» لم تكن تخفى على أحد لدرجة أن كل أعضاء الكونغرس الأمريكي كانوا يعلمون عنها.. ولكن من الذي يجد في نفسه قدرةً على مواجهة رئيس الولايات المتحدة في أمرٍ كهذا.. كان «روبرت كنيدي» يخشى على شقيقه الرئيس من هذه المرأة.. ويقال إنه عالج أمرها.