بقلم- محمد حسين ضو النور
كغيري من المُتابعين لمجريات الأحداث المتسارعة في وطننا الحبيب الذي بدأ يتصدع لكثير الخلافات بين شركاء الحكم وتدهور الوضع الأمني والاقتصادي ومعاناة الناس.
أرى أن الحبل الذي يربط البلاد بدأ يتمزّق أو كاد أن ينقطع لكثرة الشد والجذب..
ومن هنا اقول للسيد الفريق أول البرهان، انت الآن تمثل رمز وسيادة الدولة ورئيسها الفعلي الذي ينتظر منه الشعب الكثير، ولكن سياسة مسك العصا من المنتصف في مثل هذه الظروف لا تفيد دولة ظلت تعاني من فقدان كل شئ وتتراجع من وقت لآخر بسبب نظام الحكم والحكام والأنانية والفساد..
اناشدك بصفتي رئيساً للجنة الشعبية للسلم والمصالحات بجنوب دارفور، أن تحكم صوت العقل لتهدئة الأمور وتبعد انت وغيرك من موالاة الأحزاب السياسية وقحت وقياداتها التي شاركت نظام الإنقاذ في الحكم طيلة سنوات حكمها، ولا بد من البعد عن طريق السياسة القذرة التي تُفرِّق أكثر مما تجمع..
الآن الأمور والصورة أصبحت واضحة حتى للاعمى قبل البصير، وفترة حكم جهة معينة للبلاد أكثر من 65 عاماً جعلت الناس تستفيق وتعرف أين وكيف ومتى تأخذ حقوقها..
كثيرون اتهموا القائد حميدتي وعبد الرحيم دقلو بفض الاعتصام الذي يعتبر جريمة كاملة، وتم اتهام القائد حميدتي وعبد الرحيم بذلك، وهذا ليس صحيحاً ولماذا لم يتم اتهام المجلس العسكري جملة ولأن القوات تأتمر بأمر القائد العام ولكن الأمر مدبر وارادوا به حرق قائد قوات الدعم السريع وكانت الحملة الإعلامية الشعواء والمسعورة التي كادت أن تقضي على الأخضر واليابس لولا لطف الله وحكمة حميدتي سند الثورة الحقيقي..
ومن بعد جاء مخطط دمج قوات الدعم السريع في الجيش رغم أن الجميع يدرك بأن تأسيس القوات جاء نتاجا لظروف معينة اقتضتها الضرورة بعد سن قانون اجازة البرلمان وتبعته اتفاقية جوبا من بعد..
نعم نحن مع دمج القوات حتى يصبح الجيش قوة قومية تشمل كل أبناء السودان ضباطاً وأفراداً وليس الضباط حكرا على مجموعة معينة والجنود للمهمشين..
فكرة دمج قوات الدعم السريع الآن ليس من مصلحة السودان لعدد من الأسباب، أولها أن قوات الدعم السريع قوات خفيفة الحركة، قومية الانتماء وأكثر جاهزية وقبولاً، ورغم عدم شكوكنا في قدرات الجيش، إلا انهم يفقدون الكثير الآن، لذلك تتفوق عليهم قوات الدعم السريع بفضها للحروب القبلية في كردفان ودارفور وشرق السودان.
نعم لدمج القوات ولكن ليس في الوقت الحالي، وإنما بعد انتخاب حكومة ومجلس تشريعي منتخب يقرر في هذا الشأن. اما مسألة المطالبة بالدمج من قبل ناشطين يتم تأليبهم بليل بهيم عبر خطة متفق عليها، فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً..
ويبقى السؤال
ما هي علاقة الحزب الشيوعي بالقوات العسكرية؟ وعلى البرهان أن يدافع عن قواته التي هو أصلاً قائدها، وأي تحريض وخيانة أخرى من أجل أن يموت المزيد من أبناء دارفور في عمليات قتال بينهم لن تتكرر لأنهم وعوا الدرس..
هنالك محاولات لإبعاد قوات الدعم السريع وحركات الكفاح المسلح من العاصمة الخرطوم بحجج واهية، نقولها وبالواضح بعد أيام سيتهمون جبريل بالكوزنة ويختلقوا جرائم لمني وحجر والهادي إدريس وعقار وكلها لعبة سياسية ولكنها واضحة لنا..
ظللنا نسمع مطالبات تنادي باعتبار قتلى فض الاعتصام الـ(200) كشهداء تروس وتعويض أسرهم، وكونت لهم منظمة لمتابعة حقوقهم وهذا حقهم ولا بد أن تدفعه الدولة لذويهم لأنها هي التي قتلتهم ولكن لم نسمع بالمطالبة بتعويض أسر شهداء الزراعة في قريضة وشنقل طوباي وضحايا آخرين من الرعاة والمزارعين يفوق عددهم الـ(500) ألف قتلوا في دارفور وآلاف في كردفان والشرق بقصف الطيران الحكومي وآلاته الحربية وتدمير مناطقهم، فهل الإنسان في الخرطوم يختلف عن الإنسان في دارفور والشرق وفي كردفان؟..
وما بعد ثورة ديسمبر وخلال عام واحد فقط سقط 400 قتيل ما بين الفلاتة والرزيقات و200 ما بين السلامات والفلاتة و150 بين التعايشة والفلاتة قبل أسبوع وأكثر من 200 في قريضة بين قبائل أخرى وهذا في جنوب دارفور فقط ولم نسمع بشخص مسؤول ذهب لوقف نزيف الدم هنالك إلا الفريق عبد الرحيم دقلو، بينما يتسابق المسؤولون في الخرطوم لزيارة قتيل واحد ويتجاهلوا المئات، انها الصورة المقلوبة..
وطالما أن من فض الاعتصام بالقوة هم قوات نظامية ومعروفون لماذا لم يقرر البرهان رئيس الدولة عقد محكمة عسكرية علنية ضدهم وتكون على الهواء الطلق في ساحة الحرية..
كثيرون يعتبرون حميدتي وقواته قتلة ولكن هذا مردود عليهم لأن حميدتي برئ من قتل الأسرى، ودونكم الأسرى الذين تم أسرهم في المعارك التي دارت في دارفور وكردفان وقام بتسليمهم للسلطات القضائية بعد رعايتهم صحياً، وهذا دليل على براءة حميدتي من قتل الأبرياء والأسرى، وإذا كان هو رجلا دمويا كما يعتقد البعض لما وقف مع الثوار وساهم في نجاح الثورة وحقن دماء الثوار بعد مطلب البشير بقتل نصف الشعب. أو ترك أسير واحد في كل معركة حربية قادها وارشيف معارك دارفور تشهد على ذلك..
يا سيادة الفريق أول البرهان أقول لك، أصبحت البلاد في مفترق طرق وربما ستنزلق للهاوية ويصبح مصيرنا أسوأ من ليبيا وسوريا وأفريقيا الوسطى.
لذلك فإن المخرج هو اعلان ثورة تصحيحية بقيادة الجيش وحل حكومة الأحزاب حكومة حمدوك ومحاسبتهم وتشكيل حكومة تكنوقراط لتسيير البلاد، واعلان انتخابات حرة ونزيهة بأسرع ما يكون، ومحاكمة الوزراء الذين تخلوا عن الجنسية السودانية وتسببوا في محاصرة البلاد وتجويع الشعب والاستقرار في الترتيبات الأمنية، وتكوين مفوضية للانتخابات والعمل بما جاء في اتفاقية جوبا، لأن الكفاح المسلح هم أساس ثورة إسقاط نظام البشير..
عليكم بالنزول للشارع لسماع صوت الناس في مسألة علمانية الدولة وسيداو وعدم اعتماد عطلة يوم الأربعاء، فهذا نفاج ستدخل عبره داعش وحينها لن يفيد الندم.
واعلموا مهما عملتم من ترضيات فإن العالم لن يرضى عنكم لأن الأطماع حول السودان كثيرة..
واقعدوا عافية