تقرير- عوضية سليمان
بعد قطيعة استمرت ثلاث سنوات من تشتت وتضعضع الحزب، انطلقت بالأمس مبادرة لم شمل الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل وسط احتفال وأهازيج الاتحاديين بقيادة السيد نائب رئيس الحزب جعفر الميرغني بالخرطوم، وقد قامت الفصائل العشرة الموقعة على وحدة الاتحاديين بحضور كبير ومشهود من قيادات الحزب البارزة والسجادة الختمية ورموز نظامه والادارات الأهلية لحضور الاحتفال الذي إنطلق باكراً. وقال جعفر محمد عثمان الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، في كلمته في الحشد الجماهيري بقاعة الصداقة أن رئيس المجلس السيادي الفريق الركن عبد الفتاح البرهان ورئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك يؤيدان وحدة خط الحزب الاتحادي الديمقراطي مشيداً بدعمهما لوحدة كيان الحزب وقال جعفر بمناسبة الاحتفال بإعلان الفصائل الاتحادية المتفرقة، العودة تحت مسمى الحزب الاتحادي الديمقراطي من جديد بعد انشقاقات بينهم، وقال إن عودة فصائل الحزب للوحدة تحت لواء الحزب الواحد كان هدفاً وغاية من أجل وحدة وبناء كيان الوطن والحفاظ عليه من الانقسام والتشظي، وأضاف أننا سنواصل مع كافة كيانات وشركاء الوطن من أجل المستقبل، وذلك لنبذ الخلافات من أجل وحدة تراب البلد وأشاد بموقف الدول الصديقة التي وقفت إلى جانبهم حتى تكللت مساعيهم بتحقيق الوحدة التي تعد خطوة كبيرة بالنسبة لهم، إلا أنه قال إن التحديات لا تزال أمامهم كبيرة، مؤكداً أنهم سيعملون على إعادة بناء الحزب وفق ترتيب الأولويات بتراص الصفوف وتنظيم الشباب وإعطاء أهمية خاصة لدور المرأة في المرحلة القادمة لتحقيق شعار ثورة ديسمبر المجيدة “حرية سلام وعدالة”، وأشار إلى أنهم سيعملون مع جميع الأطراف والأحزاب السياسية الأخرى من أجل الحفاظ على سياسة خارجية متوازنة تحفظ للبلاد حقها في العيش الكريم.
حالة قطيعة
المتحدث باسم اللجنة التي أشرفت على عملية وحدة الحزب، الفاتح إدريس قال، إن الفصائل التى أنهت حالة القطيعة السياسية مع أشقائها ووقعوا على وثيقة الوحدة هي كل من الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بقيادة محمد عثمان الميرغني والحزب الاتحادي الديمقراطي والحزب الاتحادي الديمقراطي الشرعية الثورية بقيادة الشريف صديق الهندي، والحركة الاتحادية بقيادة عبد الوهاب خوجلي والتيار الاتحادي الحر بقيادة الدكتور عبد الرحيم، تيار ابناء الجزيرة بقيادة مولانا فتح الرحمن البدوي، الاتحادي الديمقراطي الهيئة القيادية، كما وقعت عدد من الفعاليات السياسية والقيادية والإدارات الأهلية ورجالات الطرق الصوفية والموالين للحزب الاتحادي الديمقراطي.
الباب مفتوح
وأقر الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بأن هنالك مجموعات خرجت عنه وأن الباب أمامها مفتوح وأعلن أن الحزب موجود منذ العام 1967 ولكن لم يكن في حاجة إلى توحد من جديد ونفت القيادية بالحزب الاتحادي الأصل دكتورة شذى عمر علمها بأي مبادرة لتوحيد الحزب الاتحادي الديمقراطي، مؤكدة أن الباب مفتوح لكل المجموعات التي خرجت للعودة إلى الحزب برئاسة مولانا محمد عثمان الميرغني ونائبه محمد الحسن الميرغني، وأضافت أن أي تجمع للم الشمل الحزب ومناقشته قضاياه والقضايا الوطنية أو الاقتصادية يجب مناقشتها في مسجد السيد علي أو جنينة السيد علي أو في دار الحزب في أم درمان، وقالت إن قاعة الصداقة لم تعد تعبر عن رمزية للحزب، ووجدت شذى تأكيدات رئيس الحزب مولانا محمد عثمان الميرغني بأن الحزب يؤكد لم الشمل لقواعده وأن الباب مفتوح للجميع إلا من أبى، داعياً الى ضرورة الاتفاق حول الحزب ومبادئه المعلنة. وأوضحت أن القائمين على أمر المبادرة الحالية لم يتصلوا بالسيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب أو نائبه محمد الحسن الميرغني، وقالت إن مجموعات خرجت عن الحزب الاتحادي الأصل، فإذا أرادت تكوين حزب فإنهم لا يعارضون ذلك، مؤكدة أن الحزب الاتحادي الأصل موجود بمرتكزاته وقواعده المنتشرة في كافة الولايات مؤكدة أن الحزب الأصل لا يعاني من انشقاق حتى يتم توحيده ولم يشهد انشقاقا وأن كافة قواعد الحزب تقف خلف مولانا الميرغني.
مظلة الاتحادي
بحسب الطيب الفكي الذي يتزعم فصيل الخط الجماهيري بالاتحادي الأصل، أن الموقعين سيخرجون بعد مراسم التوقيع للعمل تحت مظلة الحزب الاتحادي الديمقراطي بدون رايات أو مسميات أخرى، كما لدينا اتحاديون بلا رئيس أو أمين عام نتيجة للمؤتمرات القاعدية وصولاً لعقد الموتمر العام الذي سيحدد قيادة الحزب المنتخبة، وأكد ود الفكي أن وثيقة نداء الوحدة الاتحادية تحظى بتأييد ومباركة زعيم الاتحاديين والخدمية محمد عثمان الميرغني عبر نائبه جعفر الميرغني الذي سيكون ضمن الموقعين وأبرزهم شيوخ الطرق الصوفية وزعماء ونظراء قبائل الذين يوقعون على الوثيقة، وقال إن ثمة فصائل لن تنشطها مراسم تدشين الوحدة الاتحادية على رأسها التجمع الاتحادي، الحزب الوطني الاتحادي الموحد بقيادة نجلي الازهري والوطني الاتحادي بقيادة أزرق طيبة والاتحادي الموحد بقيادة محمد عصمت.
أهمية الحزب
وفي ذات الاتجاه، أكد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك على أهمية عملية توحيد الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل باعتبار ان ذلك سيسهم في توحيد البلاد وجاء ذلك لدى لقائه نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل السيد جعفر الصادق محمد عثمان الميرغني. وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن تشطي الأحزاب يعد خصماً على تطور الممارسة الديمقراطية، موضحاً أن مبادرته المطروحة الأزمة الوطنية وقضايا الانتقال الطريق الى الأمام وتهدف إلى تحصين الانتقال الديمقراطي ومساندتها لإكمال عملية الانتقال الديمقراطي. وتناول اللقاء بين حمدوك وجعفر موضوع الوحدة الاتحادية التى يسعى لها الحزب منذ ثلاث سنوات وعبر نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل التزامهم بدعم الحكومة الانتقالية ومساندتها لإكمال عملية الانتقال الديمقراطي، وكان اللقاء بينهم حول موضوع الوحدة الاتحادية التى يسعى لها الحزب منذ ثلاث سنوات وأكد جعفر تطلعهم لدعم رئيس مجلس الوزراء للوحدة الاتحادية باعتبارها ذات مردود إيجابي على الأوضاع العامة، وأكد جعفر مساندتهم واستمرارها لتحقيق السلام الشامل خلال المرحلة الحالية. وشهدت فعاليات تدشين الوحدة الاتحادية برعاية رئيس الحزب مولانا محمد عثمان الميرغني وتشريف رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك شهدت ملاسنات بسبب مقاطعة ، بعض الفصائل الاتحادية والتي تجري مشاورات على مستويات عليا لاثنائها عن موقفها والدخول في الوحدة الاتحادية.