يولد بتاريخ ويموت بتاريخ وشهادة ميلاده تحمل رقماً وجنسيته تحمل رقماً والرقم الوطني رقم وحتى شهادته المدرسية في كل مرحلة رقم
وإذا اقتنى سيارة فلها رقم وساعته أرقام.
أما منزله الذي يسكنه بالتأكيد يحمل رقم المنزل ورقم الحارة
وهو من بين إخوته رقم فلو كان أول الأبناء كان (البكر) وهو رقم واحد وهكذا
والأعجب من ذلك أن لدقات قلبه أرقاماً فحينما يكون طفلاً فإن قلبه يدق (130) دقة في الدقيقة وتبلغ دقاته في اليوم الواحد عشرة آلاف دقة وهكذا فهو يعيش في عالم أعداد الدقات كلما كبر حتى إن عمره كله يحسب بـ(عدد) دقات قلبه.
أما مرتبه ودخله فهو أيضًا أرقام
ونحن في عصر عالم الارقام، حتى إن (الصفر) أصبح له وزن في عالمنا وقديمًا كان يقال (فلان) صفر على الشمال، واليوم فإن الصفر على الشمال في عالم الاتصالات له وزن وقيمة
وإذا عدنا لمجال السكن فنجد أن التخطيط في المساكن الشعبية توغلت في عالم الأرقام، ذلك أن الامتدادات السكنية فرضت على المخطط ذلك، وحينما بدأت حكومة الرئيس عبود أول خطة إسكانية بأم درمان مدينة المهدية، بدأت بالحارة الأولى حتى الحارة 6.
ثم من بعدهم سارت على دربهم كل الحكومات المتعاقبة حتى بلغ عدد الحارات ما يزيد عن المائة (الحارة مية).
قديماً وقبل هذا كان الترقيم يتم بطريقة الـ(sub number) أي أن المنطقة كلها تعطى رقماً وما يليها جزء من الرقم مثال ذلك ترقيم أحياء بيت المال وأبو روف وما يجاورها وهي بحجمها تعتبر مدينة فإن ترقيمها 1/1ـ1/2ـ1/3 منطقة حي العمدة مثلاً 3/2 وحي العرب مثلاً 5/2 وهكذا.
ذلك أن تلك المناطق خضعت لقانون تسوية الأراضي وتسجيلها لسنة 1925 ووضعت الأرقام بعد خريطة الطائرة. ومنها ما يعتبر خاضعاً للتخطيط.
أما المدن الجديدة الأخرى التي خرجت عن تسمية الحارات بالأرقام، فهي مدن (جعيصة) ، فاطلق عليها مثلاً مدن النيل أو النخيل وهلم جرا.
لكن بالرغم من ذلك، فإنها تحمل أرقام منازل وأرقام مربعات.
وحتى نصل قريباً للحارة (ألفين) فغننا بالتأكيد في حاجة لأن نسمي كثيراً من الحارات كما نسمي الحارات (الجعيصة) فالملاحظة أن الاسم الأول هو الذي يسري كما حدث للحارة 16الثورة كثير منا لا يعرف أنها (زقلونا).