إسماعيل حسن يكتب.. أين القلعة الحمراء
* قبل أن نبارك لأنفسنا نقاط العرب أمس الأول.. نسأل اللجنة المنظمة للمسابقات بالاتحاد العام، بأي معيار اعتمدت ملعب المريخ لتقام فيه مبارياته أو أي مباريات دورية أخرى؟
* ده لا ملعب ولا شبه ملعب.. حفر ومطبات واصفرار في كثير من جوانبه..
* ونسأل سوداكال.. أين قلعتنا الحمراء وملعبنا الأخضر النضير الذي تسلمتهما منا بعد تقلدك رئاسة نادينا في ذلك اليوم الأغبر..؟!
* أي تأهيل هذا الذي أعملته فيه؟! ولماذا حاربت اللجنة التي كانت شغالة فيه على أحسن ما يكون..؟؟
* هذا موضوع سنعود له باستفاضة.. أما اليوم فكل ما نرجوه من لجنة المسابقات، هو أن تحظر اللعب في هذا الملعب إلى أن يتم تأهيله بشكل مقبول.. ويمكن أن تبرمج مباريات المريخ في ملعب الخرطوم أو حتى دار الرياضة أم درمان..
* أما المباراة فقد نجح إبراهومة في إدارتها، ووفق كثيراً في اختيار تشكيلة الشوط الأول، وفي التبديلات التي أجراها في الشوط الثاني..
* أكبر مكاسب المريخ من هذه المباراة، الشبل عبد الله نور الدين الذي لعب في الطرف اليمين، وكان ثابتاً وواثقاً وكأن عمره في تشكيلة المريخ عشرة أعوام.. ما شاء الله تبارك الله…
* الشبل عبد الكريم، يبدو أن الغرور تمكن منه، لدرجة أن يتعامل مع الكرة بأطراف أصابعه، ويهدر أكثر من فرصة سهلة أمام المرمى..
* عموماً إذا وضعنا في الاعتبار فترة التوقف الطويلة، وحداثة إبراهومة في الدفة الفنية، يمكن القول إن المريخ قدم مستوى جيداً، واستحق نقاط المباراة..
2
بوكو (حلال)
* كالعادة كلما استل الزميل الأديب الأريب هاشم أحمد محمد كبير المذيعين بالإذاعة الطبية، قلمه من غمده، متفاعلاً مع حدث رياضي ما؛ كلما أتحفنا بقطعة أدبية رائعة تعيد إلى أذهاننا قطع وإبداعات أدبائنا الكبار السابقين على المك وحاج حسن عثمان وعمر علي حسن والريفي وابن البان..
* هزه النصر القوي الذي حققه صقور الجديان في الدوحة يوم السبت الماضي، فكانت مقالته البديعة أدناه :
* حلق منتصراً، معلناً عن وصوله لمحطة – كأس العرب- حفته هالة من الدعوات، وأسراب من مناصرين، فاعتد (المرتدون) الأحمر الباهي بجيشهم المؤازر، ليخبروا العالم أنهم متى ما صّح منهم العزم، تقدمت خطواتهم في طريق النصر.
* من دون كل الانتصارات الأخيرة كان هذا الأغلى، لأن صفعة الترقي ضربت (خد) الشك والتشكيك، فارتفعت الحناجر بــ(مبروك).. ليلتها نامت جموع الشعب السوداني على وسائد السعادة، وتبللت الأعين بدموع الفرح، بعد أن بسطت (الصقور) هيمنتها فزادت سعادتنا، وحمتنا بجناحيها من تقلبات (سوق) الحياة ولو (مؤقتاً)، حيث قدمت لنا نفحة من دوحة العرب.
عشنا قبل نزال الليبيين في أزمنة التحطيم النفسي الكروي، الذي يبدأ من الاتحاد العام والعارضة الفنية والاختيارات للكلية، ثم يتغلغل ليصل إلى جسد القائمة المشاركة منذ صافرة البداية، في مشهد مؤسف ومؤلم ومحبط في آن واحد، مشهد عنوانه العريض (ضيق الانتماء والألوان) وإنها لطاقة يهدرها التحطيم النفسي، وقدرات ينفيها الاستعمال السيئ للمنصات الإعلامية من قبل شاغليها ومؤثريها عندهم؛ من زل أسقطوه، ومن أخطأ رجموه، ومن تعثر نفوه بألسنة حداد، هكذا نمر موسمياً بذات المحطات في كل بطولة أو استحقاق يخوضه منتخبنا الوطني..
* يطفو على سطح مخيلتي سؤال؛ لماذا لا نأخذ حقنا عنوة من أقراننا ورصفائنا الكرويين؟ لماذا لا نتحد ونعطي بسخاء لصالح الوطن ألم يقولوا: المصالح تتصالح؟! لماذا لا يقوى جناح صقر الجديان على الرفرفة دون أن يرتد خائباً، مكسوراً، مهيضاً؟
* طالت سنوات عجزنا، وبتنا أشبه بالمستسلمين، الخانعين، الخاضعين، لا تهزنا هزيمة، ولا يشغل فكرنا تصنيف متأخر، بل أفجع من ذلك كله افتقادنا وافتقارنا لوقود (الغيرة) المحرك لمسار ومسير نهضتنا الرياضية.
ثمة آفاق لا بد أن تُزار، ثمة ثمار يجب أن تقطف، ثمة صفحات سوداء وجب أن نلقي عليها قميص وحدتنا لتبيّض، ونكتب فيها جُملاً واضحة بخط جريء (صقور الجديان في الميدان).
* أشفق على حالنا، فقد مرّ عمر بأكمله ولم ندرك بعد أننا لم نكن نركض في مضمار سباق الآخرين، أراضينا التي نقف عليها رياضياً غير صلبة، كل المتاح لدينا؛ عقبات، وكثير من الأسى، نتاجه اختلاف حتى في أسباب الرضا لدينا.
* آن ميقات الإفاقة من غفوتنا، حان وقت الجد، والعهد، والجهد، دقت ساعة العمل، شراكتنا في العبور تطرد خوفنا، وستفلح محاولات الوصول للتتويج دون ترنح لأوتار ضرباتنا السابقة.
* أعاد لنا أبناء الصقور، مساحة من أمل باقٍ، بعد أن تُهنا عن معالم الطريق، واختبأنا وراء هناتنا المفتعلة، فعادوا بنا لمغازلة الأحلام، موزعين لغنائم الانتصار من دوحة الأخيار.. شائكة غابات التمني، وعصية رغبات التفرد، وكثيراً ما استعصت علينا النجمات العوالي، لكن من يدري ربما كان مصيرنا ونصيبنا القمر.
* صدقاً منذ تعرفي على طعم كرة القدم وحتى كتابتي لهذه السطور، وحده المنتخب الوطني من يلقنني الحياة، حليباً، وحباً، وحرفاً،..و..و.. (بوكو حلال).
* من المحرر: لله درك زميلنا هاشم.. لله درك.. ويبقى السؤال هل نعي؟؟
* وكفى.