طلبنا د. عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء لاجتماع بمجلس الوزراء ظهر الاثنين ٢٠٢١/٦/٢١، شخصي ود. التجاني سيسي والسيد موسى محمد أحمد، وقال هو بصدد طرح مبادرة وطنية للوفاق الوطني وجمع الصف السوداني بكل مكوناته،
لأنه بعد أن أمضى السنتين ونصف في دست الحكم، اكتشف أن مشاكل البلاد لا يمكن أن تُحل دون إجماع ووحدة صف وطني، وأن مشاكل البلاد أكبر بكثير من ان يحلها تنظيم واحد أو جماعة.
واستمعنا إليه وأوضحنا له موقفنا من المبادرة، وقلنا له بوضوح نحن مع الوفاق الوطني الذي يتبنى برنامجاً وطنياً تدار عبره الفترة الانتقالية، وأن تكون هناك آليات لهذا الوفاق الوطني لتقوم بهذا الدور، وأكدنا له موقفنا الثابت من ذلك.
نعتقد أن السيد رئيس الوزراء، محتاج أن يتحدث عن الوفاق الوطني بوضوح ومطلوباته وآلياته، بل محتاج للاتصال بكل القوى السياسية والمجتمعية والإدارة الأهلية، وشرح قضية الوفاق.
نحن من جانبنا نؤيد الوفاق الوطني، لان فيه حل قضايا الوطن وغير ذلك الانهيار، ولكن يكون وفاقاً وطنياً حقيقياً يؤدي فعلاً إلى إجماع وطني يقود لتكون حكومة كفاءات تشمل كل أقاليم السودان، ويعيد النظر في الوثيقة الدستورية لتواكب معالجات الوفاق الوطني وتستوعب كل المتغيرات، كما يراجع كل القوانين التي تخالف الفطرة الإنسانية والذوق السليم.
إنّ مبادرة الوفاق ليست قضية تكتيكية ولكن قضية مصيرية، لأنه يعالج إشكالات الدولة والحكم، ويجعل هنالك استقرارا للفترة الانتقالية، لأن السودان الدولة والوطن لم ولن تحكمه شلة حزبية لا سند شعبي أو جماهيري لها.
السودان دولة الأربعين مليون سياسي.
والسودان بلد صراع الحكم فيه منذ الاستقلال قديم ومتجدد وسيظل حاله إذا لم يتراض على مشروع وطني للحكم، بل ظلت تسيطر عليه نخب.
ولذلك مهم جداً أن يكون هنالك مشروع وطني، وتكون هنالك خطة واضحة للفترة الانتقالية ويشارك في ذلك كل المكونات السياسية دون عزل.
انفراد شلة صغيرة بالحكم سبب واضح لعدم استقراره، خاصة وان قحت تحولت إلى مجموعات أُقصى بعضها البعض حتى صارت شلة اصطفت وأبعدت كل أهل السودان. لا يمكن أن تحكم السودان مجموعة تاريخها لم تحصل على دائرة جغرافية واحدة، كما ان السودان ليس مِلكاً لجماعة أو شركة خاصة حتى تُحتكر حكمه، بل السودان وطن الجميع، خاصة وان شلة الحاضنة فشلت في كل شيء، وتركت د. حمدوك لوحده.
واعتقد ان مبادرة الدكتور حمدوك للوفاق الوطني تجد سنداً كبيراً من أهل السودان.
نحن كقوى سياسية مجتمعية نؤيد مبادرة الوفاق الوطني ونقف معها بقوة، حال انها حقيقية وجامعة ووطنية وصادقة، ونستقطب لها الآخرين، ونقف ضدها حال انها تكتيكية ومطلوب منها كسب الوقت، ونكرر أنه إما وفاق وطني أو الانهيار.