مجموعة صغيرة لا تتجاوز ثلاثة أحزاب داخل (قحت) اختطفت القرار السياسي والاقتصادي
نسعى إلى تطوير إعلان الحرية والتغيير إلى ميثاق أكثر شمولاً.. والدعوة للهيكلة تجد صدىً واسعاً
حوار- نجدة بشارة
أقر القيادي بإعلان قوى الحرية والتغيير (قحت)، ورئيس الحزب الاتحادي الموحد محمد عصمت، بضعف الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، وأرجع ذلك إلى اختطاف مجموعة صغيرة جداً من الأحزاب داخل التغيير لا تتجاوز ثلاثة أحزاب ــ حسب قوله ــ من اختطاف القرار والرأي السياسي والاقتصادي، داخل الحاضنة.
وأوضح أن كل هذا أدى إلى (ضعف لا تخطئه العين) للحاضنة، وأردف: وأصبحت الحرية والتغيير كحاضنة سياسية مغيبة عن المشهد السياسي، وأن ضعف الحاضنة انعكس على مجمل الأداء الحكومي، والأجهزة الأخرى بالدولة، وبات يهدد بفشل المرحلة الانتقالية.
وأكد أن الدعوة التي أطلقها نداء السودان وحزب الأمة، وجدت صدى واسعاً داخل الحرية والتغيير. وأردف أن منصة التأسيس الجديدة لإعلان الحرية والتغيير، سوف تصبح خلال الأيام القليلة القادمة حقيقة واقعة، وأردف: نسعى إلى تطوير الهيكل إلى ميثاق أكثر شمولاً وكمالاً، من الميثاق الموقع على إعلان الحرية والتغبير في الفترة من1/1/2019م ونتمنى أن تتجاوب الأحزاب المهيمنة على الحاضنة الآن مع هذه الدعوة حتى نستطيع أن ندرأ عن بلادنا الشرور والفتن. فإلى الحوار:
ـ قيادي بـ(نداء السودان) قال لا توجد حاضنة سياسية حالياً للحكومة الانتقالية بم ترد على حديثه؟
الكل يعلم أن الحاضنة السياسية في فترة من الفترات كانت تضم كل القوى السياسية والمدنية، والنقابية أو المهنية إلى جانب الجبهة الثورية، وحصل الفراق منذ اجتماعات أديس ابابا في الربع الأخير من العام 2019م، نتيجة لخلافات تفجرت بسبب أن ممثل تنسيقية الحرية والتغيير لم يكن موفقاً في ذلك الوقت في إدارة الحوار ما بين التنسيقية وأشقائنا في حركات الكفاح المسلح، الأمر الذي قاد حركات الكفاح للابتعاد عن قوى الحرية والتغيير، وخاضت مراحل المفاوضات في جوبا مع الحكومة الانتقالية وما تبقى من (حاضنتها السياسية)، الحرية والتغيير وهذا بدوره أدى إلى إضعاف مبكر للحرية والتغيير.
ـ إذن تقر بحدوث ضعف داخل مكون الحرية والتغيير؟
خلال الفترة الماضية استطاعت مجموعة صغيرة جدًا من الأحزاب داخل التغيير والمتماهية مع المكون العسكري من اختطاف القرار والرأي السياسي والاقتصادي، داخل المكون، وبالتالي كل هذا أدى إلى ضعف لا تخطئه العين، وأصبحت الحرية والتغيير كحاضنة سياسية مغيبة تماماً عن المشهد السياسي.. وأرى أن ضعف الحاضنة انعكس على مجمل الأداء الحكومي، والأجهزة الأخرى بالدولة، وبات يهدد بفشل المرحلة الانتقالية.
ـ كيف تنظر لدعوات رئيس الوزارء د. عبد الله حمدوك، ونداء السودان لإعادة هيكلة الحرية والتغيير؟
قبل فترة انتبهت بعض القوى السياسية والمدنية إلى ما يحدث داخل الحاضنة، فرفعت شعار تصحيح المسار وإعادة هيكلة الحرية والتغيير، بالعودة إلى منصة التأسيس وتفعيل دور الحرية والتغبير كحاضنة فاعلة فيما تبقى من فترة انتقالية، لذلك ليس غريباً أن يسعى رئيس الوزراء أو نداء السودان للتجاوب مع هذه الدعوات، طالما المصلحة الوطنية العليا تتماشى مع تهيئة المناخ لتحقيق أهداف ثورة ديسمبر.
ـ هناك اتهامات متداولة، تقول إن اثنين أو ثلاثة أحزاب تهيمن على الحاضنة السياسية الآن رأيك؟
نعم، توجد اثنان أو ثلاثة أحزاب خلال الفترة الماضية كانت هيمنتها واضحة على هياكل الحكم للفترة الانتقالية، ولكن تجاوب حزب الأمة الأخير مع الدعوات المطالبة بهيكلة الكيان، رفع الغطاء والسند عن الأحزاب الثلاثة المهيمنة، والآن بالموقف الأخير لقوى نداء السودان نستطيع أن نقول إن عملية التأسيس الجديدة لإعلان الحرية والتغيير سيصبح خلال الأيام القلية القادمة حقيقة واقعة، حتى إن دعوة الهيكلة تجد صدىً واسعاً وسط المكونات التي وقعت على ميثاق الحرية والتغيير، ونسعى إلى تطوير الهيكل إلى ميثاق أكثر شمولاً وكمالاً، من الميثاق الموقع على إعلان الحرية والتغبير في الفترة من 1/1/2019م، ونتمنى أن تتجاوب الأحزاب المهيمنة على الحاضنة الآن مع هذه الدعوة حتى نستطيع أن ندرأ عن بلادنا الشرور والفتن، وحتى تستطيع الحرية والتغيير العودة لأحضان الشارع.
ـ هل تعتقد أن هنالك تحديات سوف تعرقل عملية إعادة الهيكلة؟
لا توجد أي تحديات، بالمعنى المفهوم، لكن حقيقة لا بد من مقاومة نزعة الحزبية الضيقة، نحن كل ما نتمناه إعلاء شعار الحصة وطن، وأن نراهن على شرعية الحرية والتغيير المستمدة من الشارع والثوار، والمستقبل للقوى السياسية سوف يأتي على صناديق الاقتراع، لكن هذه المرحلة يجب أن ننأى عن هذه الحزبية الضيقة في هذه المرحلة.
ـ هل تعتقد أن لمجلس الشركاء دور في إضعاف إعلان قوى الحرية والتغيير كحاصنة سياسية؟
لا شك في ذلك.. هذا المجلس تمت صناعته، صناعة مشتركة بين الأحزاب والمجلس العسكري.
ـ ألا ترى أن الشارع الذي تراهن عليه قوى الحرية والتغيير بدأ يتململ من ضعف إدارة الحكومة؟
هذا أمر طبيعي، نتاج الدور الضعيف الذي تلعبه قوى التغيير في هذه المرحلة، لذلك ليس غريباً أن يبتعد عنها الشارع، لكن أوضح أن الحرية والتغيير في مجمل مكوناتها في الحقيقة غالبية أبناء وبنات الشعب السوداني إذا تحدثنا عن أحزاب، نقابات ومنظمات مدنية، وهذا يعني جزءاً كبيراً من أبناء الشعب، لذلك أرى، إذا لم تستطع القوى أن تتماسك وتتوحد وأن تعلي من الشأن الوطني، وتبتعد من النزعة الحزبية الضيقة وأن تتبنى قضايا الشارع عبر تحقق العدالة، القصاص للشهداء، عودة المفقودين، إكمال السلام الشامل والاهتمام بقضايا الناس، إذا فعلت هذا تستطيع الحرية والتغيير العودة لأحضان الشارع مرة ثانية.
ـ رأيك في الدعوة التي أطلقها الحزب الشيوعي لإسقاط الحكومة الانتقالية 30 يونيو القادم؟
أرى أنها دعوة لا تتناسب مع دقة وحرج المرحلة التي يمر بها البلد، ثانياً، إذا كانت هنالك قوى في الساحة تستطيع إسقاط الحكومة الآن.. فلماذا لا تذهب هذه القوى في اتجاه الإصلاح، والذي أظن أن الإصلاح أقل تكلفة من عمليات الإسقاط.