بعد تعيينه مدير عاماً للفضائية والإذاعة الزراعية.. المهندس منتصر صلاح: نسعى لتحقيق تكامل معرفي وتوصيل التقانات المتقدمة!!
حوار: سراج الدين مصطفى
الإرشاد الزراعي يعتبر فن مساعدة المزارعين؛ بهدف تعزيز المعلومات العلمية الزراعية لأولئك الذي يفلحون الأرض ويربون الحيوانات، وتعريفهم بالمعلومات الجديدة التي يحتاجون معرفتها.. والإذاعة الزراعية التي بصدد انطلاق بثها عبارة عن نظام إعلامي إرشادي ذي برنامج محدد، جمهوره من أهل الريف ومحتواه زراعي، وللتوضيح أكثر في هذا الموضوع حاورت الحوش الوسيع المهندس زراعي منتصر صلاح عبد الله المدير العام للفضائية والإذاعة الزراعية.
ـ في البدء دعنا نقرأ تفاصيل بطاقتك الشخصية والمراحل الدراسية؟
أنا مهندس زراعي منتصر صلاح عبد الله عبد الله مولود في قرية اسمها تنقسي الجزيرة الولاية الشمالية، درست مراحلي الدراسية في اليمن ومسقط الرأس تنقسي الجزيرة وودمدني والجنينة غرب دارفور وأخيراً جامعة السودان.. ظروف عمل الوالد في التعليم كان دائم التجوال والنقليات لأن التنقلات زمان كانت مركزية.
ـ مدينة ود مدني ماذا تعني وتمثل لك؟
مدني مرتع الصبا وملاعب الطفولة ترعرعت فيها شكلت شخصيتى بأزقتها وأمسياتها وثقافتها، تعلمت فيها القراءة والاطلاع ومجالسة الأدباء والشعراء وقادة العمل السياسي في جامعة الجزيرة. السني الثانوية كانت دوحة للإبداع الثقافي والفكري وحتى السياسي.. مدنى هي التي شكلتتى حقيقة.
ـ مشروع الجزيرة.. كيف ساهم في تشكيل التركيبة الاجتماعية والثقافية؟
أنا تربيت في مرنجان حلة حسن، كنا نفطر الساعة عشرة مع صفارة المحالج ونشترى بلح الشام والداندرمة من أمام المطاحن ومصانع النسيج والزيوت كل عربات الخط تنقل العمال والموظفين من المصانع ودا طبعا كلو من خيرات مشروع الجزيرة.. مشروع الجزيرة جمع كل مكونات الشعب السوداني شماله وجنوبه شرقه وغربه، أحداث تمازجاً وتبادلاً ثقافياً نادراً ما تشاهده في منطقة تلقى حفلة طمبور جنبها كرن نوبة ومردوم وكل الأشكال الثقافية في الهوية السودانية.
ـ دراسة الزراعة.. هل هي محض صدفة أم رغبة أكيدة؟
رغبة أكيدة.. النشأة في رحاب مشروع الجزيرة والحياة العامة في مدني حببت الزراعة لنفسي.
ـ بوصفك مهندساً ما هي الروشتة التي تكتبها للمسئولين حتى يعود مشروع الجزيرة إلى سيرته الأولى؟
أولاً المشروع محتاج تأهيل قنوات الري ودعم مباشر للمزارع من خلال توفير المدخلات والتمويل والتقانات وتقوية الإرشاد الزراعي وعودة الدورة الزراعية وعودة مكاتب المشروع من جديد والأهم وجود رغبة حقيقية وإرادة سياسية قوية.
ـ هل تتفق مع الرأي الذي يقول بأننا بلد زراعي وليس معدنياً؟
حقيقي، نحن بلد زراعي والبلد دي عاشت ازدهاراً عظيماً بفضل الزراعة، وكان القطن هو المحرك لاقتصاد السودان ويغذي محالج العالم.. لكن للأسف الإنقاذ أهملت الزراعة واتجهت للبترول ودمرت المشروع وقضت على الزراعة المنظمة بطريقة غريبة.
ـ الثورة الزراعية .. متي يبدأ التغيير؟
حين تكون الزراعه والمزارعون في رأس الأولويات وتوفر دعم للمدخلات الزراعية وتأمين وصولها للمستفيدين قبل بداية الموسم بوقت كاف.. وحينما تكون التقانة متاحة للمزارع البسيط ويكون في شبكة طرق زراعية تربط مناطق الإنتاج بالأسواق.. وحينما تكون هنالك إرادة سياسية ورغبة في الثورة الزراعية.
ــ بعد تعيينك كمدير عام للفضائية والإذاعة الزراعية كيف استقبلت هذا القرار؟
صراحة.. خفت جداً لأنها مسؤولية كبيرة… كنا على الدوام ننادي وننتقد ضعف المساحات الزراعية الموجودة في الإعلام المرئي.. الآن عندنا قناة فضائية وإذاعة للإعلام التنموي الزراعي، مطلوب منها تقديم محتوى علمي تقاني زراعي إرشادي.. معلومة موثقة ومعلومة المصدر تختار لغة وتخاطب أي إقليم زراعي حسب تربته ومحاصيلها وتوجهات مجتمعه مع الوضع في الاعتبار بلد مثل السودان مترامي الأطراف ومتعدد الموارد والإنتاج .. وأنك مصدر معلومة مفروض تلبي رغبات المزارع وكل مشاهد تثقيف زراعي ونقل تقانة مع ضرورة مواكبة ما تقديم مع احتاجه المعرفي.
ـ ما هي أهمية وضرورة وجود إذاعة زراعية في الوقت الراهن؟
الأهمية تنبع من أنها وسيلة مهمة لنقل التقانة والإرشاد الزراعي دورها تغطية الفراغ ما بين تمدد المساحات الزراعية وقلة المرشدين الزراعيين وتحقيق تكامل معرفي وتوصيل التقانات الزراعية من البحوث الزراعية للمزارع بنفس مناهج العمل الإرشادي وأحدث التطور وتغيير اتجاهات المزارعين وتبني التقانات الحديثة.
ـ كيف تفكر في التخطيط البرامجي للإذاعة الزراعية؟
نحن كزراعيين عندنا قطاعات زراعية حقلية وبستانية…الحقلية موسمان صيفي وشتوي خطتنا أن نبدأ مع المزارع من اختيار الصنف مرورًا بالحراثة والكديب ومكافحة الآفات والتسميد وحتى الحصاد ومعاملات ما بعد الحصاد من تخزين وتصنيع.. وكذلك الموسم الشتوي بنفس الطريقة وعدم إغفال الإنتاج البستاني ورفع الوعي البيئى وكل ذلك تحت استراتيجية وزارة الزراعة والغابات لأنها هي المرجعية والأساس.
ـ هل هي إذاعة فئة محددة.. وكيف يصلهم بثها؟
هي إذاعة زراعية متخصصة لكنها للجميع لها برامج إن شاء الله لكل أطياف المجتمع للمرأة والشباب والرياضة والمنوعات والفن مع الحفاظ على الصبغة الزراعية فيها كنعصر أساسي… الإذاعة ستكون في مرحلتها الأولى في 6 ولايات الخرطوم الجزيرة القضارف النيل الأزرق وسنار، كما ستكون متاحة عبر الأقمار الصناعية فضائيًا وعبر السوشيال ميديا التى نعول عليها كثيراً.
ـ متى سيبدأ بث الإذاعة والفضائية؟
نحن الآن في انتظار التردد من هيئة البث أكملنا كل الإجراءات وكل الأوراق المطلوبة وستكون الفضائية مصاحبة إن شاء الله لانطلاق الإذاعة حيث ستكون إذاعة مرئية لكنها تقدم محتوى يصلح كإذاعه وتلفزيون في وقت واحد.