ارهابيون بالسودان.. الدخول عبر ابواب مختلفة
تقرير:صلاح مختار
دمغت نيابة مكافحة الإرهاب والجرائم الموجهة ضد الدولة جهات ذات صلة بدعم بالإرهابيين والتجسس على البلاد، بإفشاء معلومات سرية رسمية قُصد بها إقناع العامة أن جهاز المخابرات العامة مازال يمارس الاعتقال، مؤكدةً إجراءها تحقيقا بالحادثة بالتعاون مع الجهاز. وقال وكيل النيابة أحمد سليمان العوض لـ(السوداني): قبض الإرهابيين الذي جرى مؤخراً كان تحت رقابة القضاء الطبيعية في الحبس للتحري وتجديد حبسهم بواسطة قاضي محكمة الإرهاب في البلاغ المقيد تحت مواد من قانون مكافحة الإرهاب لسنة ٢٠٠١م، ومن القانون الجنائي لسنة ١٩٩١م. والحديث عن دخول الإرهابيين ومكافحهتم عملية مستمرة من خلال الاجراءات التي تقوم بها الدولة ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف دخل هؤلاء ومن أين جاءوا؟ ربما تسللوا من الأبواب الخلفية أو دخلوا من أبواب متفرقة مستغلين الهشاشة السياسية والأمنية والأزمة الاقتصادية.
أرض الواقع
ورغم الإجماع الذي يتوافق عليه المراقبون بأن طبيعة الشعب السوداني لا تشبه ما يحدث في بعض الدول إلا أن ذلك لا يمنع حدوث أعمال إرهابية على أرض الواقع, والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية عملية مستمرة لكل فئة خارجة عن القانون كما حدث خلال سبتمبر 2020 عندما أعلنت السلطات ضبط أخطر خلية إرهابية وأكبر كمية متفجرات يمكن أن تنسف العاصمة.
وطبقاً لحديث النائب العام في وقت سابق تاج السر علي الحبر في مؤتمر صحفي أن قوات الدعم السريع نصبت 12 كميناً أسفر عن ضبط 41 إرهابياً ومواد متفجرة خطرة بإمكانها أن تنسف العاصمة بأكملها. وأقر بأن هناك ظاهرة لجماعات إرهابية تؤرق السلطات بالبلاد.
تأزم الداخل
ولكن مراقبين قللوا من تأثير تلك المجموعات على الواقع الداخلي رغم تأزمه بسبب الظروف الاقتصادية أو السياسية الهشة، وقال مصدر أمني لـ(الصيحة): خلال العامين الماضيين كانت هنالك سيولة أمنية بالبلاد لا يستبعد معها دخول مجموعات أو جهات لديها أهداف أرهابية البلاد, وأضاف: صحيح الظروف الاقتصادية التي تمر به البلاد مواتية لأي نشاط يحقق أهدافاً تجسسية أو إرهابية من خلال استخدام أسلوب الشراء والترغيب والترهيب للحصول على المعلومات التي قد تكون في غاية السرية والأهمية, ولا يستبعد وصول عناصر من جهات خارجية بشكل منفرد إلى الداخل، لكن من المستحيل أن يجد فرصة للانتشار في البلاد مثلما فعل في دول أخرى.
وأضاف المصدر: حاولت التنظيمات الإرهابية خلال السنوات الماضية التوغل في السودان، ولكنها فشلت في الترويج لفكرها المتطرف بسبب طبيعة السودانيين الذين يتبعون المنهج الوسطي في التدين، وينبذون الغلو والتطرف والتشدد. واعتبر ما يجري بشأن ظهور بعض التنظيمات الإرهابية نتاجا طبيعياً لحالة السيولة الأمنية التي يعيشها السودان، وربما تعمدت جهات محددة الترويج لمثل هذه الأنباء بغرض الحصول على مكاسب سياسية.
حالة سيولة
ويقول الخبير السياسي، الدكتور عبده مختار: “هذه الظاهرة جاءت بعد حالة السيولة الأمنية، والقانونية بالبلاد، وضعف الرقابة في المسارات والمعابر والمطارات”. وأضاف مختار في حديثه لـ(العين الإخبارية): “الخلايا تدخل البلاد عبر المطارات والمعابر بجوازات سفر مزورة بغرض السياحة وعلى العاملين بهذا القطاع الحذر والانتباه، وعلى السفارات التعامل بدقة في إعطاء التأشيرات”. ونصح الحكومة السودانية بضرورة سحب الجوازات عن الشخصيات المشتبه بها والجنسيات التي ترعى هذه النشاطات والتي كان قد منحها لها نظام الإخوان المعزول”. وشدد مختار على أن البيئة غير مواتية لنشاط الدواعش رغم السيولة الأمنية، لأن الفكر في السودان مختلف والعقيدة التي يتبعها السودانيون وسطية.
هشاشة أمنية
ويربط الخبير الاستراتيجي العسكري أمين مجذوب بين بروز مثل هذه الظواهر والأوضاع الداخلية المضطربة والهشاشة الأمنية في شرق السودان. ويقول مجذوب لموقع (سكاي نيوز عربية) إن من المتوقع أن تعمل أجهزة مخابرات خارجية بعينها على زعزعة استقرار السودان عبر مختلف الوسائل مستغلة حالة الحرب الحالية في حدود السودان الشرقية. ويشدد مجذوب على أن ضعف الأجهزة الأمنية في مقاومة مثل هذه التنظيمات يغري تنظيمات جديدة للإعلان عن نفسها في محاولة لإيجاد روابط خارجية توفر لها الدعم والتمويل. ولا يستبعد مجذوب أن يكون وصول بعثة الأمم المتحدة الجديدة للسودان أحد أسباب ظهور هذه الجماعة في هذا التوقيت، حيث أعلنت تنظيمات راديكالية وجماعات تابعة للنظام السابق رفضها للخطوة. وفي كل الأحوال يؤكد مجذوب على خطورة الأمر وضرورة التعامل معه بجدية من قبل الحكومة السودانية والقوى الإقليمية والدولية حتى لا يتحول السودان إلى بؤرة لمثل هذه الفصائل الراديكالية والتنظيمات المتطرفة ومجموعات بوكوحرام وداعش الموجودة في أفريقيا وتحتاج إلى حاضنة.
بعد نظر
وكان للراحل رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي بعد نظر فيما يتعلق بالوضع الهش وإمكانية أن تكون مدخلًا للجماعات الإرهابية فقد حذر في مؤتمر صحفي من أن السودان يمكن أن يتحول إلى “قبلة للجماعات الإرهابية”. وقال المهدي “ينبغي أن نحذر من حدوث اضطرابات في البلاد، وهو الأمر الذي يمكن أن يحولها إلى قبلة لجماعات مثل بوكو حرام النيجيرية أو الشباب الصومالية أو داعش الإرهابية”. وتابع “: “كما أنه في حالة وقوع اضطرابات، سيكون السودان قبلة للتدخلات الإقليمية والدولية أيضا”.ً ومضى بقوله “التصعيد والتصعيد المضاد ليس من مصلحة الوطن”.
حصاد وحساب
ويقول المختص في شئون الجماعات الإسلامية الهادي محمد الأمين في تحقيق منشور له بعنوان سودانيون في (داعش).. الموت يحصد بلا حساب, يقول السودان يصنف (كمنطقة منخفضة) بمعنى أنها جاذبة، وتفتح شهية التنظيمات الجهادية لاستقطاب من يوالونها بسهولة، هذا بالإضافة إلى اتساع وطول الحدود المفتوحة في الشريط الفاصل بين السودان وليبيا وكثرة المنافذ البرية وصعوبة مراقبتها رغم ما تقوم به القوات الحكومية – إلا أن حالات التسلل عبر المثلث الصحراوي الرابط بين دول السودان ومصر وليبيا ضربت رقماً قياسياً العام المنصرم. غير أنه قال حتى الآن لا يعرف على وجه الدقة عدد الشباب السوداني المنخرط في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام (داعش) سواء في سوريا والعراق او ليبيا ورغم ان وزير الداخلية في الحكومة المبادة الفريق عصمت عبد الرحمن قال في خطابه أمام نواب البرلمان إن جملة من ذهبوا من الشباب السودانيين لا يزيد عن السبعين، وعاد ذات الرجل ليقول أثناء تنوير إعلامي إن أعداد السودانيين بداعش وصل قرابة الـ130 بمعنى ان العدد سجل خلال 4 أشهر زيادة مرتفعة تصل لقرابة 60 شاباً وصلوا الأراضي الواقعة تحت سيطرة التنظيم المتطرف.