يشكل ويمثل المراسلو الصحفيون بالولايات العمود الفقري للصحف وبقية الأجهزة الإعلامية مثل الإذاعة والتلفزيون, وهم الدعامة الأساسية للصحف وركائزها المتينة!
إذ يبذل المراسلون مجهودات كبيرة في سبيل مد الصحف بالمواد الصحفية والأخبار والتقارير والحوارات والتحقيقات وغيرها من ضروب وفنون العمل الصحفي!
وبصمة المراسلين واضحة كالشمس ومميزة كالقمر لا تخطئها العين!
ويعتبر المراسلون هم (ملح) الصحف ونكهتها الأروع وقلبها النابض!
وهم الجنود المجهولون والمظلمون!
وكثير من الصحف حققت نجاحات كبيرة ،وتصدرت قائمة الصحف في التوزيع واحتلت المراتب الاولى بفضل مجهودات المراسلين الضخمة وعملهم الكبير!
لقد جمل المراسلون صحف الخرطوم بالإشراقات والإبداعات وخرجوا بصحافة الخرطوم من الغرف الضيقة و(المكاتب المكندشة) التي كلست الصحف وأصابتها بالجمود والملل, وأخذوها من حدود ولاية الخرطوم الضيقة، وحلقوا بها في رحاب الوطن الأوسع والأجمل!
وعرف الناس إمكانيات الوطن السياحية والاقتصادية وجمالياته وثرواته وثرائه الثقافي والفني بفضل إبداعات المراسلين!
ولكن رغم ذلك الجهد الكبير والإبداع والجمال، فإن مراسلي الصحف بالولايات، يعيشون أوضاعاً صعبة ويواجهون ظروفاً قاهرة تحد من نشاطهم الدفاق، وتحجم من إبداعهم الثر!
ومن هذه الظروف والمشاكل التي يواجهونها ضعف الرواتب التي تمنحها لهم الصحف، فبعض الصحف تمنح المراسلين مرتبات ضعيفة جداً هي (عطية مزين).
لا تغني ولا تسمن, ولا تفي بالحد الأدنى من متطلبات الحياة والمعيشة!
بل إن كثيراً من الصحف لا تمنح المراسلين مرتبات أصلاً، بيد أنهم رغم ذلك يعملون ويبدعون ويحترقون في صمت لا يشتكون ولا يتبرمون ولا يتوقفون عن العمل!
رغم الظروف الاقتصادية القاهرة التي تمر بها البلاد اليوم, والأسعار التي تزداد كل يوم!
علاوة على أن كثيراً من الصحف لا تقوم بتدريب وتأهيل المراسلين.
ولا تقيم لهم دورات تدريبية وتأهيلية في فنون العمل الصحفي والتغطية الصحفية في مناطق الأزمات والكوارث والحروب التي تتطلب قدرات استثنائية في مناطق الحرب والنزاعات، الأمر الذي يقتضي إكسابهم مهارات خاصة ومزيداً من الخبرات لصقل أدوات إبداعهم.
كما تتعنت كثير من حكومات الولايات في توفير المعلومات للصحفيين وبعض الولاة يغلقون مكاتبهم (بالضبة والمفتاح) في وجوه الصحفيين, ويتهربون من لقائهم ولا يدلون لهم بتصريحات!
رغم الخدمات الكبيرة والجليلة التي يقدمها المراسلون للولايات فهي جسرهم للوصول للأجهزة الإعلامية والصحف وحكومة المركز, وهي لسان حال المواطن في الأصقاع النائية والمضارب البعيدة!
كما أن وعورة الطرق ساهمت في عدم وصول المراسلين إلى المناطق البعيدة في الولايات مما يجعلهم يتكبدون مشاق كبيرة، ويتجشمون مشاق جمة بغية الوصول إليها!
ولكن رغم ذلك يحترق المراسلون الصحفيون كالشموع ليضيئوا للناس الطريق ويوصلون مشاكل الولايات وقضاياها للمركز!
لقد أن الأوان لرفع الظلم عن كاهل مراسلي الصحف في الولايات وتزداد مرتباتهم حتى تفي بالحد الأدنى من متطلبات المعيشة.
كما يجب على حكومات الولايات أن تفتح لهم الأبواب وتوفر لهم المعلومات وتسهل لهم عملهم، لأن هذا من مصلحة الولايات أولاً!
وكذلك يجب قيام دورات تدريبية للمراسلين الصحفيين تعلي من قدراتهم وتصقل أدواتهم.
والتحية للمراسلين الصحفيين الجنود المجهولوين والمبدعين المظلومين، ولولاهم لأصبحت صحف الخرطوم صحراء قاحلة وجفافاً ويباباً.