جنوب كردفان وغرب دارفور.. دعوة للصلح وإشادة بالدعم السريع
الخرطوم – النذيردفع الله
أكد المكتب التنفيذي للإدارة الأهلية بغرب دارفور أن النسيج الاجتماعي في ولاية غرب دارفور معافى تماماً من القبلية والمشاحنات، ولكن نشطاء الغرب هم من أدخلوا الفتنة بين تلك المكونات، وأوضحت الإدارات الأهلية من الإثنية العربية بغرب دارفور خلال مؤتمر صحفي حول (تأصيل مفاهيم التعايش السلمي وفرص التحول الديمقراطي) بمركز الحاكم نيوز أمس أن الفرصة مواتية وجاهزون للصلح مع أهلنا المساليت، وقال عضو المكتب التنفيذي الأمير حافظ تاج الدين إن منطقة الجنينة تعيش في أوضاع متأرجحة بين اضطراب واستقرار، سيما وأن المنطقة بها أكثر من (42) مكوناً قبلياً بالإضافة للعرب والمساليت كنا عايشين في سلم وسلام، ولكن حدثت بيننا بعض الإشكالات أدت لتدخل مجلس السيادة لوقف الاقتتال وحتى اللحظة لم يلتئم الجرح . وأضاف حافظ: جئنا للخرطوم بدعوة كريمة من حكومة المركز وتلقينا عددا من الورش التي تتعلق بالتعايش السلمي من عدة جهات منها الدعم السريع والجيش وجهاز المخابرات والشرطة، ونحن الآن جاهزون للصلح والسلم بيننا والمساليت ونرفع أيادينا بيضاء لهم والآخرين من أجل إنسان المنطقة والتنمية والأمن والسلام . مشددًا أن تفاقم النزاع كان بسبب الحركات المسلحة غير الموقعة على عملية سلام جوبا والتي تحاول التشويش من خلال قفلها للطرق وتحويل الخلاف إلى نزاع سياسي، ولكن رسالتنا لأهلنا المساليت أنهم جزء أصيل في الولاية، وأننا العرب جزء ولا يستطيع أحد إقصاء الآخر وإزالته لذلك ندعوهم لفتح صفحة جديدة ونسيان الماضي والمرارات سيما وأن غرب دارفور تحدها ثلاث دول ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى مما يجعل عملية الهشاشة الأمنية واقعاً ماثلاً. وأكد حافظ أن الهجمات التي يشنها نشطاء الخارج والتحريض أدت لتجديد الصراع والنزاع وأن من يتهموننا بأننا قادمون من النيجر وغيرها هو حديث لا فائدة منه ولن يزيد الوضع إلا تعقيداً، وهي بمثابة صب الزيت في النار وردنا لهؤلاء بأن وضعيتنا وتاريخنا قبل وبعد استقلال السودان واضح للجميع .
وكشف حافظ أن الإدارة الأهلية في غرب دارفور من العرب سلمت أي أرض زراعية استخدمناها إلى اصحابها بكل سهولة وبدون نزاع وأن أي مرحال تم فتحه وتسليمه بدون تعقيد ولا توجد أي أرض زراعية مملوكة لأي من الإثنيات العربية هناك إلا كانت برضى تام من أصحابها دون التعدي عليها . كما أن أراضي الولاية واسعة لم تضق بأحد، ولكن ضاقت النفوس، وقال حافظ إن الأجهزة الأمنية بذلت جهودا كبيرة ومقدرة من أجل استتباب الامن في المنطقة دعوتنا للأهل من المساليت أن تعالوا لعقد سلام شامل بيننا ومصالحة حقيقية نعيد بها أواصر العلاقات بيننا لما كانت عليه في الماضي .
فيما أوضح العمدة مسار عبد الرحمن أصيل عبود شرارة، أن الدولة والحكومة غير مهتمة بإنسان السودان وليس هناك شيء أسوأ من قتل النفس، ولكن أن يموت الناس هكذا بهذه الطريقة الساهلة يؤكد عدم مسؤولية الحكومة التنفيذية.
وأكد مسار أن الحرب بيننا والمسليت هي في اللاشيء نحن كنا نعيش مع المساليت في هذه المنطقة منذ أكثر من مائة وخمسين سنة ولدينا قسم بيننا بأن نعيش في سلم، ولكن ما حدث بيننا من بغض جراء الفتنة من الآخرين وصلنا إلى حد لا تقبله الإنسانية ، ودعا مسار لنبذ خطاب الجهوية والعنصرية وأن نعيش في سلام، مضيفاً: نحن في الجنينة أكثر من (40) قبيلة ليس مساليت وعرب فقط ، كل هؤلاء لهم الحق كما للآخرين ،نحن شركاء معهم في الأرض، ونؤكد للجميع ولأهلنا المساليت بأن الحروب لا تدوم ولن نحصد نحن وأنتم سوى الندم وأن الأرض لله وملك للجميع ومن يعمرها هو من يستحقها و(البحسب القبور ما بصالح) .ولكن مشردي أوروبا هم من أفسدوا علاقتنا مع المجتمع في غرب دارفور.
عليه لابد من العفو والصفح وندعو لقيام صلح يحفظ للجميع حقوقهم وأن تتم مصالحتنا مع المساليت
سيما ونحن مقبلون على الموسم الزراعي.
وشدد مسار أن الحرب هي الدمار وأنها أخرت التنمية في الولاية ولا رابح في الحرب وأي خدمة تذهب مكان الأمن والسلام . وأضاف (قحت) جاءت للحكم بمفهوم ضيق ولم تتجاوز سياساتهم الخرطوم وأحياءها الضيقة والقريبة ولولا الدعم السريع لما كانت الثورة السودانية قائمة حتى اللحظة .وشدد مسار أن أي إساءة لقائد الدعم السريع لن يمسه في شخصه وإنما هي إساءة لنا جميعًا ويدخل شيئاً في النفوس غير طيب وأن أي محاولة لإقصاء الدعم السريع سيعجل بعودة النظام القديم .
محلية قدير
ومن ناحية أخرى دعت لجنة أبناء محلية قدير بجنوب كردفان بالعاصمة إلى رتق النسيج الاجتماعي بين القبائل في جنوب كردفان، وأوضحت اللجنة خلال المؤتمر الصحفي بمركز الحاكم أن ضعف التأمين الأمني ووجود مناجم الذهب وانتشار السلاح بأيدي المواطنين جميعها عوامل أدت لأحداث السلب والنهب والقتل من المتفلتين، وقال عضو اللجنة محمد أحمد حسين إن محلية قدير أصبحت تمثل الجنوب السوداني الجديد بعد الانفصال، سيما وأنها من المناطق المتاخمة لمناطق نفوذ الحركة الشعبية (كاودا وهيبان). وأكد حسين أن عدم الالتزام بمخرجات المبادرات بين أطراف النزاع أدى لتجدد النزاع، كاشفاً عن وجود جهة غير معلومة حاولت تأجيج الصراع من خلال دعمها بعدد من عربات الدفع الرباعي لمكون ضد الآخر. وأشار حسين أن بعض المناطق تم حرقها تماماً منها (الصافية وسندة وعيلفوفة)، وطالبت اللجنة بتكوين لجنة عدلية للتحقيق في الأحداث ومن أين أتت عربات الدفع الرباعي التي ساعدت في تأجيج الصراع بالإضافة لعقد مؤتمر جامع وعاجل لحل الصراع وتأمين الموسم الزراعي..